بوش يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى وقف العنف فورا والبدء في حوار

قال إن شارون وعده بضبط النفس ولكن إدارته لن تفرض سلاما على أي طرف

TT

أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن قلقه البالغ والعميق من تفاقم الوضع في الضفة الغربية وغزة وازدياد حدة العنف ودعا الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف العنف فوراً والبدء في الحوار، وأدان أعمال العنف والإرهاب التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء.

وقال الرئيس بوش في بداية مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس إنه يتطلع إلى اللقاء الذي سيتم بينه وبين الرئيس المصري حسني مبارك الأسبوع المقبل، ومن بعده العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليبحث معهما ما يمكن عمله ويستمع إلى آرائهما للمساعدة في وضع ما يمكن القيام به من إجراءات لحل المشكلة. وقال: إن شارون وعدني بأنه سيلتزم ضبط النفس، وعليه الالتزام بما وعد. وأكد أن مهمة الإدارة تسهيل مفاوضات السلام، وأن الإدارة لن تفرض سلاماً على أي طرف، أو سلاماً لا يقبلانه. وأكد أن إدارته معنية بالسلام. وقال إن اتصالات إدارته قائمة مع قادة المنطقة في نطاق ما تقدر عليه. لكن على الطرفين تقع المسؤولية الأولى.

وفي إعرابه عن القلق الشديد من تفاقم الوضع في المنطقة دعا الرئيس جورج بوش «الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتهدئة الوضع، ووضع الأرضية للعودة إلى المفاوضات».

ورد الرئيس بوش في مؤتمره الصحافي على القول بأن ادارته خلال الشهرين الماضيين صدرت عنها اشارات تدل على عزمها التراجع عن دور اميركا في عملية السلام، ولن يكون مثل دور الادارة السابقة فهل مثل هذا التراجع يعد خطأ. وان تدخله حاليا (امس) يعد ضروريا فقال: انه كرر مرارا بأن هذه الامة (اميركا) لن تحاول فرض تسوية سلمية في الشرق الأوسط، وان ذلك يتطلب ارادة الطرفين، والجلوس على مائدة المفاوضات للوصول الى اتفاقية سلام تكون دائمة. وبالتالي فان هذه الادارة (ادارته) لن تفرض سلاما على الاطراف.

وقال ان ادارته نشطة وفعالة في العمل من اجل السلام في الشرق الأوسط، مشيرا الى الاتصالات الهاتفية المستمرة مع قادة المنطقة. وان على بلاده ان تطور ارضية واسعة من اجل السلام، وهذا ما دعا اليه. وهذا «يتطلب علاقات جيدة وقوية مع المصريين والاردنيين والسعوديين».

وقال بوش: «لعلكم تتذكرون ان وزير الخارجية ذهب الى سورية واجتمع الى الرئيس الاسد، وعلينا الكثير من العمل المطلوب انجازه لبناء تلك الارضية للسلام، وسنبذل لذلك وقتا كاملا.. ولكن يجب ان يكون معلوما ان ذلك يعتمد اولا وقبل كل شيء على ارادة الاطراف، وبدورنا سنقنع الاطراف للعودة الى المفاوضات من اجل السلام الدائم.

ولكن هذه البلاد (اميركا) لن تفرض جدولا زمنيا او تسوية على الاطراف، اذا لم تكن مستعدة لتقبلها».

وعن دوره شخصيا لاحتواء العنف قال انه معني بذلك عبر الاتصالات الهاتفية، مشيرا الى اجتماعه مع شارون واحاديثه مع الاصدقاء والحلفاء في الشرق الأوسط، وايفاده وزير خارجيته باول الى المنطقة الشهر الماضي، وتكليفه باول الاتصال بعرفات امس، «واننا الآن في عملية لخفض العنف في المنطقة، وهذا يتطلب اكثر من صوت واحد، ومما لا شك فيه ان صوتنا صوت مهم لخفض العنف، وكذلك الدول الاخرى».

وتابع: «وانني اتطلع قدماً للاجتماع مع الرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني.

وعن قراره عدم دعوة عرفات لواشنطن، وما اذا كان الرئيس بوش خرج بنتيجة هي ان عرفات جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل قال الرئيس بوش، انه سيعمل مع كل الاطراف، وان الوزير باول سيتصل بعرفات اليوم (امس) ويحثه على وقف العنف، ويدعو الآخرين الذين له تأثير عليهم لوقف العنف. وان لديه جدولاً مزدحماً بالقادة الزوار الذين سيلتقيهم وهو يتطلع الى اللقاء مع الرئيس مبارك والملك عبد الله.

وقال ان الاشارة (الرسالة) التي يبعث بها الى الفلسطينيين هي: «أوقفوا العنف» وقال انه لا يستطيع التوضيح اكثر مما يوضحه الآن «وانني آمل ان يسمعها عرفات بشكل واضح وعالٍ، وسيسمعها اليوم (امس) عبر الهاتف (من الوزير باول). وهذه ليست المرة الاولى التي تبعث له فيها الاشارة، وهي مهمة جداً، حتى يمكن ان يكون هناك اي بحث للسلام. ويحب وقف العنف.

وفي الوقت نفسه دعا الرئيس بوش إسرائيل فقال: «ان على الحكومة الإسرائيلية أن تمارس ضبط النفس ويجب عليها اتخاذ خطوات لإعادة الحياة الطبيعية للشعب الفلسطيني عبر تخفيف الحصار، وإزالة نقاط التفتيش». وختم بيانه بالقول: «إنه يجب على الجانبين تطبيق ما التزما به، ومحاربة الإرهاب والشروع في الحوار».

ومن جهة أخرى قالت الخارجية الأميركية في تعليقها على قصف القوات الإسرائيلية للمدن والأحياء الفلسطينية: «انه لا بد، وأمر ضروري وحيوي وقف العنف الذي تصاعد بشكل خطير. وأن عمليات الإرهاب الانتحارية ضد المدنيين الأبرياء عمل وحشي يجب أن يتوقف»، وأضافت: «على السلطة أن تفعل كل ما تقدر عليه لمحاربة الإرهاب، عبر الحيلولة دون وقوع الأعمال الإرهابية مسبقاً، واعتقال المسؤولين عن تلك الأعمال وتقديمهم للعدالة».

وقالت الخارجية، عبر بيان صدر عن المتحدث باسمها ريتشارد باوتشر «وفي الوقت الذي نعترف فيه بحاجة إسرائيل إلى الأمن فإننا في نفس الوقت لا نعتقد بأن هناك حلاً عسكرياً لهذا الصراع».

وعلى صعيد القمة العربية وما جاء في البيان الذي صدر عنها قالت الخارجية الأميركية في رد أولي مساء أول من أمس ان الإدارة تراجع ما صدر عن القمة وما جاء فيها، لكن في بيان القمة «بعض العناصر نعتقد أن لدينا مواقف واضحة منها، ومعروفة جيداً. وأننا نقف بقوة ضد أي تجديد للمقاطعة العربية لإسرائيل، لأننا نعتقد أن مثل ذلك سيؤدي إلى تفاقم الوضع».

لكن باوتشر خص ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه عن إسرائيل حيث وصفها بالنازية، قال باوتشر: «ان الكلام المنسوب إلى الرئيس السوري بشار الأسد غير مقبول وغير مناسب على الاطلاق، وإننا نعتقد أن مثل هذه التصريحات رأينا فيها واضح وتزيد من تفاقم الوضع».