العالم يقف مذهولا أمام عجز قوة أميركا عن مواجهة آثار الإعصار

TT

لندن ـ رويترز: يتابع العالم بذهول القوة العظمى الوحيدة على كوكب الارض وهي تواجه صعوبات في التعامل مع عواقب الاعصار كاترينا، وقال البعض ان الفوضى تكشف تصدعات وانقسامات عميقة في المجتمع الاميركي.

وعبر زعماء العالم والمواطنون العاديون عن التعاطف مع سكان جنوب الولايات المتحدة الذين عصف بهم الاعصار وما أعقبه من فيضان، لكن كثيرين صدمتهم ايضا صور الفوضى التي نقلت في انحاء العالم، فأعمال السلب تنتشر في الشوارع المليئة بالحطام وآلاف الناس تجمعوا في نيو اورليانز بانتظار السلطات لتقدم الطعام والماء وغيرهما من المساعدات.

وقالت صحيفة «صن» الأوسع انتشارا في بريطانيا في عنوان «فوضى في الولايات المتحدة». كما اختارت صحيفة «هاندلسبلات» الالمانية اليومية عنوان «نهاية العالم الآن».

وأعادت صور الكارثة التي قتلت المئات، وربما الآلاف، الى الاذهان ذكريات الازمات في افقر دول العالم مثل موجات المد العام الماضي في آسيا التي خلفت أكثر من 230 الفا بين قتيل ومفقود. لكن البعض يرى ان التحرك ازاء تلك الكوارث كان أفضل من التسيب الذي أعقب الإعصار كاترينا.

وقال ساجيوا شيناتاكا، 36 عاما، وهو يتابع مباراة كريكيت في كولومبو بسري لانكا: «أنا أشعر بالاشمئزاز تماما. بعد موجات المد أراد شعبنا حتى من فقدوا كل شيء مساعدة الآخرين الذين كانوا يعانون. لم يتعرض سائح واحد للسلب في المنطقة أثناء موجات المد. الآن وفي ظل كل هذا الذي يحدث في الولايات المتحدة يمكننا ان نرى بسهولة أين يقع الجزء المتحضر من العالم».

وأبرزت كثير من الصحف الانتقادات للسلطات المحلية وعلى مستوى الولايات وللرئيس الاميركي جورج بوش. وقارن البعض بين الجهد الأخرق في عمليات الاغاثة والكميات الهائلة من الاموال والموارد التي توجه للحرب في العراق.

وقالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية ذات الميول اليسارية «ان غرق مدينة حديثة في الماء والفوضى مشهد قاس فعلا لمدافع عن الأمن مثل بوش». واضافت ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة «بن لادن الذي يعيش مبتهجا بعيدا عن البلل في مخبئه، لا بد انه يكاد يموت من الضحك».

وقالت موظفة في شركة عالمية في كوريا الجنوبية انها ربما ليست مصادفة ان لحق الضرر بالولايات المتحدة. واضافت الموظفة التي رفضت نشر اسمها حيث ان لها مديرا اميركيا: «ربما كان عقابا لما فعلته في العراق. كثير من الناس الذين أعمل معهم يفكرون بهذه الطريقة. تحدثنا عن هذا الامر في ذلك اليوم».

وأشار معلقون الى ان الغالبية الساحقة من ضحايا الاعصار، أميركيون سود منعهم الفقر من الفرار من المنطقة مع اقتراب الاعصار على عكس بعض من جيرانهم البيض. وتحتل نيو اورليانز المركز الخامس في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالسكان الاميركيين السود وتبلغ نسبة السود بين سكان المدينة 67 في المائة. وقال تقرير في صحيفة «الغارديان» البريطانية: «يكتسب الامر بعدا عنصريا في واحدة من أفقر ولايات البلاد حيث يكسب السود نصف ما يكسبه البيض». وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جان اسلبورن، في انتقاد مغلف للفكر السياسي الاميركي ان الكارثة أظهرت الحاجة الى دولة قوية يمكنها ان تساعد الفقراء.

وقال طبيب التخدير ديفيد فوردام، 33 عاما، متحدثا في محطة لمترو الانفاق في لندن، انه أمضى وقتا في الولايات المتحدة ولم يفاجأ بأن البلاد وجدت صعوبة في التعامل مع الوضع. وأضاف: «ربما فكروا ببساطة انه يمكنهم الجلوس في الهواء الطلق وسيكون كل شيء على ما يرام، لكن الأمر لا يصدق على اية حال. ان قلبك يكون معهم».