مسابقات القرآن الكريم أصدق دليل على تمسك الحكومة بكتاب الله

TT

يحظى القرآن الكريم في حياة المسلمين بشكل عام، والسعوديين بشكل خاص بعناية فائقة، حيث أولى الملوك السعوديون اهتماما بكل ما من شأنه الحفاظ عليه ونشره. وليست مسابقات القرآن الكريم، إلا دليلا على ذلك، وتأكيدا على الدور السعودي في مجال خدمة كتاب الله الكريم وتشجيع حفظه داخل السعودية وخارجها. ومنذ عهد الملك فهد توالت المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم، كان آخرها مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الأولى عام 2005، لحفظت القرآن الكريم من الشباب، التي أقامتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمنسوبي الأندية السعودية، لتشجيعهم على الإقبال على حفظ القرآن والعمل بما جاء به، بما يحقق السعادة لهم في الدنيا والآخرة، بمشاركة 153 شابا يمثلون معظم الأندية، حيث اشتركوا في فرعي المسابقة المتمثلة في حفظ وتجويد 15 جزءا من القرآن الكريم. وعلى نفس النهج أولى الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ كان وليا للعهد حفظ القرآن الكريم، مكانة كبيرة في أعماله، فوضع مسابقة القرآن الكريم ضمن أنشطة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، في دورتها التاسعة 1992، وذلك لإتاحة الفرصة لأبناء المملكة ليتباروا في حفظ القرآن الكريم وتلاوته، ولتصبح المسابقة من بعد ذلك ابرز مسابقات القرآن الكريم السنوية التي تقام في البلاد.

وبالرغم من أن المسابقة كانت مقتصرة في البداية على البنين، إلا أن الملك عبد الله إدراكا منه لأهمية المسابقة ومكانة المرأة في الدين الإسلامي، جعلته يقرر إقامة المسابقة للبنات في عام 2003، وفي دورة المسابقة الحادية عشرة، شاركت الطالبات من مدارس الحرس الوطني في الرياض ضمن فعاليات المهرجان الوطني التاسع عشر للتراث والثقافة، حيث خصص جوائز بقيمة إجمالية 300 ألف ريال للمتسابقات.

وفي عام 2005، شهدت المسابقة نقلة نوعية، حيث أصبحت تحمل اسم راعي وداعم هذه التظاهرة الثقافية، وأصبح اسم المسابقة من المهرجان العشرين باسم «مسابقة الأمير عبد الله بن عبد العزيز للكتاب والسنة للطلاب والطالبات) لتضيف للمسابقة ميداناً آخر للتنافس هو السنة النبوية المطهرة وذلك بادرة تطويرية تهدف إلى توسيع مجالاتها وقاعدة المشاركة فيها وزيادة فوائدها.

وشارك في المسابقة هذا العام أكثر من 2000 طالب وطالبة من مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية والأهلية في وزارة التربية والتعليم وطلاب الثانوية العامة بالحرس الوطني في الرياض والقطاع الشرقي والغربي، وطلاب مدارس وزارة الدفاع والطيران، وكذلك الطلاب التابعين للجمعية الخيرية للتحفيظ ومعهد القرآن الكريم وطلاب المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد رصدت للمسابقة جوائز مالية بأكثر من نصف مليون ريال.

من جانبه سلك ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز نفس النهج في تأكيد دور المملكة العربية السعودية في مجال خدمة كتاب الله الكريم وتشجيع حفظه، وكذلك في إبراز شخصية القوات المسلحة السعودية والصفات الإيمانية التي نشأت عليها.

لذا أقام المسابقة الدولية للعسكريين في حفظ القرآن حرصا منه على تشجيع العسكريين في بلدان العالم الإسلامي على حفظ كتاب الله وتدبر معانيه والتعارف والتآخي، والتي من شروطها أن يكون المتسابق عسكريا في القوات المسلحة في بلده وليس متقاعدا، وأن تقام المسابقة في أربعة فروع، هي حفظ القرآن الكريم كاملا أو 20 أو 10 أو خمسة أجزاء، وجميع الفروع تتطلب الترتيل والتجويد.