شالوم يسعى لإشراك الأوروبيين والأميركيين في الضغط على الدول العربية والإسلامية

إسرائيل تطلق مشروعا جديدا لتطبيع العلاقات

TT

أطلقت الحكومة الاسرائيلية، أمس، مشروعا جديدا لتطبيع العلاقات بينها وبين دول عربية واسلامية يرمي الى اقامة شكل من أشكال العلاقات مع تلك الدول وكشف بعض العلاقات السرية القائمة حتى الآن. ويتولى مسؤولية هذا المشروع وزير الخارجية، سلفان شالوم، المعروف بوعده مطلع السنة بأنه سيتوصل الى اقامة علاقات مع 10 دول عربية واسلامية حتى نهاية العام الحالي.

ومن الدول المرشحة في حينه لهذا الغرض، كل من قطر والمغرب وتونس والبحرين وسلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة وباكستان واندونيسيا وماليزيا، اضافة الى مصر والأردن وموريتانيا. لكن الجديد في الأمر ان اسرائيل تحاول هذه المرة، وبشكل علني، السعي الى حشد تأييد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من اجل الضغط على تلك الدول حتى تقيم علاقات مع اسرائيل، كما انها تهدد بكشف العلاقات السرية القائمة حاليا بينها وبين تلك الدول.

وعلم ان الوزير شالوم بدأ مشروعه، أمس، خلال استقبال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي وصل الى القدس المحتلة، أمس، في اطار جولة بالمنطقة تستمر يومين وتشمل كلا من اسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية. فقال شالوم لضيفه ان الحظر على العلاقات مع اسرائيل يعني أمرا واحدا ولا شيء غيره، ألا وهو عدم الاعتراف بإسرائيل والتشكيك في شرعيتها، الأمر الذي يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ولا بد من تصحيحه. ودعا روسيا الى اداء دور في هذه القضية مع أصدقائها في العالم العربي.

كما ان شالوم سيغادر بعد غد الى فرنسا حيث سيطرح الفكرة على نظيره هناك، فيليب دوسيه بلازي، وعلى الوزير بلا وزارة، نيكولا سركوزي، بصفته أقوى المرشحين في انتخابات الرئاسة الفرنسية القادمة. وسيدعوهما الى العمل لدى الدول العربية الخاضعة للتأثير الفرنسي أن تنخرط في المشروع وتساعد على انجاحه، وخصوصا في المغرب العربي ولبنان، حيث يوجد نفوذ ملموس فيها لقصر الإيليزيه. وسيصل شالوم يوم الاثنين القادم الى ايطاليا وسويسرا ليقابل وزيري الخارجية في البلدين للغرض نفسه. وسيطرح في هذه اللقاءات أيضا قضية التحريض على سورية بدعوى انها متورطة في دعم الارهاب عموما وفي جريمة قتل رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، وقضية التسلح الايراني، وسيحاول تجنيد هذه الدول في الموقف ضد مشاركة حركة «حماس». إلا ان مهمته الأساسية ستكون في التطبيع مع الدول العربية والاسلامية.

وفي أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سيغادر شالوم الى تونس للمشاركة في المؤتمر الدولي حول الاتصالات والإنترنت. ويتوقع ان يكون موضوع اقامة العلاقات مع اسرائيل على رأس أجندته، علما بأنه كان قد أعطى أوامره لصرف كل جهد ممكن في جهاز المخابرات لمتابعة التطورات الفنية والمهنية. وحسب مصدر في وزارة الخارجية الاسرائيلية فإن شالوم سيلتقي عددا من وزراء الخارجية العرب وربما مسؤولين وزعماء آخرين في العالم. وفي هذا الاطار، تدخل أيضا زيارة وزير الدفاع، شاؤول موفاز، الى مصر، أمس، حيث التقى الرئيس حسني مبارك ووزير الدفاع محمد علي طنطاوي، لبحث المشاكل الفلسطينية المختلف عليها وانهاء قضية معبر رفح وغيره من المعابر وكذلك المساعدة على تطبيع العلاقات بين اسرائيل وبقية الدول العربية. من جهة أخرى، ذكرت مصادر سياسية اسرائيلية ان خطة الحكومة حول التطبيع مع العالم العربي غير واقعية وتنطوي على كثير من المبالغة «فالدول العربية اليوم في أسوأ حال لها في العديد من القضايا، خصوصا في القضية الفلسطينية. والأميركيون بالذات واعون بهذا الواقع ويحاولون استغلاله الى أقصى حد، في خدمة أهدافهم السياسية والاستراتيجية في المنطقة».