محام: صدام اعترف بتوقيع أوامر إعدام وسحب مليار دولار من البنك المركزي

قال إن الرئيس المخلوع ضُرِبَ بعد تلفظه بكلمات بذيئة

TT

نيقوسيا ـ باريس ـ أ.ف.ب: لم يبد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اي ندم أو أسف خلال التحقيق معه. كما تعرض للضرب عندما تلفظ بكلمة بذيئة في وصف الإمام الحسين والعباس، كما روى محام عراقي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال هذا المحامي الذي رفض الكشف عن اسمه ان قضاة التحقيق في المحكمة العراقية العليا أطلعوه على تلك المعلومات، وانه يتم التحقيق مع صدام حسين بشأن القمع الوحشي للانتفاضة الشيعية التي أعقبت هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991. واعترف صدام حسين بأن المروحيات أطلقت نيران المدافع الرشاشة على المدنيين وسط مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد). وقال إن المستهدف كان المعارضة المسلحة، حسب المحامي غير المشارك في الدفاع عن صدام، ولكنه مقرب من القادة العراقيين الجدد.

وردا على سؤال حول ضريحي الإمام الحسين والعباس اللذين استهدفتهما القوات العراقية اثناء مساعيها لاستعادة السيطرة على كربلاء، تظاهر صدام في البداية بأنه لا يعلم ما إذا كان قضاة التحقيق يشيرون اليه، حسبما قال المحامي. وتلفظ صدام بكلمة بذيئة في وصف الإمام الحسين وأخيه العباس، وقال «من تعني؟ هؤلاء الـ....؟»، مما استفز اثنين من كتاب المحكمة كانا يسجلان الملاحظات ودفعهما الى الهجوم على الرئيس المخلوع وتسديد اللكمات له، حسب المحامي.

وقال المحامي ان صدام ، 68 عاما، الذي كان يحيط نفسه بإجراءات أمنية مكثفة خلال حكمه الذي استمر نحو 25 عاما، قاوم مهاجميه قبل ان يتدخل رئيس القضاة ويعيد النظام. وتسبب ذلك الشجار في رضوض طفيفة في جبهة صدام. وقال المحامي ان الجنود الاميركيين المكلفين حراسة صدام في المحكمة المؤقتة التي اقيمت قرب مطار بغداد الدولي سرَّهم ما شاهدوه ولم يحركوا ساكنا للتدخل.

ويتم تحرير صدام من القيود في كل مرة يخرج فيها من عربة «همفي» تابعة للجيش الاميركي لعقد جلسات الاستجواب المعتادة معه من قبل هيئة من قضاة التحقيق يحضرون العديد من القضايا ضد الرئيس المخلوع.

وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي قبل بدء محاكمة صدام في 19 من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، قال فريق الدفاع عنه ان مجهولا هاجم صدام وتبادل الاثنان اللكمات، إلا ان المحامين لم يوضحوا سبب الشجار. وقالت المحكمة الخاصة التي شكلت لمحاكمة صدام وعدد من كبار مساعديه بارتكاب جرائم ضد الانسانية في ذلك الوقت، ان تلك المعلومات «خاطئة» فيما نفى الجيش الأميركي وقوع مثل هذه الحوادث. وقال المحققون ان صدام «يظهر تعاونا طالما عامله القضاة باحترام»، واكد توقيعه العديد من أوامر الإعدام وأصر على ان الدافع وراء ذلك كان حماية أمن العراق. واكد توقيعه امرا لمحافظ البنك المركزي بتسليم ابنه الأصغر، قصي، مليار دولار و80 مليون يورو نقدا عشية سقوط بغداد في ابريل (نيسان) 2003. وقال ان الهدف من سحب ذلك المبلغ الضخم كان «حماية تلك الأموال من القوات الغازية»، حسبما نقل المحامي الذي اضاف نقلا عن صدام «لقد وزعناها لنحميها».

وخلال التحقيق الذي استمر طوال الفترة من يوليو وحتى اكتوبر، دافع صدام كذلك عن سياسة نظامه بدفع رشاوى وتقديم كوبونات نفطية بمليارات الدولارات بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء. وقال «لقد كان ذلك لخير العراق لأن هؤلاء الأشخاص وقفوا موقفا نبيلا من العراق»، مقرا توقيعه على قائمة طويلة من المنتفعين خلال ثلاث ساعات من التحقيق.

إلى ذلك، أوكل المحامي الفرنسي، جاك فيرجاس، محاميا عن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، طارق عزيز، وقد يتولى الدفاع عن عدد من المسؤولين العراقيين السابقين المسجونين، بحسب ما افاد أمس محامي عزيز، بديع عزت عارف. وقال المحامي العراقي في رسالة إن فيرجاس «كان وسيبقى المحامي الوحيد الذي سماه السيد طارق عزيز ليتولى الدفاع عنه الى جانبي». واضاف «أكد لي طارق عزيز خلال لقائنا الأخير في السجن قبل ثلاثة اسابيع انه يرغب في ان يتولى الدفاع عنه السيد فيرجاس الذي يعرفه منذ سنوات طويلة، لأنه الأكثر قدرة بين المحامين الأجانب على الدفاع عنه».واكتسب فيرجاس، 80 عاما، خبرته بسبب دفاعه عن ناشطين ومسؤولين مناهضين للاستعمار، وكذلك عن المجرم النازي كلاوس باربي. واكد انه سيدافع «بسرور» عن عزيز، وانه سيتوجه «الى العراق عند الحاجة».