عمال عرب يشكون من سوء المعاملة في كردستان

مسؤولون ومواطنون أكراد يؤكدون أنهم يعاملونهم كـ«ضيوف»

TT

تمتلئ مدن كردستان عن آخرها بالعمال العرب القادمين من وسط العراق وجنوبه للحصول على فرص عمل في ظل أعمال البناء المزدهرة يوما بعد آخر في الإقليم الكردي المستقر أمنيا. وفيما يشكو بعض هؤلاء العمال من أنماط من سوء المعاملة، ينفي المسؤولون والمواطنون الأكراد ذلك ويؤكدون انهم يعاملونهم كـ«ضيوف».

ويقول عمار، وهو مهندس زراعي من الكوت جاء الى السليمانية، ان الكثير من الاكراد يعاملون العمال العرب «بكراهية واحتقار.. لذا إما يتحاشون تشغيلهم، أو لا يدفعون لهم إلا نصف ما يدفعون لأي عامل محلي»، لكن كونا نجم الدين التي استفادت من وجود العمال العرب في السليمانية لترميم منزلها، تقول إن العرب «حساسون جدا»، وإنها لا تجرؤ على التحدث مع زوجها بالكردية أمام العمال العرب لأنهم يغتاظون حين يسمعونهما يتحدثان بلغة غير مفهومة. وتقول انها تدفع الى العامل العربي مبلغا اضافيا فوق المتفق عليه، وانها وزوجها يعاملانهم كضيوف، وهي تطهو لهم أشهى الأكلات. عمار يقر بأنه تلقى معاملة مماثلة من قبل بعض العوائل، لكن تلك النوعية نادرة على حد تعبيره.

ويشير عمار الى ان السلطات ايضا تشارك في المعاملة السيئة، وان الشرطة تقوم بمطاردتهم أحيانا. لكن سركوت حسن، مدير شرطة مدينة السليمانية، اكد ان الموضوع لا يتعلق بأن العامل عربي او كردي، بل بسلوكه، مشيرا، على سبيل المثال، الى ان نوم بضعة اشخاص على الارصفة والشوارع يقلق بال عناصر الامن في هذا الظرف الحساس، وان الشرطة لا تفرق ما إذا كان هؤلاء اكرادا او عربا. عمار أبدى نوعا من التفهم ازاء تخوف الشرطة الكردية من العناصر العربية بسبب ما يحصل في الوسط والجنوب.

يذكر ان الكثير من العمال العرب استفادوا من الاجراءات الاخيرة التي اقدمت عليها ادارات المدن الكردية، حيث قامت بتوفير قاعات كبيرة لإيوائهم من باب المساعدة، كما يقول احد المسؤولين الأمنيين.