بهية الحريري: اغتيال رفيق الحريري استهدف كل لبنان ودمه انتج زمن السيادة والاستقلال

TT

أكدت النائبة بهية الحريري (شقيقة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري)، أن شقيقها الرئيس الحريري «كان يشكل مفتاح الأمان، لفترة طويلة في لبنان والمنطقة العربية»، معتبرة أن «اغتياله لم يكن شخصياً، بل استهدافاً للبلد بكامله»، ورأت «أن دمه انتج زمناً آخر من السيادة والحرية والاستقلال، وصولاً الى احقاق الحق والعدالة».

وقالت في كلمة ألقتها خلال استقبالها الشباب المشاركين في مؤتمر الشباب الاورومتوسطي، حول دور الشباب في البلديات والشأن العام: «نلتقي بالتزامن مع محطة تاريخية بالنسبة للعالم كله، وتحديداً بالنسبة لمنطقتنا العربية، وهي صدور تقرير عن الأمم المتحدة، في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها الأمم المتحدة، قراراً لمصلحة شخص، لأن الاستهداف لم يكن شخصياً، وإنما كان استهداف بلد بكامله. وهذا يؤكد مجدداً انه لا يضيع حق وراءه مطالب، وهو ينطبق على كثير من القضايا، التي كنا نعتبر أن لا أمل منها، فالجرائم تاريخياً كانت تحفظ في الادراج، لكن 14 فبراير (شباط)، شكل للعالم كله هزة كبيرة، أدت الى التضامن الكامل مع لبنان وشعبه وقضيته وحريته وسياسته، نظراً لضخامة الجريمة واستهدافها هذه الشخصية، التي كانت تشكل مفتاح الامان لفترة طويلة في لبنان والمنطقة العربية، ضمن ايمانه بموضوع التواصل والحوار».

وأضافت: «تصادف لقاؤنا ايضاً مع ذكرى محطة اساسية في تاريخ لبنان وهي انه في 22 اكتوبر (تشرين الاول) عام 1989، تم اقرار اتفاق الطائف الذي أدى الى وقف الحرب اللبنانية بقرار وطني لبناني داخلي وبرلماني مع كل الفرقاء وبحضن عربي ودولي. واتفاق الطائف نعرف ان العراب الاساسي له، كان رفيق الحريري، الذي آمن بالحوار طريقاً للسلام والعدالة والحقوق، وطريقاً للتقارب بين الشعوب».

ودعت الشباب «الى تحفيز أنفسهم لمفهوم المسؤولية، وعدم اليأس وعدم الاحباط وعدم التسليم وعدم التفكك، لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، آمن بفكرة دور لبنان ووحدته ودور الدولة في لبنان وسعى اليه. وكان مؤمناً منذ قيام الحرب الاهلية، ان هذا البلد لا تحل أموره الا بالحوار، ولا يبنى الا بالوحدة الوطنية. والسلم الاهلي هو نتيجة الوحدة الوطنية ونتيجة الحوار».

وقالت: «ان الانقسام هو طريق الدمار، والوحدة هي طريق البناء والإعمار. والحوار هو الطريق لحل كل المشاكل، والشباب هم عصب الاوطان، والذين آمن بهم الرئيس الحريري. ان اهم ما حققه رفيق الحريري في حياته كان وقف الحرب ومكافحة التقوقع والتعصب والتطرف بالعلم وبعدالة التعليم، وعندما جاء الى الدولة اراد ان يبني دولة يشعر اللبنانيون جميعاً بأنهم تحت مظلتها، واستطاع ان يحقق معجزة الانماء والاعمار وعودة لبنان الى الخريطة الدولية، وانتج دمه زمناً آخر من السيادة والحرية والاستقلال، وصولاً الى احقاق الحق والعدالة».

وتناولت الحريري عنوان المؤتمر «الشباب والبلديات»، فاعتبرت ان دور الشباب في العلاقة مع البلديات، يبدأ بمفهوم التطوع، الذي يجب ان ينطلق من المدارس، ومن علاقة المدرسة بالمكان المحيط بها، وصولاً الى حقوق المواطن وواجبات البلدية وتصويبها من خلال الشباب وآرائهم.