زلماي زاد: رسالة الظواهري إلى الزرقاوي تكشف أسباب الهجمات الانتحارية في الأردن

السفير الأميركي لدى العراق لـ «الشرق الاوسط»: الزرقاوي يريد إشعال الحرب الأهلية ونشر الفوضى في المنطقة كلها

TT

قال خليل زلماي زاد السفير الاميركي لدى العراق ان رسالة ايمن الظواهري، نائب اسامة ابن لادن، الى ابو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، المطلوب الاول اميركياً، والمؤرخة بتاريخ يونيو (حزيران) الماضي تلقي كثيرا من الضوء على استراتيجية التنظيم، ومذبحة الفنادق التي ضربت العاصمة الاردنية اول من امس. واضاف السفير الأميركي في لقاء مع مجموعة من ممثلي الصحافة العربية العاملة في لندن بمقر السفارة الاميركية وسط العاصمة البريطانية الى أن الزرقاوي وجماعته يعتبرون العراق مجرد خطوة في الطريق، وهو يجب أن يكون قاعدة للانطلاق وليس هدفا نهائيا، من اجل نشر الفوضى والفساد في المنطقة بأكملها. وقال ان هدف الظواهري والزرقاوي كما تقول ثنايا الرسالة المرسلة من الاول الى الثاني والتي بثتها السلطات الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي هو شن حرب اهلية في العراق، لكن جهودنا المتواصلة على الصعيدين السياسي والعسكري تعمل على افشال مخططاتهم الارهابية. وادان المسؤول الاميركي الهجمات الارهابية الانتحارية التي استهدفت ثلاثة فنادق اول من أمس في العاصمة الاردنية، عمان، وأسفرت عن مقتل أكثر من 57 وجرح 115 أول من امس. وقال ان «القاعدة تركز الآن على ساحة العراق لأنها هي الساحة الأقرب الى قلب العالم العربي. وقادتها يعملون على شن حرب اهلية، لكنهم سيفشلون». وقال ان العراق بالنسبة للزرقاوي ليس نهاية المطاف فلديه خطة أكبر لنقل الفوضى والارهاب الى الدول المجاورة. واوضح زلماي انه جاء الى العاصمة لندن للتفاهم مع الشركاء البريطانيين حول مستقبل العراق من جهة القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية والانتخابات المقبلة. وقال انه التقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعددا من المسؤولين البريطانيين. واضاف «ان نجاح الزرقاوي في العراق سيدفعه الى نشر شبكته الارهابية في الدول المجاورة. وواجبنا عرقلته وإفشاله في مخططاته»، مشيرا الى ان العراق يحتاج الى حكومة عراقية قوية موحدة تعتمد على نهج المؤسسات الدستورية وتحظى بثقة بين كافة طوائف الشعب العراقي، بالإضافة الى برلمان قوي ممثل بطوائف المشهد السياسي العراقي. واشار الى «ان القوات العسكرية الأميركية لا تريد ان تبقى في العراق الى الابد، بل ستخرج عندما تستطيع الحكومة العراقية الوقوف على قدميها». واكد «ان العمليات العسكرية الاميركية في العراق لن تتوقف حتى يتم استئصال شأفة الارهابيين». وركز زلماي على «انه من المهم بناء مؤسسات جديدة في العراق سواء كانت مؤسسات جيش أو شرطة أو وزارات مختلفة وهذا يستغرق وقتاً لبنائها. ونحن حريصون جداً على تمكين العراق من العودة إلى وضعه الطبيعي في أسرع ما يمكن». وقال: «نحن لا نسعى لإقامة قواعد ثابتة في العراق. وليست لدينا مطامع في ثروات العراق، فهذه الثروات هي ملك للعراقيين، وهدفنا هو نجاح العراق. وعندما ينجح سيكون ذلك نجاحا لنا لأن ذلك سيعود بشكل إيجابي على الوضع الإقليمي في المنطقة، وبذلك سيستقر الأمن في العالم».

