بارزاني ومسؤول أميركي في بغداد يتحفظان على بنود في بيان القاهرة

حارث الضاري يشيد بنتائج الاجتماع الذي «صحح تصورات خاطئة» بين الأطراف العراقية

TT

اربيل ـ بغداد ـ القاهرة ـ أ ف ب: اعرب مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق عن تحفظه على ما جاء في البيان الختامي للاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق العراقي بشأن وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية في العراق والتفاوض مع المعارضة المسلحة. كما تحفظ على البيان مسؤول في السفارة الاميركية في بغداد، فيما اعتبر حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين (سنية) ان اجتماع القاهرة صحح للاطراف العراقية «تصورات خاطئة» عن بعضها البعض.

وقال بارزاني في كلمة القاها امام اعضاء المجلس الوطني الكردستاني (البرلمان) في اربيل (350 كلم شمال بغداد) مستعرضا اهم نتائج جولته الاخيرة في الولايات المتحدة وبريطانيا واوروبا، «لحد الان لا اعرف بالتحديد ما هي مقررات مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة ولكنني سمعت عن وجود جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق والتفاوض مع المقاومة».

واضاف ان «هذه القوات هي قوات تحرير وصدر قرار من مجلس الأمن الدولي يحمل الرقم 1483 حولها وبالنسبة لنا هؤلاء محررون لانهم حررونا من نظام دمر 4500 قرية كردية وقتل في دقائق اكثر من خمسة الاف من نسائنا واطفالنا في حلبجة وخلال عدة سنوات اودى بحياة اكثر من 182 الف شخص الى مصير مجهول».

وتابع بارزاني «اذا كان هناك اناس اخرون تضرروا بعد زوال النظام الدكتاتوري فهؤلاء كانوا مستفيدين وسيكونون معارضين ولكن عددهم لو قارناه بالذين حرروا من هذا النظام سيكون اقل بكثير».

واعتبر ان «جميع سكان كردستان وجميع سكان الجنوب واغلب سكان الوسط استفادوا من زوال النظام السابق».

ورفض بارزاني ان يسمي ما يجري في العراق من عمليات ضد القوات الاجنبية بأنه عمليات مقاومة، وقال «نحن لا نسمي ما يحدث في العراق بالمقاومة انما بالارهاب وليست هناك اية مقاومة لان المقاومة تحصل عندما تعارض احدا وبالنسبة لنا هذه القوات قوات تحرير وليست قوات احتلال».

وقال بارزاني متسائلا «لا اعرف كيف صدرت مقررات مؤتمر القاهرة فاذا كانت مع هذه التوجهات فهذا جيد وبخلافه فنحن لا نؤيدها وهذا موقفنا الرسمي منها».

وفي بغداد ابدى مسؤول في السفارة الاميركية عن تحفظاته على ما ورد في البيان حول «المقاومة».

وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه في لقاء مع صحافيين «في نظرنا ان من يقتل مدنيا او جنديا عراقيا او اميركيا هو ارهابي وليس مقاوما».

واضاف ان «قوات التحالف موجودة في العراق بموافقة الحكومة العراقية وبقرار من مجلس الأمن الدولي»، مشددا على ان «المقاومة التي تضرب قوات التحالف التي جاءت لتساعد العراقيين هي عمليات ارهابية». واوضح ان «اي تصريح او بيان يشرع قتل جندي اميركي او عنصر من قوات التحالف هو غير مقبول».

واعتبر المسؤول الاميركي ان «المؤتمر كان ايجابيا بصورة عامة لكننا نتحفظ على هذه النقطة».

وتابع ان «المؤتمر هو عراقي عربي وتم تحضيره من قبل الجامعة العربية وهو ايجابي ما دام يصب في مصلحة الشعب العراقي، وكذلك يمثل منتدى مهما للعراقيين للنقاش والمصالحة من اجل استبباب الوضع الأمني في البلاد».

وكان المشاركون في اجتماع القاهرة قد اكدوا في البيان الختامي للمؤتمر على ان «المقاومة حق مشروع للشعوب كافة بيد ان الارهاب لا يمثل مقاومة مشروعة»، وهي صيغة تعكس حلا وسطا بعد مناقشات حادة شهدها الاجتماع بسبب اصرار ممثلي السنة على الاشارة الى ان «حق مقاومة الاحتلال في العراقي حق مشروع».

وفي القاهرة اعتبر الامين العام لهيئة علماء المسلمين (سنية) ان الحوار ممكن بين «المقاومة» والرئيس العراقي جلال طالباني «اذا كان (طالباني) جادا» في رغبته بمقابلتهم.

وقال الضاري في مؤتمر صحافي انه «اذا كان (الرئيس العراقي) جادا يستطيع الوصول اليهم فهم موجودون في العراق واذا اراد لقاءهم سيعرف كيف يصل اليهم». وكان طالباني قد اكد الاحد الماضي في القاهرة استعداده لمقابلة ممثلين عن «المقاومة العراقية» اذا طلبوا ذلك.

وقال للصحافيين على هامش الاجتماع التحضيري «اذا كان اولئك الذين يسمون انفسهم بالمقاومة العراقية يريدون الاتصال بي فأنا ارحب بهم».

واضاف «لن ارفض مقابلة اي شخص يريد مقابلتي ولكن ذلك لا يعني انني سأقبل كل ما يطرحه». وتابع «انني رئيس كل العراقيين واريد الاستماع اليهم جميعا».

واشاد الضاري بنتائج اجتماع القاهرة معتبرا انه «كان اول لقاء وجها لوجه منذ احتلال العراق بين اطياف عراقية مهمة كانت لديها تصورات خاطئة عن بعضها البعض وامكن تصحيح هذه التصورات ولذلك فان اولى حسنات هذا المؤتمر هو الحوار المباشر».

واضاف الضاري «ان هذا الاجتماع خطوة اولى على الطريق السليم لحل مشكلات العراق اذا صدقت النوايا والتزم الجميع بما توصلنا اليه من قرارات».

وفي غضون ذلك اعرب عدد من المسؤولين العراقيين عن تفاؤلهم الحذر حيال نتائج اجتماع القاهرة.

وقال حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) «ليس المهم ان نخرج بقرارات لكن ان نرى على الارض الواقع ماذا يحصل بهذه القرارات» واضاف «نأمل في ان تكون لهذا الاجتماع تطبيقات على ارض الواقع».

واوضح الحسني انه «عندما يتم فتح حوار فإنه يجب ان نظهر تطبيقات هذا الحوار حال العودة الى بغداد». من جانبه، اكد النائب فتاح الشيخ العضو البارز في تيار مقتدى الصدر ان «مؤتمر القاهرة وعلى الرغم من تأخره جاء في ظروف مناسبة خاصة قبيل اجراء الانتخابات التشريعية منتصف الشهر المقبل».

واضاف انه «رغم التشنجات ورغم المواقف الصعبة افرغ المشاركون ما في داخلهم وتوصلوا الى توافق والجميع سيلتقون قريبا ويجلسون على طاولة واحدة» معربا عن الامل في ان «يشترك الجميع في الحكومة القادمة».