حذر خبراء في أمن المعلومات من ان فيروسات تصيب الهواتف الجوالة، ستشكل خطرا على اجهزة الاتصالات خلال مباريات مونديال 2006 العالمي لكرة القدم التي سوف تجري العام المقبل في ألمانيا. ويأتي التحذير بعد انتشار فيروس «كابير» السريع داخل ساحات اولمبياد هلسنكي الرياضية التي انتهت مبارياتها الاحد الماضي.
وكان زوار اولمبياد هلسنكي قد تعرضوا اضافة الى الرياح الشديدة والأمطار، الى هجوم بفيروس «كابير» الذي يهاجم الهواتف الجوالة ويستنزف كل طاقتها عند محاولته الانتشار عبرها. ويقلل الفيروس فترة عمل بطاريات الهاتف المصاب من يوم واحد مثلا الى نصف ساعة. كانت أول اصابة للهواتف الجوالة بفيروس «كابير» قد رصدت في يونيو (حزيران) العام الماضي، وتوجد الآن نسختان منتشرتان منه هما «أيه» و«بي».
ويستهدف الفيروس الهواتف الذكية العاملة على نظام تشغيل «سيمبيان» وينتقل عبر شبكة «بلوتوث» للاتصالات اللاسلكية بين الاجهزة الالكترونية المتقاربة في دائرة قطرها 30 قدما (9 أمتار)، ولذلك فان الخبراء يتخوفون من احتمالات تخريبه لأعداد كبيرة من الهواتف التي يحملها زوار ساحات اللعب الرياضية اثناء مونديال 2006.
وكان مسؤولون في شركة «أف سيكيور» الفنلندية لأمن المعلومات، قد اعلنوا السبت الماضي ان «كابير» حقق نجاحا مذهلا، بعد ان نجح في تحقيق الاختراقات للكثير من الهواتف داخل قاعة الملعب، بينما اشار خبراء شركة «تيليا سونيرا» للهواتف الى ان عشرات الهواتف تضررت من الفيروس خلال وقت قصير، وهذا عدد كبير جدا لأنه محصور ضمن منطقة محدودة.
ولا يصاب بالفيروس الجوال إلا اصحاب الهواتف الذين يريدون تنزيل بعض البرامج او الملفات. ويتخوف الخبراء ان يصيب الفيروس المئات من الهواتف الاخرى، لأنه يمارس الالحاح على الهواتف السليمة غير النشطة لتنشيطها بهدف استقباله. والطريقة الوحيدة لتجنب الاصابة هي الابتعاد عن الهاتف المصاب بالفيروس، لأن دائرة عمل تقنيات بلوتوث للاتصالات اللاسلكية محدودة. إلا ان الخبراء يشيرون الى صعوبة ابتعاد الهواتف عن بعضها داخل ساحة الملعب الرياضي.
وتعمل شركتا «نوكيا» و«سيمنز» اللتان تنتجان اجهزة هاتفية تعمل بنظام «سيمبيان» للتشغيل، على تطوير برامج اضافية فيه تمنع اختراق الفيروسات الجوالة لها، يتوقع طرحها خلال الاسابيع القليلة المقبلة.