وتحدث زلماي عن التدخل الايراني في العراق، وقال هناك دور مختلط، مشيرا الى تصريحات القيادة الايرانية التي تؤكد أمن العراق واستقراره. وعلى الجانب الآخر، نجد أدلة مادية ثابتة عن تدخل ايراني بالمال والاسلحة لدعم «طوائف معينة» في جنوب العراق ووسطه. وقال ان «هناك اطرافا لا تريد للعراق ان يستقر ويتقدم مثل بقية الدول المجاورة». وتجنب السفير الاميركي توجيه انتقاد الى حكومة ابراهيم الجعفري. وقال «ان العراق في حاجة الى حكومة قوية تحظى بموافقة جميع طوائف العراقيين». وتحدث عما سماه اسباب الفشل الاميركي في تعقب الارهابيين في العراق، قائلا «ان القوات النظامية لا تستطيع مطاردة افراد حتى لو كان عددهم عدة آلاف من المتمرسين بالارهاب». واشار الى «ان كسب العراقيين ضمن المشهد السياسي سيكون له تأثير أكبر من استخدام القوة العسكرية في مطاردة الارهابيين». واشار الى ان المناطق التي تتعرض لعمليات ارهابية او عسكرية من قبل الاميركيين وقوات التحالف، يهرب منها الأثرياء والمتعلمون وتتوقف فيها عجلة التعمير، وتتدهور فيها مناحي الحياة». وتحدث عن اوجه تشابه بين العراق وافغانستان من خلال تجربته كسفير للبلدين ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول مدى شعوره بالأمان في مقر السفارة الاميركية بالعاصمة كابل التي خدم فيها قبل قدومه الى العراق او المنطقة الخضراء بوسط بغداد بقوله: «هناك مشاكل أمنية في البلدين، ولكن عملنا في الاساس هو التصدي للارهاب ومحاولة إعادة الأمن والاستقرار الى البلد الذي نعمل فيه عبر اقناع العراقيين من كافة طوائف المشهد السياسي بوحدة الصف للقضاء على مخططات الارهابيين». وأوضح «ان الجهود الدبلوماسية تهدف الى العمل على عزل الارهابيين والبعثيين الذين يريدون ضرب الاستقرار في العراق». واشار الى «ان هناك مجموعة من البعثيين يعتقدون انه يمكنهم جر الزمان الى الوراء. وان صدام يمكنه العودة الى الحكم او يكون لهم دور في العملية السياسية المستقبلية». إلا ان الدبلوماسي الاميركي اشار الى ان «المتمردين والارهابيين ما زالوا اقوياء ويشكلون تحديا كبيرا في العراق، لكنهم في الجانب السيئ من التاريخ، والناس يبتعدون عنهم، بما في ذلك الطائفة السنية. وهزيمة هؤلاء الارهابيين ستكون بحصارهم». واضاف انه «سيتم دحر الارهابيين في نهاية الامر»، موضحا ان «الامر لا يتعلق بمعرفة ما اذا كان ذلك سيتحقق بل متى سيتحقق». وتابع قوله: «ان المشكلة لن تحل بوسائل عسكرية فقط»، مشيرا الى رؤية «متكاملة» لدحر الارهابيين، تشمل تحقيق تقدم على الصعيد السياسي والدبلوماسي في الشارع العراقي». وتحدث عن انشاء قوات عراقية عسكرية تابعة للجيش وجهاز شرطة قوي وتزويدهم بأحدث العتاد من اجل القضاء على الارهاب. وطالب بضرورة ممارسة نوع من الضغوط على الدول المجاورة للعراق التي تسمح بمرور المقاتلين الاجانب لتشديد الرقابة على حدودهم. وأوضح «ان حركتي التمرد والارهاب تعيقان عملية الإعمار في العراق، لكن التركيز يجري حاليا على المشاريع التي يتم تنفيذها مستقبلا او التي توقفت بسبب الحرب على الارهاب، بالتعاون مع شركات عراقية لافساح الأمل أمام الشباب العراقي الباحث عن فرص عمل، على ان يتم انشاء فرق عراقية في المحافظات تتولى مسؤولية اعادة الإعمار».

وبالنسبة للجانب الأمني، قال السفير زلماي: «أدخلنا تعديلات على القضايا الأمنية، ونقوم في الوقت الحاضر بزيادة قدرات الجيش والشرطة العراقية، وهي عملية ليست سهلة بل طويلة وتحتاج الى صبر». واضاف «دربنا حتى الآن 212 الف جندي وضابط في الجيش والشرطة». وأوضح «ان العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الاميركية تهدف الى اعادة الأمن والاستقرار وكسر شوكة الارهابيين وليس الهجوم على الاحياء السكنية، كما يزعم المعارضون». واشار الى «أن العراق يمر بفترة صعبة لان الشعب العراقي يعاني العديد من المشاكل، فهناك نقص في الأمن وهجمات إرهابية يومية ومشاكل اقتصادية، وهناك مشاكل في الخدمات والبنية التحتية، وهم يريدون كما هو حال شعوب العالم أن يعيشوا في مكان يضمنوا فيه حياة آمنة لأطفالهم حيث توجد مدارس وتتوافر أدوية وأن يحيوا حياة طبيعية مثل بقية شعوب المنطقة».