«أبرق الرغامة».. بوابة الملك عبد العزيز لضم جدة للدولة السعودية

فيها يسكن الطلاب الجامعيون ومنها ينطلقون للمستقبل

TT

«بعد أن قبلت في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وقبول طلبي في الحصول على غرفة بالسكن الجامعي، سألت موظف عمادة شؤون الطلاب عن موقع السكن، فقال لي في أبرق الرغامة، فقلت له وما المقصود بأبرق الرغامة؟ فلم يجبني، كونه لا يعرف، وظل بحثي مستمرا عن معناها اللغوي ولكني لم أعرف، ولكن ما أعرفه جيدا أنه موقع اكتسب مكانة تاريخية في تاريخ وطننا، وهذا يكفي من خلال وجهة نظري مؤقتا». بهذا الشكل تعرف عوض الشهري على أبرق الرغامة، ومن هنا انطلقت حياته في جدة حتى أصبح موظفا في إحدى الشركات المرموقة المطلة على بحرها الأحمر، ورغم عدم معرفته لمعناها اللغوي، إلا أنه متأكد من أن السكن في ذلك المكان ليس إلا بداية لحياة العديد من الناس الذين يفضلون العيش فيها.

وبحسب المصادر التاريخية، فإن تاريخ أبرق الرغامة بدأت كتابته في عام 1924، بعد أن عسكر الملك عبد العزيز وجيشه لعام كامل على أرضها، لمراقبة تحركات الشريف علي بن حسين حاكم الحجاز آنذاك، والذي غادر جدة بحرا متوجها إلى العقبة، فقدم بعدها وفد من أهالي وأعيان مدينة جدة من أبرزهم آل زينل وآل نصيف، وتمت مبايعتهم للملك عبد العزيز في ذلك المكان في 19 ديسمبر (كانون الأول) 1925، ودخل المدينة باستقبال واحتفالات من أهاليها وسكانها.

ووادي الرغامة يقع على مسافة 14 كيلومترا شرق مدينة جدة، ويحتوي على عين للمياه تشتهر بعذوبتها، ويعد مناخها مختلفا عن الأحياء الموجودة داخل المدينة بسبب بعدها عن البحر ومجاورتها للجبال، وقد تم إنشاء متحف عن المنطقة ومكانتها في مسيرة التوحيد للملك عبد العزيز آل سعود، حيث بلغت تكاليف إنشاء المتحف 25 مليون ريال سعودي، على مساحة 150 ألف متر مربع.

وينسب اسم الموقع لجبل مجاور يطلق عليه «أبرق الرغامة»، أما عن التعريف اللغوي له، فيعرف أن أبرق تعني النور الساطع، ولا يوجد معنى لغوي للرغامة، رغم تسمية يوم مبايعة أهالي جدة للملك عبد العزيز ودخولها في الحكم السعودي بيوم الرغامة.

وتحتوي أبرق الرغامة في الوقت الراهن على سكن الطلاب لجامعة الملك عبد العزيز، وكذلك عدد من المصانع والمخازن التجارية، وعدد من المخططات السكنية التي بدأت في النمو على أرضها بنظام «الفيلل السكنية».

ووصول الملك عبد الله بن عبد العزيز عصر أمس لمدينة جدة، يعيد إلى أهالي مدينة جدة ذكريات دخول أول ملوك الدولة السعودية الثالثة عبر بوابة أبرق الرغامة، ومنه بدأت انطلاقة تكوين وتشكيل مدينة جدة التي لطالما اعتبرها ملوك السعودية من أهم المدن الرئيسية لكونها بوابة الحرمين وميناء تجاريا، وأرضا للدمغة الموهوبة والرائدة.