قال وزير الخارجية الجزائري، محمد بجاوي، ان الجزائر تعتزم معاودة مطالبة فرنسا بالكشف عن مواقع زرع الألغام الموروثة عن العهد الاستعماري، مشيرا إلى أن رفض الفرنسيين تسليم خرائط انتشار الألغام «يعتبر أحد العوائق الرئيسية في طريق التحسن الكامل للعلاقات بين البلدين».
وتحدث بجاوي أمس مع مجموعة من الصحافيين في العاصمة الجزائرية، بشأن عملية تدمير أكثر من 150 ألف لغم من المخزون الجزائري من الألغام، والتي أجرى الجيش آخر حصة منها أول من أمس في منطقة عسكرية بجنوب البلاد. وقال بجاوي: «إن قضية رفض فرنسا تسليمنا الخرائط لن تثنينا عن الإلحاح في طلبها، فالأمر يتعلق بأوراح أبنائنا الذين قتل المئات منهم وجرح الآلاف بسبب انفجار ألغام يجهل أماكن زرعها». وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن رفض فرنسا الكشف عن خريطة الألغام وتحفظها عن تسليم أرشيف الثورة الجزائرية (1954 ـ 1962) الذي تملك أطنانا منه «من العقبات التي تحول دون تبديد الغيوم التي تشوب علاقاتنا مع فرنسا». وطفت إلى السطح خلافات عميقة بين البلدين في المدة الأخيرة، عكست ثقل تراكمات الماضي المشترك. وسبق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن انتقد فرنسا ووصفها بـ «القوة الاستعمارية الغاشمة»، مطالبا منها تقديم الاعتذار على الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة احتلالها للجزائر.