أكد عدد من الأميرات الدور الأبوي الذي قام به الملك فهد المغفور له رحمه الله حيال أبنائه وأحفاده ومتابعة أمورهم اليومية ومستواهم الدراسي ومتابعة أدق الأمور بالرغم من مشاغل الحكم الكثيرة.
وذكرت كريمته، الجوهرة بنت فهد، «أن المغفور له رغم مشاغله الكثيرة في متابعة أمور الحكم، إلا انه كان يدرك أهمية وجوده بيننا فكان يجتمع بنا ويناقش اهتمامات أبنائه وأحفاده، وفي كل مرة يجتمع بها معنا يؤكد على الالتزام بالأخلاق الإسلامية والتعامل الحسن مع الناس والتواضع، لاعتبارها المكسب الحقيقي والوحيد لمحبة الناس، وكان يرحمه الله حسن التعاون مع من حوله في المنزل، وان غضب على احد من الخدم يعاود المزاح معه بنفس لهجته حتى لا يتبقى في نفسه شيء من الغضب». وعن تعامله الأبوي حيال بعض التصرفات الفردية لبعض الأبناء التي تغضبه في بعض الأوقات، ذكرت أنه كان يتعامل معها بحكمة الأب حيث يبتعد عن العصبية والغضب، ويحاول ان يبين لهم الخطأ الذي ارتكبوه ويجعلهم يتفهمون وجهة نظره بطريقه غير مباشرة.
وعن دوره الأبوي مع أحفاده، أكدت الاميرة الجوهرة بنت فهد «شدة اهتمام الوالد، يرحمه الله، بمتابعة أمور الأبناء الدراسية، فكان يتابع مستواهم الدراسي بنفسه حيث كان يوقع شهادات أبنائي في المراحل الدراسية المختلفة بنفسه، مركزا بذلك على مستوى البناء في المواد الدينية موجها كل من يرى مستواه غير لائق بتكريس ومضاعفة الجهد من أجل تحقيق مستوى أفضل». وأشارت إلى أن شعوره تجاه أبنائه مثل أي اب سعودي حين يرى احفاده تغمره السعادة والسرور وكان يردد على مسمعي «أسأل الله ان يمد في عمري حتى احضر زواجهم»، موضحة ان من أصعب المصائب القاسية على نفسه، وفاة الأمير فيصل بن فهد.
كما ذكرت ان المغفور له مر خلال فترة الحكم بأزمات قوية ولكن من اكثر الازمات التي اثرت فيه واستهلكت كثيرا من وقته وصحته، أزمة الخليج. وعن سماعها بخبر وفاته، قالت بصوت حزين: «كنت أزوره كل يوم وفي يوم وفاته تركته فجرا، وفي الساعة السابعة صباحا، استدعاني للحضور للمستشفى سريعا من دون إخباري بالسبب وذهبت سريعا، لأفاجأ بخبر وفاته ولا يمكن تصور حجم الحزن والفاجعة التي اصبت بها حيث كانت حالته الصحية افضل».
وأكدت الاميرة مضاوي بنت مساعد، ان المغفور له كان كثير الذكر لله في المجلس وكان متابعا «لأمور ابنائنا صغيرها وكبيرها كل حسب اهتماماته حيث يناقش الشباب في امور الرياضة، والبنات في امور التعليم، واهتماماتهم الخاصة ولم تغب عنه أي حادثة او مناسبة الا وشارك فيها من خلال سؤاله بالرغم من مشاغل الحكم الكثيرة، الا انه كان متابعا لنا».
وعن خبر وفاته، قالت الاميرة مضاوي بأنها علمت بذلك عن طريق ابنتها من خلال رسائل الجوال التي وصلتها، وقد تأكد لديهم الخبر عقب استدعاء الامير سعود صباحا من دون أن يترك أي تفسير لسبب خروجه المفاجئ.