التقرير: أبو عدس كبش فداء.. وترجيح مسؤولية سورية عن اختفائه

TT

> الاستجوابات اللبنانية شملت أصدقاء ابو عدس، وجيرانه، ومعارفه من المسجد، وزملاءه في وظائف سابقة. وأعادت لجنة التحقيق الدولية استجوابهم، ولم يسمع أحد منهم من قبل عن جماعة «النصرة والجهاد»، التي زُعم ان ابو عدس عضو فيها. وقدم العديد منهم روايات متشابهة عن اقتيادهم من قبل قوى الأمن الداخلي، مكبلي الايدي ومعصوبي الاعين وعراة، واحتجازهم لفترة حيث جرى استجوابهم حول ابو عدس، وقالوا ان ابو عدس انطوائي وليس لديه الذكاء الذي يسمح له بارتكاب جريمة من هذا النوع.

> بناء على طلب رفع من خلال السلطات اللبنانية، ردت السلطات السورية على لجنة التحقيق الدولية، بأن سجلات الكومبيوتر لديها لا تظهر أي اشارة الى ان ابو عدس دخل الاراضي السورية او غادرها. كما أبلغت السلطات العراقية نظيرتها اللبنانية، من خلال السفارة العراقية في بيروت، بأن أبو عدس لم يحصل على تأشيرة دخول الى العراق.

> طلبت لجنة التحقيق الدولية الحصول على تفاصيل من أي جهة في لبنان، قد تكون أخضعت أبو عدس للمراقبة بين سبتمبر (أيلول) 2004، ويناير (كانون الثاني) 2005. وأكدت الملفات انه لم يتعرض الى مراقبة من أي جهة خلال الفترة المذكورة.

> قدم عدد من المصادر الموثوق فيها، معلومات عن دور أبو عدس وأماكن إقامته. ولم تدعم أي منها نظرية انه كان مفجرا انتحاريا يعمل لحساب تنظيم متطرف. ورجحت معلومات ان أبو عدس استخدم من قبل السلطات اللبنانية والسورية ككبش فداء. وقال أحد الشهود، انه رأى أبو عدس في الممر خارج مكتب رستم غزالة في عنجر في ديسمبر (كانون الأول) 2004.

بينما ذكر شاهد آخر، ان ابو عدس محتجز حاليا في سجن في سورية، وسيقتل عندما ينتهي التحقيق. ووفقا لهذا الشاهد، فإن أبو عدس لم يكن له دور في الاغتيال إلا كفخ، وقد سجل شريط الفيديو تحت التهديد بمسدس قبل 45 يوما من الجريمة. وقد أفيد لاحقا بأن اللواء آصف شوكت، أجبر أبو عدس على تسجيل الشريط في دمشق قبل 15 يوما من تنفيذ الجريمة. كما أفيد بأن الشريط أعطي للجزيرة بواسطة امرأة تدعى «ام علاء». وقال شاهد آخر، انه في اليوم الذي تلا يوم الاغتيال، أصر العميد فيصل رشيد، على ان القضية حلت، وان منفذ الاغتيال هو أبو عدس في عملية انتحارية، وان جثة أبو عدس ما زالت في مسرح الجريمة. كما قال الشاهد زهير الصديق، انه شاهد ابو عدس في مطلع فبراير (شباط) 2005، في مخيم تدريب في الزبداني بسورية، وقال ان معلوماته هي ان أبو عدس خطط في الاساس لتنفيذ الاغتيال، لكنه غيّر رأيه في اللحظة الأخيرة. وقال ان أبو عدس قتل بعد ذلك بواسطة السوريين، وان جثته وضعت في سيارة تحتوي على القنبلة، وهكذا فجرت في مسرح الجريمة.

> لم يتم العثور على دليل حمض نووي في ساحة الجريمة يمكن ربطه بأبو عدس.

> رغم مرور أشهر من التحقيقات من جانب لجنة التحقيق والسلطات اللبنانية، يبقى أبو عدس شخصية غامضة. > باستثناء شريط الفيديو، ليس هناك أي دليل يدعم فكرة انه نفذ الجريمة من خلال تفجير انتحاري. وليس هناك أي دليل، بخلاف ما ورد في الشريط نفسه، على وجود مجموعة تسمى النصرة والجهاد في سورية الكبرى. ولا توجد معلومات عن مجموعة كهذه من أي مصادر علنية قبل الرابع عشر من فبراير 2005، ولم تسمع السلطات اللبنانية ولا أصدقاء ومعارف ابو عدس عن هذه الجماعة قبل يوم الاغتيال. ولم يكن لدى أي من السلطات الأمنية في الدول المجاورة التي طلبت منها اللجنة معلومات عن الاغتيال أي معرفة بهذه الجماعة. والأكثر من ذلك، لم يفسر اختفاء ابو عدس في 16 يناير 2005، بطريقة تتسق مع نظرية انه سيقوم بتفجير انتحاري بعد شهر. > الكثير من المعلومات حول أبو عدس واختفائه تشير الى سورية. فسجل السفر الغريب لخالد طه، الذي يشير الى دخوله لبنان قادما من سورية قبل يوم من اختفاء ابو عدس، وكذلك محاولته للتغطية على وجوده في سورية بالادعاء بأن الرسائل الالكترونية جاءت من تركيا، بينما هي في الحقيقة جاءت من سورية، هي مؤشرات على ان سورية متورطة في اختفاء ابو عدس، ولا يمكن اعتبارها مجرد مصادفة. إضافة الى ذلك، فإن المعلومات الغامضة الموحدة حول (محمد) ترجح انه سوري، والعودة المفاجئة من سورية لصديق ابو عدس، زياد رمضان، بعد قليل من استجوابه من قبل السلطات اللبنانية، تشير الى علاقة سورية باختفاء ابو عدس. أخيرا، الكثير من معلومات المصدر المتعلقة بمصير ابو عدس، تشير الى سورية ومسؤولين سوريين وبعض المسؤولين اللبنانيين، وكذلك لبعض المسؤولين اللبنانيين.

> تستنتج اللجنة انه ليس هناك دليل على ان ابو عدس ينتمي الى جماعة «النصرة والجهاد في بلاد الشام»، كما ادعى شريط «الجزيرة»، ولا حتى ان جماعة كهذه موجودة الآن. ولا مؤشرات (غير الشريط)، تشير الى انه قاد شاحنة مليئة بالمتفجرات قتلت الحريري. والأدلة ترجح ان ابو عدس غادر منزله يوم 16 يناير 2005، وأُخذ، طوعا او كرها، الى سورية حيث اختفى منذ ذلك التاريخ.