خاطفو عالمة الآثار الألمانية يهددون بقتلها.. وإطلاق إيرانيتين من 6

جماعة مسلحة تخطف 4 موظفي إغاثة إنسانية غربيين وتتهمهم بالتجسس

TT

عواصم ـ وكالات الأنباء: عاد مسلسل الخطف الى الواجهة مجددا في العراق، حيث اختفت عالمة آثار ألمانية واربعة آخرون من الرعايا الغربيين العاملين في ميدان الاغاثة الانسانية، فضلا عن خطف ستة ايرانيين شمال بغداد افرج عن اثنين منهم لاحقا.

فقد افاد التلفزيون الالماني «آ ار دي» بان الالمانية المفقودة في العراق هي عالمة آثار تعيش منذ فترة طويلة في هذا البلد، مؤكدا ان خاطفيها هددوا بقتلها.

وقالت المحطة التي تلقى مكتبها في بغداد شريط فيديو يتبنى عملية الخطف، ان عالمة الآثار وسائقها خطفا في منطقة نينوى (الموصل) شمال غربي العراق.

وأكد التلفزيون ان الخاطفين طلبوا في الشريط من ألمانيا وقف كل تعاون مع الحكومة العراقية ووجهوا انذارا الى برلين يعطيها «مهلة قصيرة» لتلبية مطالبهم.

وعالمة الآثار، وهي في الاربعينيات من عمرها، من منطقة بافاريا وتعيش في العراق منذ عشر سنوات.

وأفادت محطة التلفزيون الاخبارية «ان ـ 24» الالمانية، بان عالمة الآثار تدعى سوزان اوستوف، وقالت والدتها للمحطة انها كانت تشارك في العراق في توزيع مساعدات على السكان خصوصا ادوية ومواد طبية.

وعرض التلفزيون مشاهد لشخصين، هما رجل وامرأة، راكعين وعصبت عيونهما ويحيط بهما ثلاثة مسلحين ملثمين يحمل اثنان منهم السلاح والثالث يحمل ورقة.

وقد اكدت الحكومة الالمانية فقدان مواطنة ألمانية منذ الجمعة، لكنها لم تتحدث عن خطفها.

وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحافي امس، ان وزارة الخارجية الالمانية شكلت لجنة للتصدي لأزمة أول حالة اختطاف لمواطن ألماني في العراق. وأضافت ميركل «نحن نفترض ان هذا اختطاف. وندين هذا العمل بأشد التعبيرات الممكنة ونناشد مرتكبيه تسليم الرهينتين الى ايد آمنة».

واكدت صحيفة المانية امس ان عالمة الآثار الالمانية كانت تعرضت الى تهديد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي. فقد نقلت صحيفة «ناو اوسنابروكر تسايتونغ» عنها في الشهر الماضي، ان مقربين من الزرقاوي هددوها «بالخطف» الصيف الماضي، وغادرت حينها الموصل لتضع نفسها تحت حماية الجيش الاميركي في المنطقة الخضراء ببغداد.

وقالت الصحيفة ان العالمة كانت تحاول انشاء مركز ثقافي ألماني في اربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وانها باشرت مناقشات مع سفارة ألمانيا في العراق والسلطات الكردية التي تدير المحافظة في هذا الشأن وما زالت ألمانيا التي عارضت الحرب على العراق في عهد المستشار السابق غيرهارد شرودر، ترفض ارسال جنود الى العراق حتى في اطار مهمة التدريب التي شكلها الحلف الاطلسي بعد الحرب، لكنها تشارك في تدريب ضباط وعناصر من الشرطة العراقية في البلدان المجاورة.

وأول من امس اعربت الحكومات الكندية والبريطانية والاميركية عن قلقها حيال مصير اربعة عاملين في منظمات انسانية في العراق فقد اثرهم منذ السبت الماضي.

وكانت كندا اعلنت الاحد خطف اربعة غربيين هم كنديان وبريطاني واميركي. من جهتها، اكدت السفارة الاميركية في بغداد ان مواطنا اميركيا «اختفى» في العراق، مشيرة الى انها لا تعتبره «رهينة» وانما «مفقودا».

ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن خطف الغربيين الاربعة حتى يوم امس. وذكرت الخارجية البريطانية مساء الاحد اسم نورمان كيمبر من دون اي تفاصيل اخرى. وقالت عائلة كيمبر ان هذا الاخير استاذ علوم متقاعد في الرابعة والسبعين من العمر، ينتمي الى عدة جمعيات خيرية ذات توجهات مسيحية، وكان يقوم بأول زيارة للعراق عند اختفائه.

ويرد اسم كيمبر على الانترنت ضمن الناشطين في حركة «الفريق المسيحي الصانع للسلام» التي تقدم نفسها على انها مسالمة وتنشط حاليا في العراق في مجال حقوق الانسان ومحاربة التجاوزات في حق الموقوفين.

وأعلنت منظمة «كريستيان بيسميكر تيم» الكندية غير الحكومية في بيان امس، ان المواطنين الغربيين الاربعة الذين خطفوا خلال نهاية الاسبوع الماضي في العراق كانوا يعملون لحسابها.

وفي بيان مقتضب وزع على شبكة الانترنت قالت المنظمة ان اثنين من اعضاء بعثتها في بغداد واثنين من فريق كان يزور العراق «خطفوا» السبت في العاصمة العراقية.

وأعلن الناطق باسم المنظمة في تورونتو روبرت هولمز «كل ما نعلمه هو انهم احتجزوا كرهائن تحت تهديد الاسلحة في حي غرب بغداد».

وانتظرت المنظمة بضعة ايام قبل ان تؤكد ان هؤلاء العاملين لديها كانوا فعلا اعضاء في تنظيمها وانهم خطفوا.

وهذه المنظمة غير الحكومية موجودة في العراق منذ اكتوبر (تشرين الاول) 2002.

في غضون ذلك، اعلن مركز التنسيق العسكري الاميركي العراقي في تكريت (180 كلم شمال بغداد) امس، ان مسلحين خطفوا ستة ايرانيين بينهم امرأتان وكذلك مواطنين عراقيين اثنين مساء الاحد في شمال العراق.

وفي وقت لاحق اعلن مصدر في الشرطة العراقية في مدينة تكريت الافراج عن ايرانيتين ومرشدتهما العراقية.

وأكد مصدر في السفارة الايرانية في بغداد امس اطلاق سراح ايرانيتين، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الايرانيتين حاليا لدى شرطة بلد (70 كلم شمال بغداد)»، من دون الاشارة الى أي تفاصيل تتعلق بالايرانيين الاربعة الآخرين، الذين لا يزالون مجهولي المصير. واضاف «وعدت الشرطة العراقية في بلد باحضارهن الى مقر السفارة في بغداد».

وقال المصدر العراقي «تم اطلاق اثنين من المختطفين الايرانيين الستة وهما امرأتان بالإضافة الى مرشدتهم العراقية».

وأوضح ان «عملية اطلاق سراحهن تمت عند الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي في الشارع العام الذي يربط بلد ببغداد»، مشيرا الى «المخطوفين الخمسة الآخرين وهم اربعة رجال ايرانيين وسائقهم العراقي لا زالوا محتجزين حتى الآن».