كبيرات السن والشابات يرددن أشعارا وذكريات حفظت في الذاكرة منذ دخول الملك عبد العزيز الرياض

الاحتفالات بالملك ربطت بين الأجيال منذ مؤسس السعودية

TT

يا مرحبا بسعود ترحيب المطر * يا مرحبا بكبارهم والعايلة ليأتي المقطع الآخر:

يا هلال على نجد بدا نوره * يوم غاب القمر لأول بدا التالي عاضنا الله بسعود عقب أخو نوره * عاضنا الله سعود ذرب الإيمان بهذه الأبيات الشعبية لغة ونقلاً ابتدأت أم محمد اللويمي، السيدة التي شارفت على السبعين، تذكرها للقصائد التي رددتها هي وقريباتها وجاراتها في الاحتفالات التي أقامتها قريتهن للاحتفال بالملك سعود، يرحمه الله، وتشريفه لكافة أهالي القرية بالزيارة، وتضيف ودمعة فرح تترقق من عينها اليمنى «الحمد لله الذي بلغني هذا اليوم لأرى «أبو متعب» يشاركنا فرحتنا واحتفالاتنا».

ولما تلمسه هذه المناسبة من فرحة حقيقية في قلوب الجميع، إذا بأم محمد تلقي قصيدة اختزنتها ذاكرتها ومنذ شبابها كتعبير عن محبتها لهذا القائد:

مني ومن ربعي تحية والسلام * تنصى عبد الله ولابته «حاشيته» واللي حضر جيش السعودي لامن مشى دولة نظام * يعجبك شوفه مثل سيل انحدر أبو متعب عز البلد نور الإسلام * غصب على العدوان والخايب عثر وتأخذ زمام الحديث قريبتها أم محمد والتي تتذكر تلك الأبيات التي اهديت في السابق للملك سعود، ولكنهن اليوم يهدينها لخير خلف للملك عبد الله الذي حقق للسعودية كل خير، وتضيف «سنحتفل به مثل كافة الشعب، فهذا اقل تعبير عن حبنا له ولن نحتفل لوحدنا بل وكافة قريباتنا وحفيداتنا، فأبو متعب يستحق كل فرحة وكل خير»:

وتستطرد ووجها لا تفارقه الابتسامة مستعرضة بانوراما للاحتفالات بالملوك في الماضي: «كنا نزين بيوتنا بالقناديل ثم نضع القناديل بالخارج وتقوم ربات المنازل وبناتهن بالتفنن في إعداد أفضل ما تجود به بيوتهن ويتقنه من الأكلات الشعبية ونتساعد في إعداد الولائم بينما يذهب أزواجنا للمزارع لقطف أجود الثمار ووضعها في أفضل الصحون، وذلك استعدادا لزيارة الملك الكريمة، وكانت الشاعرات منا يتبارين مع الرجال في تأليف القصائد لإلقائها امام الملك عند زيارته، إذ درج السعوديون على الاحتفال بكافة ملوكهم كنوع من التعبير عن محبتهم وولائهم لقادتهم العظماء». وتؤكد على ذلك ام محمد وتقول: «انه ومنذ عهد الملك عبد العزيز ما زالت الذاكرة تدخر الكثير من الذكريات الرائعة للاحتفالات التي أقمناها احتفاء بالزيارات الملكية التي حظيت بها كل منطقة من المملكة والتي ان دلت على شيء فتدل على أولوية الشعب في نفوس قادتهم».

وتستطرد ذكرياتها فرحة في اليوم الذي شاهدت الملك سعود وهو يرقص العرضة مع أهالي قريتها، وتتدارك بأنها أخذت: «علقة» من والدها، وذلك لأنها تسلقت جدار منزلهم لتشاهد الملك، وتعلق ضاحكة حفيدتها عبير اللويمي، الطالبة الجامعية، «لن تأخذي «علقة» هذه المرة، إذ ستشاهدين أبانا «أبو متعب» أمام شاشة التلفاز يرقص العرضة النجدية ويحذو خطى آبائه ويشارك شعبه أفراحهم واحتفالاتهم».

وتؤكد عبير أن تلك المناسبة ربطتها بجدتها وقريباتها الكبيرات في السن واللاتي أبدين ولأول مرة رغبتهن في الاحتفال خارجا مع حفيداتهن، وتضيف سارة في المرحلة الثانوية هذه المرة لم تتعلل جدتي بالجو البارد ولكنها كانت هي من طلبت منا تجهيز مزرعتنا والاجتماع مع قريباتنا للاحتفال بالملك، ولكنها اشترطت أن تحضر كافة البنات مرتديات أزياء تراثية وكذلك الأطفال، كما اشترطت أن نساعد في تحضير الولائم والتي ستتكون من المأكولات الشعبية فقط، وذلك إحياء لذكريات عزيزة على قلبها.

ومن جهة أخرى، تؤكد أسماء أن الاحتفال بالملك قربها من جدتها وأعطاها معلومات لم تكن تعرفها عن الاحتفالات بالملوك في الماضي، وتضيف بأنها تؤلف قصيدة لإلقائها على مسامع جدتها بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا.