نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي لـ"الشرق الأوسط": نحن في حالة حرب ولا نستطيع تحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية

TT

استبعد نائب الرئيس العراقي، عادل عبد المهدي، وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق، معتبرا أن «العراق ما زال في حالة حرب وأن خروج القوات يعطي الفرصة والمجال للعناصر التي تقوم بالقتل للعودة إلي السلطة».

وأرجع عبد المهدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» المشاكل التي يمر بها العراق الي الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق، وقال إن الوجود الأجنبي «جاء بسبب ممارسات النظام السابق التي دمرت الأخضر واليابس»، ودعا الدول المجاورة للعراق لعدم التدخل في شؤونها.

وأكد دعم بلاده لسورية وعدم الضغط عليها والاستعداد لفتح صفحة جديدة. وأشار الي أن العراق لن يتخلى عن سورية «لكن عليها ألا تتخلى عن العراق وأن تكون هناك سياسات صحيحة تتبع وليس تكرارا لأخطاء الماضي».

وأضاف عبد المهدي الذي التقته «الشرق الأوسط» في القاهرة أثناء مشاركته في مؤتمر الوفاق الوطني العراقي «إن العراق لا يتدخل في الشأن السوري ونرغب في إقامة علاقات ممتازة مع دمشق، ونحن حريصون عليها، لكن على الدول العربية المحيطة بالعراق أن تدرك أهمية الأمن لأن هذا الملف لا يمكن التلاعب به».

وأكد عبد المهدي أن «أعدادا كبيرة من المتسللين تأتي للعراق عبر سورية»، وقال «لو لم تكن لدينا علاقات وثيقة لكان لنا موقف آخر معها».

ونفي عبد المهدي أي تدخل لإيران في العراق وقال إن عدد الإيرانيين الموجودين في العراق في فترة صدام حسين أكثر من عدد الإيرانيين الموجودين حاليا. وأوضح أن «العراق بلد مستقل بنفسه منذ خمسة آلاف عام ولا يمكن أن يقبل السيطرة الإيرانية أو غيرها من أي دولة عربية أو أجنبية وأن العراق قوي بذاته لولا الظروف التي يمر بها حاليا».

وأوضح أن العراق «تعرض لمفسدتين؛ الأولى ممارسات النظام السابق الذي دمر مقومات الحياة وأحدث تداعيات خطيرة داخلية وخارجية، ومن ثم تعرضنا للمفسدة الثانية وهي جلب الجيوش الأجنبية». وحول رؤيته لإصلاح الوضع وللخروج من هاتين المفسدتين قال نائب الرئيس العراقي «لا بد من تعزيز العملية السياسية والوقوف ضد الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي بطريقة لا تسبب الفراغ الأمني أو تحدث أذى للشعب العراقي وكذلك إنهاء تداعيات المرحلة الماضية».

ووصف العراق اليوم بأنه «أكثر وحدة وتماسكا ولا مجال للتقسيم»، مشيرا الى أن «إحدى مشاكل الحكومة الحالية مشاركة عشرات الأحزاب والقوى السياسية في الحكم، وهو الأمر الذي لا يسمح للحكومة بتشكيل برامج موحدة». وتابع «إلا أننا مرتاحون لأن المشاركة للقوى السياسية أمر هام في إطار الانفتاح والمناخ الديمقراطي ونحاول حاليا وضع خطط وبرامج موحدة للخروج من المحنة الراهنة».

وحول العقبات التي تواجه بناء الجيش العراقي قال: إن الجيش العراقي أنهك في حروب داخلية وخارجية، وبالتالي صارت البنية الأساسية للجيش لا تصلح، وأصبحت تحتاج لإعادة بناء بعد أن فرغها صدام واعتبر الجيش فدائي صدام وجيش القدس وقطاعات خاصة، أما جيش الدولة فقد صفيت عناصره الوطنية وأبعدت.