الحكومة الإسرائيلية وفلسطينو 48 يتفقون على تمرير «يوم الأرض» بلا مواجهات

الشرطة تتعهد بالبقاء بعيدة عن المدن والفلسطينيون بعدم إغلاق الشوارع

TT

اتفق ممثلو الحكومة الاسرائيلية برئيسها ارييل شارون ورئيس الدولة موشيه قصاب والمفتش العام للشرطة شلومو اهرونيشكي مع رئيس واعضاء لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) أمس على تمرير «يوم الارض» الذي يصادف اليوم بهدوء ونظام وبلا مواجهات.

وقال مسؤول امني اسرائيلي ان الطرفين، الحكومة الاسرائيلية والعرب، قررا الاستفادة من تجربة احداث اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وعدم تكرارها، حينما خرج فلسطينيو 48 الى الشوارع في مظاهرات جماهيرية كبرى تضامنا مع اشقائهم الفلسطينيين في القدس ضد مذبحة الاقصى. وقد اطلقت الشرطة الاسرائيلية يومها الرصاص عليهم وقتلت 13 شابا منهم، بحجة انهم اغلقوا الشوارع وقذفوا الحجارة على الشرطة وعلى سيارات مواطنين يهود. وبسبب ذلك، قاطع العرب انتخابات رئاسة الحكومة، لمعاقبة ايهود باراك، رغم ان الاخير استنكر القتل واقام لجنة تحقيق رسمية في الاحداث.

وقد اتفق الطرفان على ان يظل رجال الشرطة اليوم بعيدين جدا عن مراكز المدن والقرى العربية في اسرائيل وعن مداخلها. وبالمقابل، تحرص قيادة العرب الفلسطينيين في اسرائيل، على بقاء الشوارع الرئيسية بين المدن والقرى مفتوحة والحفاظ على الهدوء والنظام. وفي حالة خرق هذا التفاهم، تعطي الشرطة فرصة للقيادات كي تحاول تهدئة الاوضاع.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها مثل هذا الاتفاق بين الطرفين في سبيل تمرير «يوم الارض» بهدوء.

ويذكر ان «يوم الارض» عرف لاول مرة قبل 25 سنة، عندما اعلن فلسطينيو 48 الاضراب العام احتجاجا على قرار حكومة اسحق رابين الاولى مصادرة 120 ألف دونم من اراضيهم (20 ألفا في الجليل و 100 ألف في النقب). وقد حاولت الحكومة يومها، بواسطة وزرائها وشرطتها ومخابراتها، الغاء الاضراب، إذ لم يكن متبعا في ذلك الوقت القيام باجراءات نضالية كهذه. بل ان الحكومة رأت فيه تمردا على السلطة وعلى الدولة يقف وراءه الشيوعيون والقوى المعادية.

وجندت رؤساء المجالس البلدية والقروية الذين كانوا بمعظمهم من الاحزاب الصهيونية ليقفوا ضد الاضراب. وحاولوا يومها الاعتداء على رئيس بلدية الناصرة، الشاعر الراحل توفيق زياد رغم انه كان عضوا في الكنيست. وجرت محاولة لاغتياله وتم الاعتداء على بيته. وعندما فشلت جهودهم قرروا كسر الاضراب بالقوة. فحشدوا قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود وحتى الجيش على مداخل البلدات العربية لتخويفها.

ولكن الاضراب نجح، وتصدى المواطنون بصدورهم للعسكر، وقتلت القوات الاسرائيلية يومها ستة شبان (بينهم صبية كانت تقف على باب بيتها في سخنين) وجرحت اكثر من ألف شاب وشابة. ثم اضطرت الى الاعلان عن وقف المصادرة.

وأصبح «يوم الارض» يوما كفاحيا للشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده، يتم احياؤه في كل سنة. واقيمت نصب تذكارية للشهداء في كل مكان. وما زال هذا اليوم يشهد نشاطات جماهيرية واسعة، خصوصا ان سياسة المصادرة مستمرة. والقرى العربية تحتاج الى عشرات الوف الدونمات من الاراضي لكي تسد احتياجات التطور الطبيعي. وفقد المواطنون العرب في اسرائيل 96.5% من اراضيهم.

وفي هذه السنة يأتي يوم الارض ليرفع مجددا شعارات الكفاح ضد سياسة التهويد التي يخططها شارون للجليل. وقد ألتقى شارون ممثلي هؤلاء المواطنين، مساء اول من أمس واعلن امامهم انه قرر وقف سياسة المصادرة تماما ودراسة احتياجات القرى العربية. وقال انه يحترم مشاعر العرب في «يوم الارض»، لكنه يطلب ان تمر النشاطات لاحياء الذكرى بهدوء.

وبالاضافة الى الاضراب العام عن العمل والتعليم اليوم، ستقام نشاطات مركزية اخرى بالمناسبة، ابرزها:

ـ مسيرات شعبية الى مدينة سخنين، التي فقدت 3 شهداء في يوم الارض الاول، تختتم بمهرجان خطابي وزيارة للنصب التذكاري.

ـ مهرجان شعبي في النقب.

ـ مسيرة الى ضريح الشهيد في كفركتا.

ـ اجتماع شعبي في خيمة الاعتصام القائمة في مدينة الطيرة في المثلث الجنوبي، احتجاجا على مشروع «عابر اسرائيل»، شارع الاوتستراد الذي يصل جنوب اسرائيل بشمالها، ويلتهم في طريقه الوف الدونمات من الاراضي العربية.

ـ ندوات واجتماعات شعبية محلية، في طول البلاد وعرضها.