أبناء غزة في الأردن يحلمون بالعودة إلى وطنهم بعد 38 عاما من الشتات

16 ألفا يعيشون في مخيم ولا يتمتعون بالجنسية الأردنية

TT

يعيش نحو 16 الف لاجئ في مخيم غزة الذي انشئ عام 1968على مساحة 750 دونما وعلى بعد خمسة كيلومترات غرب اثار مدينة جرش الاثرية وهو المخيم الوحيد في الاردن من بين 13 مخيما لا يتمتع سكانه بالجنسية الاردنية وهو المخيم الوحيد الذي تعترف الحكومة الاردنية انه يضم فلسطينيين أصليين.

وأبناء قطاع غزة في الاردن البالغ عددهم حسب الاحصائيات الرسمية 118 الف نسمة يجدون صعوبات في الالتحاق بالوظائف الحكومية وبالجامعات الرسمية أو عند الحصول على رخصة السواقة العامة لا يتمتعون بالتامين الصحي او الاجتماعي وتنعكس أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وتأخذ منحى أكثر حدة مقارنة بنظرائهم من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين الموزعين على بقية المخيمات الأمر الذي يظهر بجلاء في ارتفاع معدلات البطالة بين صفوفهم بحيث تصل في أعلى مستوياتها إلى 45% مقارنة بالمخيمات الأخرى وذلك حسب المسح الشامل الذي أجراه حديثاً المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين «بديل».

ورغم أن الحكومة وافقت العام الماضي على صرف ما يزيد على 25 ألف بطاقة إقامة مؤقتة لمدة عامين بعد أن قامت برفع رسوم الجوازات المؤقتة من 20 ديناراً إلى 50 ديناراً عند تجديد الجواز مع دفع 20 ديناراً عن كل طفل يضمه الجواز، كما تم رفع الرسوم المالية من 20 ديناراً إلى 100 دينار عند إصدار جواز السفر لأول مرة، إلا أن العديد من اللاجئين لا يجدون أن البطاقة قد ساهمت في التخفيف من معاناتهم.

ورغم كل ما تقدمه الحكومة الاردنية ووكالة الغوث الدولية الانروا من خدمات متواضعة للمخيم الا انه لا يزال منسياً وكأنه يقبع معزولاً ويختلف عن بقية المخيمات المنتشرة في الاردن وتظهر سوء الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية بجلاء في المخيم الذي يفتقر إلى البنية التحتية والظروف الصحية والبيئية الملائمة والتي يتشاطر فيها مع غيره من المخيمات وإن كانت تأخذ منحى أكثر حدة في مخيم غزة.

ويلاحظ عموماً أن تردي الأوضاع الاقتصادية أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الغالبية العظمى من شباب المخيم الأمر الذي رافقه تزايد في معدلات الجريمة والسرقة وهو الأمر الذي لا تؤكده أرقام رسمية وإنما تقديرات غير رسمية. بعد الاعلان عن الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة قامت «الشرق الاوسط» في عمان بجولة على المخيم المذكور ورصد ردود فعل سكانه على الانسحاب الذي تباين بين الفرح الحذر والتشكيك بما يحدث على الارض وإعلان الرغبة الشديدة في العودة الى ارض الوطن بعد معاناة استمرت 38 عاما من المعاناة والشتات.

يقول سليم مصطفى بكرون (79 عاما) من حي الشجاعية في غزة نأمل ان تعود الضفة الغربية ايضا فكل سكان المخيم بانتظار العودة الى وطنهم وقد شاهدت على التلفزيون عملية الانسحاب ونطالب رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون ان يفي بوعوده وينفذ بقية الاتفاقيات المبرمة مع السلطة الفلسطينية وينسحب من الضفة الغربية ولا يقوم بمبادلة اراض ويؤخر الانسحاب منم الاراضي المتفق عليها. ويضيف سأعود الى غزة عندما يسمحون لي بالعودة وانا مستعد ان اعود مشيا على الاقدام فقط انتظر ساعة العودة.

ويشير الى انه خرج من غزة هو وزوجته وابناه والان لديه من الأولاد والأحفاد 60 شخصا وخلال 38 عاما ونحن نعيش في الأردن ننتظر هذا اليوم يوم السماح لنا بالعودة الى ارض الوطن وبهذه المناسبة يجب ان اتقدم بالشكر للملك عبد الثاني والحكومة الاردنية والشعب الاردني الذي استقبلنا واستضافنا هنا في المخيم الذي نعيش فيه عيشة جيدة ومحترمة ولم ينكر ان هناك بعض الشوائب ويقول لكن بالنهاية الكل يأخذ حقه.

وحول شعوره وهو يشاهد الجيش الاسرائيلي يخلي المستوطنين من مستوطنات غزة يقول: يجب ان تعرف ان هذه اتفاقيات دولية وتحكمها قوانين دولية وعلى اسرائيل الالتزام بذلك وتخلي المستوطنات مع ان اسرائيل بحكم تاريخها كانت تراوغ منذ قيامها في الالتزام بتطبيق الاتفاقيات وما دامت تنفذ هذه الاتفاقيات وتنسحب فنحن نرحب ومتفائلون مثل بقية الشعب الفلسطيني وكذلك الدول العربية ودول العالم متفائلة وتمنى في ختام حديثه طول العمر والصحة والعودة الى غزة ويموت فيها.

اما ام محمد، 55 عاما، منطقة بئر السبع والنقب فقالت: انا فرحة لشعب وأهل غزة وأنا لن اعود الى غزة لانها ليست بلدي واريد العودة الى بلدي المحتلة منذ 1948 وبما انه لا يوجد عودة فانا سأعيش في ظل رعاية الملك عبد الله الثاني وقبله كان الملك حسين رحمه الله الذي رعانا في الاردن.

اما عايد سليمان ابو حشيش، 65 عاما، من قرية يبني من قضاء اللد والرملة عام 1948 فقال: كنا لاجئين في غزة عندما خرجنا اصبحنا نازحين وتم تسجيلنا من ابناء قطاع غزة ولا احمل الجنسية الاردنية. وعندما سئل عن شعوره في تحرير غزة بدأت عيناها تذرفان الدمع وسئل لماذا تبكي قال ابكي من الفرح، معقول انا ساعود الى غزة هذا اشبه بالحلم طبعا انا احلم بتحرير أي شبر من فلسطين انا جندت اربعة اولاد في جيش التحرير الفلسطيني والخامس في غزة برتبة رائد من اجل ذلك، وقال عندما شاهدت الانسحاب من غزة كنت اتمنى ان اكون هناك وأتمنى العودة ولو مشيا على الاقدام وأنا الان املك بيتا بطابقين على مساحة ثلاثة دونمات سأعطيه الى جيراني من اصل اردني هدية لهم.

اما ابراهيم الجلاد، ابو مؤيد 35 عاما، ويعمل في الوكالة قال أي شيء يرجع لأصحابه فرحة كبرى للجميع واتمنى ان تعود كامل الحقوق لاصحابها واي شبر يعود فهو مكسب لنا. يضيف ان اهالي المخيم من كثر اليأس والمعاناة، 38 عاما غير مصدقين ولكن الفرحة موجودة في قلوبهم موضحا انه اذا كان هناك عودة ساعود واذا لم يكن هناك عودة اعتقد انه لا يوجد بلد في العالم احتضنا مثل الاردن سابقى هنا.