الأمن المصري ينتشر في «فلادلفي» الاثنين والمراقبة الإسرائيلية على المعابر تستمر لـ 6 أشهر

TT

قررت الحكومة الاسرائيلية، أمس، قبول توصية قيادة الجيش وتقديم انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة مرة أخرى، ليبدأ في يوم الاثنين القادم وينتهي في يوم الخميس التالي. ويشمل القرار أيضا الانسحاب من الشريط الحدودي فيلادلفي ما بين سيناء المصرية والقطاع، حيث سينتشر 750 عنصرا من قوات حرس الحدود المصرية على طول الشريط. لكن الوجود الاسرائيلي في قطاع غزة لا ينتهي عند هذا الحد، وستحتاج الأطراف الثلاثة الى ستة أشهر أخرى حتى يزول الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل. والسبب في ذلك هو ان اسرائيل كانت تطالب بوجود رمزي لها على المعبر الحدودي بين مصر وفلسطين بدعوى الاطلاع على قوائم الداخلين والخارجين من وإلى غزة. ورفض الفلسطينيون هذا الطلب بشدة واعتبروه تمسكا اسرائيليا بعقلية الاحتلال والسيطرة على مقدرات الفلسطينيين وإرادتهم. واقترحوا عوضا عن ذلك مراقبة مصرية ـ فلسطينية ـ أوروبية على المعبر. واتفق في النهاية على حل وسط، بادر اليه المصريون ووافق عليه الفلسطينيون والاسرائيليون وهو على النحو التالي:

ـ إغلاق معبر رفح لمدة ستة أشهر واستبدال معبر آخر في مثلث الحدود الجنوبي (نقطة التقاء الحدود المصرية ـ الفلسطينية- الاسرائيلية) خلال هذه المدة به.

ـ المعبر المؤقت يستخدم للمواطنين والسياح القادمين الى قطاع غزة وكذلك للبضائع التجارية وتظل لإسرائيل صلاحية منع دخول من تشاء بدعوى الأسباب الأمنية، طيلة هذه الأشهر الستة. وكذلك الأمر بالنسبة للمغادرين. ـ بعد ستة أشهر يعاد فتح المعبر الدولي في رفح بشروط جديدة، اذ يكون خاضعا للسيطرة الفلسطينية ـ المصرية المشتركة، كما في كل حدود مشتركة بين دولتين. لكن مراقبين أوروبيين; بريطانيين على الأغلب، سيشاركون في المراقبة على عمليات الدخول والخروج والفحوص الأمنية. وفي الوقت نفسه، ستكون هناك مراقبة اسرائيلية بواسطة كاميرات تصوير فيديو. وسيكون لإسرائيل حق الاعتراض على دخول أشخاص مشبوهين، ولكن القرار النهائي سيكون بأيدي الفلسطينيين والمصريين والمراقبين الأجانب.

ـ خلال هذه الفترة تتمم اسرائيل بناء جدارات أمنية على طول حدودها مع قطاع غزة (لمسافة 45 كيلومترا). وستكون تلك جدارات مزدوجة، يفصل بينها حزام أمني عرضه 40 ـ 70 مترا داخل الأراضي الاسرائيلية، ستستخدم للدوريات الحدودية للجيش الاسرائيلي وستكون مزودة بكاميرات تصوير وتنتشر على طولها قوات عسكرية مؤللة.

وأعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال دان حالوتس، أمس، ان قواته تلقت الأوامر بالرد بحزم على أي محاولة اختراق لهذه الحدود من الفلسطينيين. وهدد بالرد القاسي على إطلاق الصواريخ، وقال: «أحب أن أذكّرهم (يقصد الفلسطينيين) ان لدى اسرائيل أيضا صواريخ تستطيع قصف كل شبر أرض فلسطينية ردا على القصف من قبلهم».

جدير بالذكر ان اسرائيل كانت تخطط للانسحاب العسكري من قطاع غزة في 15 سبتمبر (ايلول) الجاري. الا انه في أعقاب محاولة صبية فلسطينيين اقتحام مستوطنة «نفي دكاليم» المهدومة، أول من أمس، ومقتل احدهم فلسطيني وجرح خمسة آخرين، ظهرت أصوات في الجيش تطالب بالاسراع بالانسحاب. ونقل على لسان ضابط كبير قوله انه لا يوجد ما يفعله الاسرائيليون في القطاع وينبغي الانسحاب فورا.