أنان يلغي زيارته إلى إيران بسبب تصريحات أحمدي نجاد وطهران تؤكد أنها هي التي طلبت التأجيل

إسرائيل ترحب بخطوة الأمين العام

TT

فى اول مؤشر على العزلة الدبلوماسية المحتمل ان تواجهها ايران على المسرح الدولى بسبب تصريحات رئيسها محمود احمدى نجاد حول «ازالة اسرائيل من على الخريطة»، ارجأ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان زيارة رسمية مقررة الى ايران، كانت ستأتي ضمن جولة خارجية له، مشيرا الى ان التأجيل جاء بسبب الجدل حول تصريحات احمدي نجاد. وفي حين شددت طهران على ان هذا الاجراء اتى بمبادرة منها، رحبت اسرائيل بخطوة انان، وقالت انها تأتي في اطار قرار الكثير من دول العالم عدم التعاون مع رئيس الحكومة الايرانية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن «مصدر مطلع» في وزارة الخارجية ان الوزارة اتصلت بمكتب الامم المتحدة في طهران وطلبت تأجيل الزيارة، وقال المصدر في وزارة الخارجية ان الوزارة طلبت «من كوفي انان القيام بزيارته في وقت مناسب اكثر»، ونفى المصدر الايراني «المطلع» نفسه ان يكون ثمة رابط بين هذه التصريحات، موضحا ان «التعديلات على زيارة الامين العام للامم المتحدة لا علاقة لها بادعاءات وسائل الاعلام الغربية». واتهمت وكالة الانباء الايرانية بعض وسائل الاعلام الغربية بانها تشارك في الضغوط التي يمارسها اعضاء في الكونغرس الاميركي، وحث عدة برلمانيين اميركيين انان على التخلي عن زيارته.

ومن ناحيته، قال ستيفان دوجاريك الناطق باسم انان امس في بيان ان «الامين العام والحكومة الايرانية اتفقا على ان الوقت غير مناسب ليزور ايران». وأوضح دوجاريك «نظرا الى الجدل الحالي كان انان سيواجه صعوبات لاحراز تقدم حول المواضيع التي يرغب في اثارتها مع السلطات الايرانية». وكان من المقرر ان يتوجه انان الى طهران من الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثانى) الى الثالث عشر منه في اطار جولة تقوده ايضا الى مصر والمملكة العربية السعودية وتونس وباكستان. وابقى انان على جولته باستثناء المحطة الايرانية، وسيغادر نيويورك في عطلة نهاية الاسبوع الحالي. وقال دوجاريك ان انان سيتوقف الاثنين في باريس حيث يجري محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وهذه المحطة لم تكن مدرجة في جولته.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد قال في خطاب القاه في 26 اكتوبر (تشرين الاول) في اطار مؤتمر بعنوان «العالم من دون صهيونية»، «كما قال الامام (اية الله الخميني) يجب ازالة اسرائيل عن الوجود». وأثارت هذه التصريحات موجة احتجاجات في الكثير من دول العالم في حين طالبت اسرائيل بطرد ايران من الامم المتحدة. وأعرب انان شخصيا عن ذهوله وادان هذه التصريحات معتبرا انها مخالفة لميثاق الامم المتحدة. وينص الميثاق ان الاعضاء لدى توقيعها على الميثاق تلتزم «عدم اللجوء الى التهديد او القوة ضد سلامة اراضي اية دولة او استقلالها السياسي». لكن انان ابقى على زيارته لطهران حينها، موضحا انه ينوي وضع عملية السلام في الشرق الاوسط في صلب برنامج الزيارة فضلا عن حق كل دول المنطقة بالعيش في سلام ضمن حدود آمنة.

وتواصل الجدل منذ ذلك الحين ومورست ضغوط على انان ليتخلى عن زيارته الى طهران على ما افادت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة. وقالت مجموعة من البرلمانيين الاميركيين الجمعة انها جمعت تواقيع العشرات من اعضاء الكونغرس على عريضة تطالب انان بالغاء زيارته.

وقال مارك كيرك النائب الجمهوري عن ايللينوي في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية «ان زيارة رسمية للامين العام للامم المتحدة الى ايران ستشكل مكافأة لرجل هدد الشعب اليهودي بالابادة»، وأضاف «انشأنا الامم المتحدة على رماد المحرقة النازية ولا يمكن لنا ان نسمح لزعيم دولة ان يهدد اخر». ويقف كيرك والنائب الديمقراطي روب اندروز (نيوجيرسي) اللذان يرأسان مجموعة الدراسة حول ايران في مجلس النواب الاميركي وراء العريضة.

وقال اندروز من جهته «فضلا عن تصريحات الرئيس احمدي نجاد الداعية الى ارتكاب ابادة يواصل نظامه تجاهل الدعوات للتخلي عن طموحاته النووية والسماح بشفافية اكبر في برنامج تخصيب اليورانيوم». وأضاف «ان زيارة الامين العام للامم المتحدة في وقت تمر به الجهود الدبلوماسية بفترة حاسمة، ستضفي شرعية على الموقف الحالي للنظام وستضعف المجتمع الدولي». وتتواجه ايران منذ اشهر في اختبار قوة مع الدول الغربية التي تدعوها الى تعليق نشاطاتها النووية الحساسة والا احالت ملفها الى مجلس الأمن الدولي.

ومن ناحيتها، رحبت اسرائيل بقرار انان ارجاء زيارته المتوقعة الى ايران. وقال متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية «نعتبر ان قرار قادة في العالم بعدم مواصلة الاتصالات مع طهران ايجابي»، وأضاف المتحدث «ان اسرائيل ترحب بالانتقادات الدولية التي اثارتها التصريحات المتطرفة للرئيس الايراني»، ورأى ان «من الاهمية بمكان الاشارة الى ان هذه التصريحات المتطرفة تشكل للاسف ايضا انعكاسا لسياسة دعم الارهاب وتطوير الاسلحة النووية»، وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية قد تحدثت في الايام الاخيرة عن ضغوط اسرائيلية مورست على انان لكي يرجئ زيارته الى طهران اذ يمكن ان تفسر على انها اشارة دعم لايران اثر دعوة الرئيس احمدي نجاد.