إجراءات غير مسبوقة لحماية أول مؤتمر دولي تستضيفه بريطانيا بعد اعتداءات يوليو

TT

شهدت أمس مقاطعة ويلز البريطانية اجراءات أمن مشددة لم تعرفها من قبل، وذلك لتوفير الحماية لأول مؤتمر دولي تستضيفه البلاد منذ اعتداءات يوليو (تموز) الماضي الارهابية. وإذ تردد ان ما يزيد عن 1500 رجل أمن وشرطة انتشروا للسهر على حماية منتجع «كيلتيك مانور» حيث بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 25 أمس اجتماعات غير رسمية، فقد لوحظ ان جهازا للتأكد من «نظافة» زوار الموقع من أي اسلحة كيماوية وغيرها قد استخدم للمرة الأولى في بريطانيا في اطار اجراءات الحراسة تلك.

وكان رجال الأمن والشرطة حاضرين أمس بقوة في منطقة مجمع «كيلتيك مانور» الفندقي على أطراف مدينة نيوبورت البعيدة قرابة 20 ميلا عن كارديف، عاصمة مقاطعة ويلز. وبينما طوقت منافذ المنتجع بالحواجز المعدنية والأسلاك والأسيجة الفولاذية، التي وقف رجال شرطة يحرسونها، كانت دوريات الأمن الراجلة المزودة احيانا بكلاب بوليسية والمتحركة على متن سيارات تواصل تمشيط الموقع بمساعدة رجال شرطة مسلحين. والأرجح ان الرقعة التي انتشر عليها رجال الأمن والشرطة تبلغ عدة أميال مربعة لا سيما ان المنتجع معروف بملاعب الغولف الواسعة.

وأفيد بأن رجال الشرطة الذين يقومون بعمليات الحماية هذه قد استقدموا من حوالي 30 دائرة شرطة مختلفة في انحاء البلاد. وقال مصدر مقرب طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن الـ 1500 شرطي ورجل «يتحملون حاليا مسؤوليات تكاد تفوق قدرتهم على التحمل لأن عددهم أقل مما ينبغي ولا يحصل بعضهم على استراحة إلا كل 12 ساعة». جدير بالذكر ان السلطات البريطانية رصدت طاقات كبيرة للسهر على حماية العاصمة لندن في اعقاب هجمات 7 يوليو (تموز) الارهابية، واضطرت الى الاستعانة بكثير من رجال الشرطة العاملين في مناطق موزعة في طول البلاد وعرضها.

وكانت الاجراءات الأمنية قد بدأت قبل اسابيع استعدادا لاجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين هذه. وذكر شهود عيان من أبناء المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد دوريات الشرطة أخذ يتزايد باضطراد في الأيام الأخيرة، غير ان العملية الامنية ورجال الأمن والكلاب البوليسية علاوة على طائرات الهليكوبتر كانوا هنا منذ اسابيع». إلا ان هؤلاء لفتوا الى ان وتيرة الاجراءات، خصوصا تلك التي تشتمل على تحليق طائرات هليكوبتر في سماء المنطقة، باتت كثيفة خصوصا بعد اعتقال اربعة اشخاص بشبهة تصوير شريط فيديو لموقع المنتجع. يشار الى ان السلطات لم تلبث ان اطلقت هؤلاء «المشبوهين» الاسبوع الماضي اثر تحققها من سلامة نواياهم.

إلى ذلك قضى عشرات الصحافيين أمس حوالي ساعة من الوقت لقطع مسافة لا يستغرق اجتيازها في العادة اكثر من عشر دقائق، وذلك بقصد الوصول الى المركز الاعلامي التابع للمؤتمر. وبعد رحلة على متن حافلة كبيرة الى أحد اطراف الموقع البعيدة، بدأت عمليات تفتيش بعضها غير مألوف في هذه البلاد. وذكر مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» ان جهازا ضخما يشبه صندوقا تم نزع جداريه المتقابلين طلب من الزائر ان يدخله قبل اخضاعه للتفتيش، استعمل للمرة الأولى للتأكد من عدم ملامسة الشخص المعني للمتفجرات او أي مواد مشبوهة. وأوضح ان الجهاز «يمتص» ذرات صغيرة من على ثياب الشخص والمناطق المكشوفة من جسده ويقوم بتحليلها في غضون دقيقة للتأكد من «نظافته». والطريف ان المرء لا يشعر بأي شي أثناء هذا التحليل المخبري، فكل ما في الأمر هو انك تسمع أزيزا خفيفا يشبه صوت نفث الهواء فيما ترتسم بقعة ضوء على هذا الجزء أو ذلك من جسدك، بانتظام.