أبو قتادة يدعو من سجنه البريطاني إلى الإفراج عن الرهائن الغربيين في العراق

واشنطن تحاول التأكد من هوية رهينة قالت جماعة مسلحة تحتجزه إنه مسؤول أمني أميركي

TT

دعا الأصولي ابو قتادة المعروف بأنه «المرشد الروحي» لتنظيم القاعدة في اوروبا، من سجنه في بريطانيا الى الافراج عن الرهائن الغربيين الاربعة المحتجزين لدى «سرايا سيوف الحق» في العراق، وذلك في شريط مصور بثته قناة «العربية» أمس.

وقال ابو قتادة في الشريط القصير «أنا أخوكم أبو قتادة عمر بن محمود ابو عمر المسجون في بريطانيا كما تعلمون». ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية اليه قوله «أرجو من إخواني في سرايا سيوف الحق الذين سجن لديهم اربعة من طائفة السلام المسيحية (..) ان يطلقوا سراحهم تطبيقا لمبدأ الرحمة المقدم في ديننا (..) إن لم يكن هناك مانع شرعي يمنع هذه الشافعة». وتحتجز مجموعة «سرايا سيوف الحق» التي كانت مجهولة من قبل، كنديين اثنين وبريطاني وأميركي عاملين مع منظمة «فرق السلام المسيحية» وقد اختطفتهم في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) وتهدد بقتلهم ما لم يطلق سراح جميع المعتقلين في السجون الاميركية والعراقية في العراق. والرهائن الاربعة هم الكنديان جايمس لوني، 41 عاما، وهارمت سينغ سودين، 32 عاما، والاميركي توم فوكس، 54 عاما، والبريطاني نورمن كيمبر، 74 عاما.

واعتقل ابو قتادة الاردني، الفلسطيني الأصل، آخر مرة في الحادي عشر من اغسطس (اب) الماضي مع تسعة أجانب آخرين في بريطانيا بتهمة تشكيل خطر على الأمن القومي. وكان ابو قتادة قبل ذلك في الاقامة الجبرية منذ مارس (اذار) الماضي. وقد أدخل السجن في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2002 بموجب قانون مكافحة الارهاب البريطاني، وبقي فيه حتى مارس 2005.

الى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني، جاك سترو، أمس ان بريطانيا لا تستطيع تلبية مطالب الخاطفين، وقال للصحافيين قبل لقائه مع وزراء خارجية آخرين من الاتحاد الاوروبي لمناقشة ميزانية الاتحاد «نحن على علم بتلك التي يطلق عليها لفظ المطالب والتي لا يمكن لأي حكومة تلبيتها». واضاف «يؤسفني انه ليس لدي ما اضيفه. نحن نعمل وندعو للوصول لنتيجة مرضية». ونقلت وكالة رويترز عن سترو قوله ان بريطانيا «مستعدة دائما للإصغاء» اذا كان محتجزو الرهائن لديهم ما يريدون ابلاغه للحكومة. وقال «هذا وقت مروع بالنسبة للسيدة كيمبر وقلبي الآن معها ومع اسرتها... ونحن نبذل ما في وسعنا في هذا الموقف اليائس الخاص بالسيد كيمبر».

وكان كيمبر قد دعا رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، الى سحب القوات البريطانية من العراق، وذلك في شريط فيديو، حسب وزارة الخارجية البريطانية. وقال متحدث باسم الوزارة ان الشريط هو نسخة مطولة عن الشريط الذي بثته قناة «الجزيرة» التلفزيونية، الأسبوع الماضي، ومتوفر على مواقع الإنترنت منذ عدة ايام. ويظهر الشريط الذي بثه تلفزيون بريطاني الاربعاء كيمبر وقد اوثقت يداه وقدماه وهو يوجه دعوة الى بلير بسحب القوات البريطانية من العراق. وفي الشريط يقول كيمبر، وهو من سكان شمال غربي لندن وأمضى عمره في العمل من أجل السلام وحقوق الانسان، «اطلب من السيد بلير ان يسحب القوات البريطانية من العراق ويترك للشعب العراقي حرية اتخاذ قراراته بشأن حكومته».

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها تحاول التأكد من هوية وجنسية الرهينة الذي أعلن «الجيش الاسلامي في العراق» انه يحتجزه وقدمه على انه أميركي واسمه رونالد شولز. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة، آدم إيرلي، للصحافيين «نحاول معرفة ما إذا كان الشخص الذي ظهر» في شريط فيديو بثته محطة «الجزيرة» «يتطابق مع أحد الاميركيين الموجودين في بغداد». واضاف »حتى الآن، لا يمكنني ان اقول ان تحديدا نهائيا قد جرى».

وكان «الجيش الإسلامي في العراق» قد أعلن في شريط مصور بث أول من أمس انه خطف «مستشارا أمنيا اميركيا» وهدد بقتله خلال 48 ساعة ما لم تفرج السلطات الاميركية عن جميع المساجين في العراق وتدفع تعويضات لأهالي الانبار (غرب). وعرض الشريط جواز سفر اميركيا مغلقا وبطاقة مصرفية من بنك الأردن تحمل اسم الرهينة.

الى ذلك، وجهت زوجة كيمبر نداء جديدا امس الى خاطفيه عشية انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون. وجاء في الرسالة التي بثتها وزارة الخارجية البريطانية باسم بات كيمبر «اننا نرفع الصلوات مع افراد من طوائف مختلفة للإفراج عن نورمان وزملائه». وأضافت الرسالة ان «عائلة نورمان تشعر بالامتنان للرسائل والمساعدة التي يقدمها العاملون في منظمات سلمية وأفراد من جميع الاطياف في هذه الأوقات العصيبة». وتابعت «إننا نقدر بالخصوص دعم 25 هيئة مسلمة في العالم دعت الخاطفين الى الافراج عن نورمان وزملائه الثلاثة فورا، وهم رهائن أبرياء لان اعتقالهم لن يساهم إلا في الإضرار بقضية الشعب العراقي العادلة ونضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال».