عشائر الحدود العراقية مع سورية تنضم الى مقاتلة عناصر الزرقاوي

سكان محليون قدموا معلومات عن مراكز للإيواء ومخابئ للأسلحة قصفتها الطائرات الأميركية

TT

قصفت الطائرات الحربية الأميركية العاملة في العراق يوم الثلاثاء الماضي بيوتا قيل إنها كانت مأوى لعناصر من جماعة أبو مصعب الزرقاوي بالقرب من الحدود السورية، واعتبر أحد الزعماء المحليين أن ذلك كان بطلب لم يسبق له مثيل من عشيرة عربية سنِّية ارادت طرد العناصر الاجنبية التي يقودها الزرقاوي.

ووقع القصف على امتداد نهر الفرات في بلدتين يصفها المسؤولون الأميركيون والعراقيون بأنها ملاذ آمن لايواء المتمردين والأسلحة والاموال والمجندين القادمين إلى العراق عبر سورية. وقال علي الراوي، مدير قسم الطوارئ في مدينة القائم الحدودية، إن ما لا يقل عن 56 شخصا - يبدو أن أغلبهم من أتباع الزرقاوي ـ قد قتِلوا الثلاثاء الماضي نتيجة للقصف الجوي الأميركي والقتال البري. وقالت جماعة الزرقاوي في بيان لها علق في المساجد المحلية إنها فقدت 17 رجلا. ولم يعط العراقيون أو الأميركيون أرقاما لعدد القتلى.

وجاءت المصادمات بين العشائر العربية السنية والمتمردين في وقت بدأت تتصاعد فيه الأصوات المؤكدة بأن العرب السنة سيشاركون في الاستفتاء والانتخابات التي ستجري خلال الأشهر المقبلة، وهذا يتوافق مع آمال الإدارة الأميركية بإنهاء التمرد الذي مضى عليه أكثر من عامين. وظل القادة العسكريون الأميركيون يعبرون مرارا عن موقف متفائل بأن الغضب الشعبي تجاه العنف الذي يسبّبه المتمردون سيحرم المتمردين من قاعدة دعمهم الأساسية.

وقال محمد المحلاوي، أحد الزعماء العشائريين بالقرب من الحدود مع سورية، إن عشيرته المعروفة باسم «البو محل» بدأت في الأسبوع الماضي بمحاربة المتمردين المرتبطين بالزرقاوي بعد أن اختطف هؤلاء 31 فردا من أبناء عشيرته ثم قاموا بقتلهم لمعاقبتهم على التحاقهم بقوات الأمن العراقية. واضاف المحلاوي الذي كان يتحدث عبر الهاتف: «قررنا إما أن نجبرهم على مغادرة المدينة أو ان يقتلوا» بدعم من الطائرات الأميركية.

وظلت العشائر العربية السنية المقيمة في غرب إقليم الأنبار تتصادم مع تنظيم الزرقاوي بشكل متقطع منذ مايو(ايار) الماضي، للثأر لأفراد من هذه العشائر قتلتهم جماعة الزرقاوي بدعوى التعاون مع القوات الأميركية أو مع الحكومة العراقية. وفي الشهر الماضي حمل أبناء العشائر السلاح في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من أجل قطع الطريق على جماعة الزرقاوي ومنعها من تنفيذ تهديدها للعائلات الشيعية بمغادرة المدينة. وأدت المواجهات هناك إلى مقتل عدد من المحاربين من الطرفين.

وقال المسؤولون المحليون إن عشيرة المحلاوي قاتلت المتمردين بالقرب من الحدود مع سورية لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام. وقال الراوي مدير غرفة الطوارئ إن ما لا يقل عن 61 شخصا قتلوا منذ بدء القتال. وأغلب قتلى يوم الثلاثاء كانوا بملابس غربية مع أحذية رياضية يرتديها عادة مقاتلو الزرقاوي.

وأكدت القيادة العسكرية الأميركية في العراق وقوع 6 هجمات جوية فجر الثلاثاء الماضي على مسكنين يقعان في بلدة حصيبة ويعتقد أنهما ملاذان للمتمردين. وحينما تمكن الناجون من اللجوء إلى مسكن آخر في بلدة الكرابلة قصفت الطائرات الحربية الأميركية ذلك المنزل بقنبلتين حسبما جاء في بيان القيادة العسكرية الأميركية في العراق.

وقال بعض السكان إن الهجمات الجوية طالت مخبأ للأسلحة في البيت. أما المبنى الآخر الذي استهدفته الطائرات الأميركية فكان مركزا طبيا سابقا سيطر عليه أعوان الزرقاوي حسبما قال بعض السكان.

ولم يذكر البيان العسكري إن كان هناك أي تنسيق مع معارضي الزرقاوي. ويوم الجمعة الماضي عزيت الهجمات التي قامت بها وحدة من المارينز على منزل خاص بأعوان الزرقاوي في حصيبة إلى إخباريات وصلتهم عبر الهاتف من سكان محليين. فمع مساعي الزرقاوي وحلفائه بتقوية سيطرتهم على البلدات الحدودية راح الزعماء المحليون والشيوخ يقاومون حملة أتباع الزرقاوي.

وقال المحلاوي إنه طلب من السكان المحليين عدم مساعدة أو إيواء مقاتلي الزرقاوي، لكن بعض الأشخاص رفضوا تنفيذ هذا الطلب.

وبرز القتال مع بدء العرب السنّة بالتسجيل بأعداد كبيرة للمشاركة في الاستفتاء على الدستور والمشاركة في الانتخابات القادمة، وهو تحول جذري مقارنة بانتخابات يناير(كانون الثاني) الماضي حينما أدت تهديدات المتمردين ودعواتهم للمقاطعة إلى مقاطعة الكثير من العرب السنّة للانتخابات، مما أدى الى غياب تمثيلهم في البرلمان العراقي الانتقالي.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»