عمليات الاغتيال تتسارع على وقع المنافسة الانتخابية في العراق

الحملة شملت مرشحين وناشطين من القوائم الرئيسية

TT

تشهد العاصمة العراقية بغداد ومدن اخرى عمليات اغتيال متصاعدة بين اعضاء الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في 15 الشهر القادم.

وشيع مئات من العراقيين في بغداد امس ثلاثة من اعضاء الحزب الاسلامي العراقي (سني)، احدهم كان قياديا كبيرا، كانوا قد قتلوا اول من امس برصاص مجهولين.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان المشيعين الذين اعتمروا قبعات خضرا ترمز للحزب الاسلامي، ساروا بصمت يتقدمهم محسن عبد الحميد رئيس مجلس الشورى في الحزب وعبد السلام الكبيسي العضو النافذ في هيئة علماء المسلمين (سنية). واعلن مصدر امني عراقي ان الشيخ اياد العزي، عضو المكتب السياسي للحزب وعضو الحزب الشيخ علي حسين العيساوي وسائقهما تحسين اللهيبي، قتلوا في اطلاق نار على سيارة الشيخ العزي.

ورفع المشيعون الذين تجمعوا امام مقر الحزب الاسلامي في منطقة اليرموك (غرب بغداد) لافتات كتب عليها «استشهادك يا شيخ اياد هو الثمن الباهظ للنصر القادم»، في اشارة على ما يبدو الى الانتخابات الوشيكة.

ورفض اياد السامرائي، الامين العام المساعد للحزب، في مؤتمر صحافي توجيه اصابع الاتهام الى اي جهة بالوقوف وراء الحادث. وقال «ليس من طبيعتنا ان نوجه الاتهام لأحد قبل ان نتأكد من مجريات التحقيق».

وحمل الحزب الاسلامي في بيان «المحتل والحكومة العراقية مسؤولية هذا الانفلات الامني الذي أصاب بلدنا حتى ما عاد احد يأمن على نفسه وماله».

وندد الرئيس العراقي جلال طالباني بشدة بهذا الاعتداء، معتبرا في بيان ان العزي قتل «لأنه كان ينبذ العنف والارهاب».

وكان الشيخ العزي، احد المرشحين عن «جبهة التوافق العراقية» اكبر تحالف انتخابي سني، قد دعا العراقيين الى المشاركة في الانتخابات التشريعية، وقال في مؤتمر صحافي السبت الماضي ان «عدم المشاركة بمثابة الخيانة وسيشجع الآخرين على إبادتنا». وكان العزي من أكثر المرشحين شعبية في الانبار وبعض مناطق بغداد وديالى. وأعلنت الشرطة العراقية امس مقتل عضوين من الحركة الديمقراطية الآشورية، اكبر الحركات المسيحية في العراق، وإصابة اثنين آخرين في هجوم شنه مسلحون خلال قيامهم بتعليق لافتات انتخابية تابعة للقائمة في الموصل شمال العراق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرائد اسامة محمد، قوله ان «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من طراز (أوبل) ألمانية الصنع أطلقوا النار على أعضاء من الحركة الآشورية أثناء قيامهم بتعليق لافتات انتخابية في حي الشهداء شرق الموصل، مما أدى الى مقتل اثنين منهم وإصابة اثنين آخرين».

من جهته، اعلن حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مقتل احد اعضائه، هو بشار شناوة جابر، المعروف باسم (أبو إيمان العقابي)، مدير الشؤون الفنية في مديرية تربية الرصافة ببغداد. وأوضح الحزب في بيان، أن جابر قتل بالقرب من مقر عمله في شارع فلسطين.

وقتل الاسبوع الماضي عضوان في الحزب الشيوعي العراقي، وهو احد أطراف القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي. وجرت عملية القتل خلال هجوم على مقر الحزب في مدينة الصدر ببغداد.

وكشف علاوي اول من امس خلال مؤتمر صحافي، تعرض أعضاء في قائمته الى القتل والاختطاف والمضايقة اثناء قيامهم بتعليق الملصقات واللافتات الدعائية للقائمة العراقية الوطنية، في مناطق مختلفة من العراق. وقدم علاوي شكوى في هذا الخصوص الى مفوضية الانتخابات والأمم المتحدة.

واتهم هادي العامري، امين عام منظمة بدر، ممن وصفهم بـ«بقايا النظام الصدامي والتكفيريين» بالوقوف وراء حملة الاغتيالات. وقال في تصريح لـ«الشرق الاوسط» انهم «يسعون الى ايقاف العملية السياسية من خلال عملياتهم الوحشية الموجهة ضد ابناء الشعب العراقي، بغض النظر عن انتمائهم الديني والمذهبي والطائفي». وأضاف ان هدفهم «التأثير سلبيا على الانتخابات وإفشال مشروع جامعة الدول العربية».