صدام رفض عروضا من سجانيه الأميركيين بزيارة عائلته له «لكي لا تبكي النساء»

الرئيس العراقي السابق قال لحراس المحكمة: لم أعد أسدا فلا تخافوا مني

TT

لا يحب الرئيس العراقي السابق صدام حسين طعام السجن الذي يقدمه له سجانوه الأميركيون، وهو يمقت أن يكون مراقبا طوال اربع وعشرين ساعة كل يوم. وبعض من المحنة التي يعيشها يذكّره بنابليون وموسوليني. وقد عرضت عليه زيارات عائلية، لكنه رفضها خوفا من أن تبكي النساء إن هن اطلعن على كيفية معيشته الآن.

وهذه هي بعض أفكار الدكتاتور العراقي السابق التي عبر عنها أثناء مزاحه مع بعض المتهمين الآخرين ومع أعضاء من فريق دفاعه وحراس قاعة المحكمة أول من أمس خلال وقت المحاكمة.

وبعد ما يقرب من عامين في الاحتجاز الانفرادي، يبدو أن صدام حسين قد تشجع بتوفر الفرصة للكلام، خصوصا مع الرجال الذين كانوا ذات يوم ضمن بطانته الحاكمة. ومنذ لحظة دخوله إلى القاعة أصبح لفترة قصيرة مركز الاهتمام مثلما كانت حاله طوال الأربعة والعشرين عاما الأخيرة منذ أن أصبح رئيسا للعراق.

وكل ما تحدث عنه صدام هو متاعب حياة السجن، على الرغم من أن بعضها غير واضح، فما تم تسجيله عبر مكبرات الصوت كاف لإلهام عدد من علماء النفس لدراسة الظاهرة. لكن هناك مقطعا واحدا يبدو وكأنه ممزوج بقدر من إمكانيات أكثر عتمة. وهذا جرى حينما تحدث خليل الدليمي، كبير محامي صدام حسين معه حول المزايا التي يمتلكها فريقا الدفاع والادعاء. وقال الدليمي «سيدي الرئيس، حول ما اقترحته أظن أننا اذا ما وجدنا عضوا ضعيفا في فريقنا فسنقصيه، لكن إذا كان هناك عضو ضعيف في الفريق الآخر فإننا سنتركه هناك». وأضاف الدليمي، حسبما نشر على صفحات «شيكاغو تريبيون» أن ذلك «سيضعف مركزهم ويقوي مركزنا».

وحسب تأويل الصحيفة فإن «الفريق الآخر» هو فريق الادعاء. لكن لم تتم معرفة ما قصده المحامي الدليمي عند حديثه عن «إقصاء» أي محام ضعيف في فريق الدفاع. وإذا كانت مفهومة كيفية إقصاء محام ضعيف من فريق الدفاع فالسؤال هو بأية وسيلة يتخيلها رئيس المحامين الدليمي سيكون ممكنا إبقاء عضو ضعيف في فريق الدفاع في مكانه. الملاحظات المتوفرة لا تعطي توضيحا لهذه النقطة.

أما في بقية الأمور فان صدام حسين يبدو مثل أي سجين آخر. وقد تحدث عن ظروف حياته في المعتقل مع عواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق، وقال «لست مشغولا بالأكل. آكل فقط ما أحبه. اعبر أربع بوابات حديدية للوصول إلى الساحة التي استطيع أن أتمشي فيها صباحا». وقال ايضا إن المسافة المتاحة له للمشي «ربما كانت تبلغ تسعة أمتار طولا. وهناك عين تراقبني لمدة أربع وعشرين ساعة في اليوم». ثم سأل صدام البندر «هل تلتقي بأقاربك؟». وحسبما جاء في الصحيفة، قال صدام إنه عرضت عليه زيارات عائلية، لكنه رفضها خشية أن تبكي النساء وألا يتحملن الظروف الملازمة لزيارته.

وحسب ملاحظة أخرى، فإن صدام قال شيئا ما حول نابليون وموسوليني. ويبدو أن صدام على الرغم من مواجهاته النارية مع القاضي فإنه هادئ بخصوص العراق وأحواله. وطلب من المحامي الدليمي أن يعتذر من رامزي كلارك وزير العدل الأميركي الاسبق عندما طلب رئيس المحكمة التوثق من الاوراق الثبوتية لكلارك كمحام قبل أن يسمح له بالانضمام إلى فريق الدفاع.

وحسب ممثل عن وزارة حقوق الإنسان العراقية، فإن صدام بدون أن يذكر السبب قال لمحاميه «اعتذر من كلارك بالنيابة عني. إنه بلد من العالم الثالث. ماذا يمكننا أن نفعل؟ إنه أمر مؤلم بالنسبة لصورة العراق».

وفي نقطة أخرى قال صدام لحراس القاعة «صدام ما عاد أسدا. فلا تخافوا منه».

*خدمة «نيويورك تايمز»