إسرائيل تعتبر قرارات القمة عثرة في طريق السلام

TT

بعد عدة ايام من الترقب والمتابعة الاسرائيلية لمؤتمر القمة العربية في عمان، والاستعدادات له ووقائعه ونتائجه، تبنى الاسرائيليون التقويم العراقي للمؤتمر فاعتبروه فاشلا «لم يتفق فيه العرب على شيء جدي واحد سوى انتخاب عمرو موسى امينا عاما». واعتبروا قراراته بشأن الصراع الاسرائيلي ـ العربي، بمثابة «عثرة في سبيل السلام»، كما قال وزير الخارجية، شيمعون بيريس، في بيان رسمي له.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد تابعت بالتفصيل احداث المؤتمر، منذ حضور وزراء الخارجية العرب الى العاصمة الأردنية، وافردت له مساحات واسعة في الصحف (صفحتين، في كل واحدة من الصحف الكبرى الثلاث). وحاولوا تغطية احداثه عن قرب، فأرسلت كل وسائل الاعلام مراسلين، خصيصا لهذا الغرض. وقد سمحت لهم السلطات الأردنية، في البداية، بالانضمام الى قافلة الصحافيين العالميين الذين حضروا الى القمة. واصدرت لبعضهم بطاقات رسمية موقعة بختم جامعة الدول العربية، الا انها وبشكل مفاجئ، طردتهم بطريقة مهذبة مساء الاثنين، عشية افتتاح القمة، بدعوى انها لا تستطيع ضمان حماية امنهم، كما قال احدهم لـ«الشرق الأوسط».

وكتب احد الصحافيين العرب، هو بسام جابر صاحب صحيفة «بانوراما» الاسبوعية، مقالا حادا ضد تصرف الأردنيين تساءل فيه: «هل يرحب بنا الاردنيون فقط عندما نحضر اليه سياحا، نصرف الاموال؟!». وقال جابر في مقاله ان العرب في اسرائيل لم يعودوا يعرفون كيف يعيشون في هذه المنطقة، «فاسرائيل تعتبرنا عربا، ولذلك تميز ضدنا، والعرب يعتبروننا اسرائيليين، ولذلك يميزون ضدنا. فماذا نحن بالضبط؟ قولوا لنا. اريحونا».

اما الصحافيون مراسلو الصحف العبرية، فقد ابلغوا قراءهم بالحادث، وواصلوا متابعة المؤتمر عبر شاشة التلفزيون الاردني والاتصالات مع العديد من المسؤولين السياسيين والصحافيين العرب في عمان. ونشروا انباء مفصلة عنه، خصوصا عن الخلافات العربية، وفشل الخروج باتفاق حول موضوع العراق. وانشأت صحيفة «معريب» مقالا افتتاحياً قالت فيه ان القمة العربية هي مجرد شعارات اعلامية. وقالت ان اهم ما يهم اسرائيل في هذا المؤتمر، هو ما الثمن المطلوب من الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، الى دفعه مقابل صلحه مع سورية. وهل سيدفع هذا الثمن أم لا؟.

وأنشأت صحيفة «هآرتس» مقالا افتتاحيا اعتبرت فيه قرارات المؤتمر اضاعة للفرصة السانحة لإحداث تغيير في اجواء التوتر السائدة في المنطقة وعودة الى ما قبل عشر سنوات واكثر، حين كانت مؤتمرات القمة العربية تصدر قرارات متطرفة ضد اسرائيل. وقالت ان المؤتمر لم يخرج بشيء فاعل، حتى في القضية الفلسطينية. وشمتت بالرئيس عرفات، الذي ذهب على امل الحصول على دعم لانتفاضته، واذا بالعرب يعطونه قرارا آخر من دون اي ضمان للدفع الفعلي.

واعتبرت محررة الشؤون العربية في «يديعوت احرونوت»، سمداو بيري، هذه القمة فاشلة في كل شيء. والرؤساء اختلفوا خلالها على كل شيء، باستثناء انتخاب عمرو موسى امينا عاما، وهو الانتخاب الذي لا يروق لاسرائيل، كما هو معروف.