المحققون يواجهون أنان بنتائج تحقيقهم في انتهاكات برنامج النفط مقابل الغذاء

الأمين العام يتحمل مسؤولية سوء الإدارة وأعضاء مجلس الأمن التساهل مع صدام في الحصول على مليارات من التهريب والرشاوى

TT

واجه المحققون الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس الخميس، بنتائج تحقيقاتهم في برنامج «النفط مقابل الغذاء»، الذي بلغت قيمته 64 مليار دولار، وهي التحقيقات التي تحمله مسؤولية اولية لسوء الادارة وخطأه في عدم العمل على وقف الانتهاكات المشتبه فيها من جانب المقاولين والتساهل من جانب الدول الاعضاء، طبقا للدبلوماسيين الذين تحدثوا الى انان بعد اللقاء. ومن المتوقع ان يصدر المحققون، برئاسة بول فولكر الرئيس السابق لمصرف الاحتياط الاميركي، تقريرا علنيا يوم الاربعاء القادم بخصوص الانتهاكات في البرنامج. وذكر متحدث باسم اللجنة، ان حجم التقرير يصل الى 700 صفحة، ويبحث مسؤولية الدول الاعضاء في مجلس الأمن الذين سمحوا، عن معرفة، لصدام حسين بالحصول على مليارات الدولارات من عمليات التهريب والرشاوى.

ورفض مكتب انان التعليق علنا على اللقاء بينه وبين المحققين. وذكر الدبلوماسيون الذين تحدثوا الى انان بعد الاجتماع، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، انه ذكر لهم ان المحققين «ليست لديهم ادلة على أي خطأ من جانبه».

وقال مساعد كبير لانان، طلب هو الاخر عدم الاشارة لاسمه، ان التقرير سيكون تقريرا مضرا، لأنه سيؤدي الى استقالات او طرد اشخاص من مناصبهم.

وقال انه «لا يشعر انه لم يرتكب أي خطأ، وانه كان من المفروض ان يدار البرنامج بطريقة افضل، وانه سيتحمل مسؤولية ذلك، بلا غموض. ولكنه لا يعتقد انها مسألة استقالة».

وتجدر الاشارة الى ان توقيت صدور التقرير حساس بالنسبة للامم المتحدة. فهو يصدر قبل اسبوع من طلب انان المتوقع من قادة العالم، الذين سيحضرون افتتاح الدورة الجديدة، توسيع سلطات الامين العام، ودعم اصلاحات اقترحها.

وفي الوقت الذي كان المسؤولون في الامم المتحدة يأملون في ان التحقيق المستقل سيؤدي الى ازالة الشكوك بخصوص تضارب المصالح وسوء الادارة في برنامج «النفط مقابل الغذاء»، فإنه من المرجح ان يثير اسئلة عما اذا كان سيحتفظ بالمصداقية لاصلاح المؤسسة.

وكان النقاد في الكونغرس الاميركي قد طالبوا باستقالته بخصوص هذا البرنامج، كما ان انان اعترف للاصدقاء الزملاء، وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه فكر في بعض الاحيان في الاستقالة.

ولكنه بعد لقاء فولكر كان يشعر بالثقة، طبقا لشخصين تحدثا معه.

وكان انان قد عاد مبكرا من اجازته الصيفية في افريقيا يوم الثلاثاء، لدعم برنامج الاصلاح الذي يتعرض لمشاكل كثيرة، طبقا لما ذكره للصحافيين. ولكن يبدو انه قطع اجازته للقاء فولكر والرد على النتائج العدائية قبل نشر التقرير.

وكان انان قد طلب من فولكر رئاسة لجنة تحقيق مستقلة في العام الماضي، للنظر في موضوع تضارب المصالح من جانبه واحتمال فساد بعض موظفي الامم المتحدة. والتقرير الذي سينشر في الاسبوع القادم هو ثالث تقرير من فولكر، بينما من المتوقع ان ينشر الجزء الاخير من التقرير في شهر اكتوبر (تشرين الاول) القادم.

وتجدر الاشارة الى ان لجنة فولكر ليست اللجنة الوحيدة التي تحقق في برنامج «النفط مقابل الغذاء»، فهناك خمس لجان تابعة للكونغرس واخرى فيدرالية تحقق في جوانب مختلفة من البرنامج. فقد حقق مكتب المدعي العام الاميركي في المنطقة الجنوبية لنيويورك، تقدما في قضايا تتعلق بغسل الاموال والرشاوى، كما وجه الاتهام لثلاثة اشخاص بعديد من الاتهامات الجنائية المتعلقة بالبرنامج، من بينهم مسؤول مشتريات في الامم المتحدة هو الكسندر ياكوفليف.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»