نصف سكان كردستان العراق يقضون الليل في العراء

أثر إشاعات عن وقوع زلزال في الجانب الإيراني من الحدود

TT

خرج نصف سكان اقليم كردستان الى الشوارع والطرقات، ومنها الى البراري المحيطة بالمدن، في حوالي الساعة الثانية من بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بعد تلقي تحذيرات توحي بامكانية حدوث زلزال مدمر. وكان اتصال هاتفي، تلقته اسرة ساكنة في بلدة كلار، من اقارب لها في مدينة قصر شيرين الايرانية، بمثابة الشرارة الاولى لحالة الرعب التي انتشرت بسرعة البرق بواسطة الهواتف الجوالة، اذ قال الاقارب للاسرة ان زلزالا بسيطا ضرب اطراف المدينة الايرانية التي تبعد مسافة 8 كيلومترات من الحدود العراقية، وفور تلقي المكالمة بدأت تلك الاسرة تبث الخبر في محيطها لتحذير اقاربها ومعارفها في مدينة كلار، فيما تحول الخبر من خلال التواتر الشفهي الى خبر آخر مفاده، ان نصف مدينة قصر شيرين «دمره الزلزال العنيف الذي يبدو انه فاتحة سلسلة من الهزات العنيفة التي ستضرب جميع مدن كردستان العراق».

وفي بلدة دربندي خان استيقظ معظم اهالي المدينة على صوت رنات الهاتف القادمة من اقارب لهم من كلار، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة السليمانية، التي خرج اهلها فورا من بيوتهم ودخلوا سياراتهم استعدادا لاجلاء المدينة المكتظة بالسكان، بينما شرع قسم كبير منهم بمغادرة المدينة فعلا والتوجه الى البراري والجبال المحيطة بالمدينة. واستيقظ سكان مدينتي رانية وقلعة دزة، اقصى شمال محافظة السليمانية، على خبر مغاير مفاده، ان زلزالا مدمرا ضرب مركز المحافظة وادى الى فناء مناطق شاسعة منها.

في هذه الاثناء دخلت قوات الشرطة والامن حالة انذار وبدأت سيارات الشرطة تجوب شوارع المدن لدحض الإشاعات، التي قال عنها مسؤول امني، انها إشاعات مريبة المصدر، تهدف الى اخراج المواطنين من منازلهم واخافتهم بغية تحقيق هدف مشبوه «ربما عملية تفجير او نشر حالة الذعر وحدها وحسب»، حسب قول (طه) المنتسب الى احدى مفارز الامن، التي كانت تجوب الطرقات.

محاولات الشرطة لم تجد نفعا، الاّ على نطاق ضيق، وقال بعض الاهالي ما معناه ان «حياة الناس ليست ذات اهمية عند الاجهزة الامنية التي لا تبحث الاّ عن بسط النظام، وتفكر فقط في مدى الفائدة التي يمكن ان يجنيها الاسلاميون من استمرار الحالة»، لذلك انجرفوا وراء الإشاعات ولم يصغوا الى نداءات الشرطة التي ظلت تطالب المواطنين بدخول منازلهم.

ولم يجبر البرد والامطار الاهالي على العودة الى بيوتهم، الاّ عند مطلع النهار، باستثناء قلة من الذين وصلوا الى المناطق الريفية ومكثوا فيها وآخرين لم يصدقوا الإشاعات من اساسها وواصلوا سباتهم، فيما ترددت إشاعات في الصباح التالي تفيد بأن الزلزال «قد وقع فعلا ولكن بدرجة خفيفة».