الرئيس العراقي: نجاح الدستور انتصار كبير.. وبغداد المكان الأنسب لمؤتمر الوفاق

الحزب الإسلامي و«مجلس الحوار» و«أهل العراق» تشكل تحالفا لخوض انتخابات ديسمبر

TT

اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني امس، ان نجاح مسودة الدستور الدائم في الاستفتاء العام، هو «انتصار كبير» للشعب، مؤكدا ان مشاركة العرب السنة في العملية السياسية ستساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، واعتبر ان بغداد وليست القاهرة هي المكان الانسب لعقد مؤتمر الوفاق الذي تسعى اليه الجامعة العربية. وفيما ابدى الحزب الاسلامي شكوكه بنتائج الاستفتاء اعلن هو وجماعتان أخريان تشكيل تحالف لخوض اول انتخابات برلمانية ستجري على اساس الدستور الجديد في ديسمبر (كانون الاول) المقبل. وقال طالباني عقب لقائه مع اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق «اعتقد ان إقرار الدستور هو انتصار كبير للشعب العراقي». وأضاف «لا شك انكم سمعتم الترحيب الحار بهذه النتيجة، فقد صفق البرلمان الايطالي بالإجماع للدستور بمن فيهم المعارضة التي تدعو الحكومة الى سحب قواتها (من العراق)».

وتابع ان «نسبة المقترعين في الاستفتاء اكثر بكثير ممن شاركوا في الانتخابات التي جرت في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي». وأوضح ان «قسما كبيرا من مكونات الشعب شاركت في الاستفتاء وهذه خطوة جديدة نحو الوفاق الوطني».

وأوضح طالباني «ان عدد المقترعين في المناطق التي قاطعت بشدة مثل الانبار ملفت للنظر، وهو اقل من ثلث من يحق لهم التصويت، مما يدل على ان أعدادا كبيرة من الناس لا تتفق مع من يفرضون عليهم ان يقولوا لا، ولا مجال امامهم للادلاء برأيهم ليقولوا نعم». وتابع «هناك ملاحظة كبيرة اخرى، وهي ان محافظة الموصل (نينوى) التي تعتبر اكبر محافظة عربية قد صوتت بنسبة قليلة ضد الدستور 55% قياسا مع المناطق الاخرى، مما يدل على ان قسما كبيرا من إخواننا العرب السنة يدعمون الدستور».

واعتبر طالباني ان «إشراك إخواننا العرب السنة في المسيرة الديمقراطية سواء بالمعارضة او بالتأييد شيء مهم وخطوة نحو تعزيز الوحدة الوطنية وفرض الأمن والاستقرار في العراق»، واعتبر ان «شعبنا العراقي بدأ يدرك ان التكفيريين القادمين من الخارج انما يشنون حرب إبادة بمجيئهم الى العراق».

وشدد الرئيس العراقي على اهمية انعقاد مؤتمر «الوفاق الوطني» بإشراف جامعة الدول العربية في بغداد وليس في القاهرة، وقال «اعتقد ان من المفيد ان يعقد هذا المؤتمر في بغداد»، موضحا ان «اسم المؤتمر هو الحوار او الوفاق الوطني وليس المصالحة، والأخ امين عام جامعة الدول العربية اقتنع بذلك». ورأى ان «الذين يضعون شروطا مسبقة لا يريدون الوفاق الوطني، وهذا هو انطباع عمرو موسى ايضا».

واعتبر ان زيارة موسى كانت «مهمة ومفيدة للعراقيين لأنهم التقوه وجها لوجه وفهموا منه الموقف الحقيقي لجامعة الدول العربية تجاه العراق، حتى أنا فهمت منه اشياء مهمة، فقد اكد ان العراق القديم انتهى ويجب نسيانه». وأكد ان موسى «عرف من هم المتطرفون ومن المعتدلون المطالبون بالإصلاح والتقدم في العراق».

وأشاد بزيارة امين الجامعة العربية الى كردستان العراق، وقال«ان الكرد ليسوا جزءا من المشكلة، بل هم طرف في الحل، والشعب الكردي جزء من العراقي». كما وصف طالباني الزيارة التي يقوم بها حاليا مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان الى الولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الاميركي، بأنها «مهمة جدا، وهي اول مرة يتم فيها دعوة رئيس اقليم كردستان تقديرا لدوره في الدستور وسنه، وإسهامه في التقارب بين العرب الشيعة والسنة، والحث على تعزيز الوحدة الوطنية، وهي بالتالي زيارة مهمة جدا لتعزيز التواصل العراقي مع العالم». من ناحيته، اعلن الحزب الاسلامي العراقي في بيان اصدره اول من امس حول نتائج الاستفتاء ان «الذين دعوا إلى مقاطعة الاستفتاء هم الذين ساهموا بشكل مباشر في تمرير الدستور في إحدى المعاقل المهمة التي كان المعارضون للدستور يعوِّلون عليها، وهي محافظة نينوى، حيث لم تتعدَّ نسبة المشاركة فيها 45% فوجّهوا ضربةً قاصمةً للقائلين لا». واعتبر البيان «أنَّ هناكَ شكوكاً ما زالت قائمة حول مدى نزاهة الاستفتاء وتظهر هذه الشكوك واضحة من خلال النسب غير الواقعية للقائلين بنعم في المحافظات الكردية والجنوبية والتي تراوحت ما بين 95% إلى 99%، وهي نسب غير معقولة تماماً»، وأوضح أن معظم الاعتراضات المقدمة في هذا الصدد الى المفوضية العليا المستقلة الانتخابات «لا تتعلق بالمفوضية وإنما بدور الأحزاب الكبيرة ونفوذها والشكوك حول تلاعبهم بصناديق الاقتراع وبأعداد الناخبين، وعلى هذا الأساس فإن الحزب لا يعتبر النتائج المعلنة نهائية وينتظر رد المفوضية على العديد من الطعون التي قدمت جراء عدد غير قليل من الخروقات».

الى ذلك، أعلنت ثلاث جماعات توصف بأنها عربية سنية امس، تشكيل تحالف لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.

وقال «مؤتمر أهل العراق» و«الحزب الاسلامي العراقي» و«مجلس الحوار الوطني» خلال مؤتمر صحافي، انها شكلت تحالفا باسم «جبهة التوافق العراقي». وحثت هذه الجماعات العراقيين على المشاركة في الانتخابات ورفض أية دعوة جديدة للمقاطعة.

وأوضحت هذه الجماعات انها قررت «إبقاء الابواب مفتوحة امام كيانات سياسية اخرى» للانضمام الى هذا التحالف، وأكدت انها ستقدم مرشحيها الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اليوم وأنها ستعلن برنامجا انتخابيا خاصا بها «خلال الايام القليلة المقبلة».