«معركة» بين الصحف الإماراتية ورئيس المجلس الوطني الاتحادي

TT

تصاعدت حالة الشد والجذب بين الصحافة المحلية، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الامارات محمد خليفة الحبتور، بعد أن اتهم الاخير صحيفة محلية بـ«قلة الحياء»، لإقدامها على نشر تقرير لاحدى اللجان الفرعية قبل إجراء المناقشة العامة له في المجلس.

ورغم أن الحبتور شمل في اتهامه الاعضاء الذين سربوا التقرير للصحيفة في محاولة للظهور بمظهر الموضوعية والحياد، إلا أن ذلك لم يشفع له، فانبرى عدد من الكتاب لا للرد عليه وانتقاد اسلوبه في إدارة الجلسات وفي تعامله مع الصحف فقط، بل وفي انتقاد الدور الذي يلعبه المجلس ولجانه المختلفة أيضا.

وقد كانت بداية التوتر الجديد بين المجلس الوطني والصحافة المحلية عندما قال رئيس المجلس في جلسة مناقشة سياسة وزارة الصحة إن «نشر تقارير اللجان الفرعية يعتبر قلة حياء سواء من الاعضاء الذين يسربون التقارير أو الصحافة التي تنشر».

وعلى خلاف ما توحيه لهجة الغضب التي أبداها الحبتور فإن التقرير موضع الخلاف كان تقريراً عادياً للجنة الشؤون الصحية وليس فيه أي معلومات سرية أو أي نقاط حساسة، وكان سبب التعليق القاسي لرئيس المجلس على نشر التقرير ملاحظة أبداها أحد أعضاء المجلس حول جدوى قراءة التقرير في المجلس ما دام التقرير منشوراً في الصحف وهي ملاحظة أثارت جدلاً استمر أكثر من نصف ساعة بين مؤيد لقراءة التقرير ومعارض.

وقد أخذت ردود الصحافة على رئيس المجلس الوطني الاماراتي أشكالاً مختلفة ومن بينها رد مباشر في زاوية صباح الخير بجريدة الخليج حيث انتقد كاتبها الوصف الذي أطلقه رئيس المجلس على «الاعضاء الذين يسربون التقارير أو الصحافة التي تنشر»، وقال الكاتب «إن فرجار سعادته اتسع هذه المرة ليشمل أعضاء المجلس، وهذا الاتساع في الوصف والموصوفين كثير جداً يا سعادة رئيس المجلس وهو قبل أن يسيئنا لا نرضاه لك ولا منك، فأنت رئيس مؤسسة دستورية مهمة ومحترمة نقدرها ونجلها».

وفي نفس اليوم كتب محمد الحمادي مدير تحرير جريدة الاتحاد للشؤون المحلية زاوية تعليقاً على ما حدث في جلسة المجلس الوطني، واستغرب في تعليقه «الغضب على نشر تقارير اللجان»، مشيراً الى أن «منع نشر هذه التقارير يجعلها مرغوبة للنشر حتى لو كانت من الناحية الموضوعية غير مهمة».

وما ورد تلميحاً في مقال الحمادي في صحيفة «الاتحاد» جاء صريحاً في مقال الشاعر حبيب الصايغ الذي يشغل مدير تحرير جريدة «الخليج» ومدير مكتب الجريدة في أبوظبي الذي اتهم «رئيس المجلس الوطني وبعض الاعضاء بالتصميم على افتعال مشكلة تكدر صفو العلاقة مع الصحافة والصحافيين وتشغل المجلس الوطني والصحافة عن دوريهما». وتساءل عن معنى «سرية اجتماعات لجان المجلس الوطني الاتحادي الفرعية وسرية تقاريرها التي توزع على أعضاء المجلس الاربعين قبل جلسة المجلس بمدة».