..والأكراد يرحبون بالتأجيل ويصرون على حقوقهم التاريخية

TT

السليمانية ـ ا.ف.ب: رحب اكراد العراق بعملية تأجيل مسودة الدستور لمدة اسبوع شرط ان لا تؤدي هذه المهلة الى ضياع حقوقهم التاريخية التي يصرون على ادراجها وان بدت عالية السقف.

وقال زانكو احمد، الذي يعمل موظفا في دائرة اشغال السليمانية ان «تأخر الصياغة النهائية لدستور العراق سيكون بكل تأكيد في صالح الاكراد، لان أي استعجال سيؤدي حتما الى ضياع حقوقنا». وأضاف وكأنه يوجه كلامه الى القيادات الكردية المفاوضة في بغداد «لا يجب ان نتنازل في المبادئ الرئيسية مثل الفيدرالية وقضية كركوك حتى وان ادى ذلك الى تأجيل صياغة الدستور مرات عدة».

من جانبه، اعتبر سوران كاكه، وهو معلم كان يتابع نشرة الاخبار في احد المقاهي وسط السليمانية ان «كل الاطراف ستستفيد من هذا التأجيل الذي سيسمح للكل بمناقشة المسائل بعمق دون تسرع او تهور في اتخاذ القرار».

وأضاف «اعتقد ان الحكومة الاميركية ستبذل جهدا كبيرا في هذا الاسبوع من اجل اقناع الأطراف في الوصول الى حل وسط»، مشيرا الى ان «لأميركا اجندتها الخاصة وتريد ان تبين للعالم والرأي العام الاميركي ان سياستها في العراق ناجحة وعلى المسار الصحيح».

ورأت زانست عثمان، 28 عاما، وهي خريجة جامعية «لو كان التأجيل لستة اشهر، وهو ما يجيزه قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، لكان افضل بحيث يمنح الوقت الكافي للجميع»، مشيرة الى ان «فترة الاسبوع الواحد قليلة امام هذا الكم من المسائل العالقة».

الا ان روناك فرج، وهي ناشطة في مجال المجتمع المدني بدت شديدة التشاؤم وهي تقول «حتى لو تم تأجيل هذا الموعد شهورا عديدة فان الاطراف والأحزاب العراقية العربية لن تعترف بحقوق الاكراد».

وأضافت «حقيقة انا لست متفائلة حيال هذا الموضوع ولا اعتقد ان هذه الأطراف من الممكن ان تعترف يوما بحقوق الشعب الكردي، لأن غالبيتها احزاب غير ديمقراطية».

اما باهر طاهر، وهو رياضي من نادي السليمانية، فيرى أنه «ليس المهم تأخير صياغة الدستور. المهم ان يكون هناك دستور يحتوي على الحقوق التاريخية الكاملة للشعب الكردي».

ويضيف «نحن نعاني منذ ما يقارب 80 من عاما، والتأجيل لأسبوع او اكثر امر طبيعي امام هذا الانجاز المهم والتاريخي في حياة العراقيين».

وقال احمد بكر سائق سيارة أجرة «اريد ان اطمئن ان مستقبل اولادي سيكون بخير، سمعت بقرار التأجيل وقلقت وسألت نفسي هل علينا نحن الشعب الكردي ان ننتظر سنوات اخرى حتى نصل الى ما نريد؟».

وفي اربيل (350 كلم شمال بغداد) والتي يعتبرها الاكراد عاصمة اقليم كردستان، حيث مقر البرلمان، بدت الاجواء مشابهة للسليمانية، فالكل يجمع على ان عملية التأجيل ستؤدي في آخر المطاف الى حل المسائل العالقة والوصول الى اتفاق يرضي جميع الاطراف.

وقال كريم احمد، 28 عاما، «ارى في وضع دستور متكامل افضل من تقديم مسودة ناقصة فيها ملابسات وبعض القضايا العالقة». وأضاف ان «التأجيل لمدة اسبوع لن يؤثر على العملية السياسية في العراق، بل من الممكن ان يفضي في آخر المطاف الى كتابة دستور يرضى عنه الجميع». وأعرب مامان احمد، 35 عاما، وهو صاحب محل، عن اعتقاده بأنه «سوف تكون هناك تنازلات من جانب قائمة التحالف الكردستاني ولائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية للوصول الى صيغة مناسبة ترضي الجميع».