آمال السعوديين في عهد الملك الجديد: مواصلة حرب الإرهاب واستكمال البنية التحتية والتوسع في الجامعات.. وعدم تسطيح المرأة

أمل كبير بالعهد الجديد يحدو من استطلعت آراءهم

TT

عاش السعوديون خلال الأيام الماضية مراحل حزن قاسية بوفاة ملكهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يوم الاثنين الماضي. وبعد أن توافد المواطنون صباح أمس لقصر الحكم لتعزية ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكاً لهم، وبداية عهد جديد، بدأ السعوديون في المناشدة بحل مشاكلهم في هذه المرحلة الجديدة، بأشكال مختلفة، قد تكون مكررة، ولكنها للمستقبل، مستقبل السعودية والوطن والشعب. وتفاوتت الأماني ما بين حل مشاكل البطالة، ومواصلة الملك عبد الله الحرب على الإرهاب مثلما كان ولياً للعهد وتحقيق الأمن والأمان وإعطاء الفرصة لكوادر شبابية جديدة في الوزارات والإدارات الحكومية. هكذا جاءت آراء السعوديين رجالاً وشباباً.

ولم تكن المرأة السعودية غائبة في استطلاع «الشرق الأوسط»، بل ناشدت وطالبت الملك عبد الله في أن يساهم بتطويرها وإخراجها من بوصلة الآراء المتطرفة التي تريد قيادتها، بينما كانت أحلام الأطفال والفتية بسيطة وعميقة في نفس الوقت يعبر عنها أحدهم، ويدعى عبد الرحمن القحطاني، 14 عاماً، في الصف الثاني من المرحلة المتوسطة، يقول «عندما أكبر أريد أن أصبح طبيباً، كل ما أتمناه في ذلك الوقت أن تزيد عدد الجامعات، وألا أضطر الى دراسة ما لم أحلم به».

وبعيداً عن أحلام عبد الرحمن السعيدة، يبدأ سعد محمد الشريف، وهو شاب في بداية العقد الثالث، ويعمل موظفاً في الخطوط السعودية، سرد مطالبه قائلاً «أتمنى أن يقوم الملك عبد الله بدفع عجلة (التثقيف) بمعنى تعزيز الهوية الوطنية، وعدم فقدان الهوية، والتجديد في الإدارات الحكومية بوجوه شابة، وإعطاء الفرصة لهذه الكوادر، كدلالة على عهد جديد».

ويضيف عبد المحسن سعود (موظف حكومي) باختصار «أتمنى أن يتحقق الأمن بالتخلص من الإرهاب، وكل شخص يساهم في الغلو الفكري للأشخاص كان ذلك بالتدين أو الانحراف، وفي المرتبة الثانية إيجاد الوظائف». ولا يختلف إبراهيم الخالدي، وهو موظف في شركة الكهرباء بالمنطقة الشرقية عن مطالب عبد المحسن، ويقول «أريد أن يتم تحقيق (السعودة) في الوظائف، وكذلك إرساء الأمن، كما كان الوضع في السابق، وعدم التخاذل مع الإرهابيين، والقتلة، والاهتمام بالبنية التحتية للمدن، وكذلك بالقرى».

وبالنسبة للمرأة السعودية التي كانت خلال الأشهر الماضية دائرة للجدل للتيارات الفكرية المختلفة حول قيادتها للسيارة من عدمها، تقول نهى الشدي، وهي طالبة جامعية في جامعة الملك سعود «أتمنى من الملك عبد الله أن يوقف الوصاية التي يقوم بها البعض على المرأة السعودية في الفترة الحالية، وأن يعلمهم بأن المرأة في بلادنا ليست بهذه السطحية التي تنحصر في قيادة السيارة من عدمها، وكذلك توطيد الوظائف النسائية في كافة المواقع الحكومية والخاصة».

لا تبدو مشاكل ومناشدات ومطالب السعوديين وكأنها تختلف عن السابق، وهي دلالة على أن السعوديين والسعوديات يعيشون في ظل سياسة مستقرة، وأن مشاكلهم هي مشاكل قد اعترف بها كبار المسؤولين في السابق، وما زالت الحلول في الانتظار والأمل كبير بملكهم الجديد، وبعهده الجديد.