صدام «رئيس العراق» حتى في قاعة المحكمة

مساعدوه يحرصون على حفظ لقبه ومكانته السابقين

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: طوال جلسات محاكمته و7 من مساعديه التي بدأت في 19 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حرص الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على الدفاع بلا كلل عن صفته كرئيس «شرعي» للعراق، ومثله مساعدوه ومحاموه.

وحرص صدام الذي بدا عليه الوهن والضعف ايضا على الدخول الى قاعة المحكمة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين أنيقا ببدلته التي وضع فيها منديلا، محتفظا بمشيته المعهودة وابتسامته من دون ان يمسك بكتفه احد الحراس، كما يجري مع المتهمين الآخرين.

وكلما دخل قاعة المحكمة حرص المتهمون الآخرون السبعة بالإضافة الى فريق الدفاع، على الوقوف له احتراما، فيما كان يضع يده اليمنى على صدره تحية لهم كعادته.

ورغم ان معاوني صدام متهمون على غراره، إلا انهم حرصوا ان يعربوا له عن ولائهم بطريقة او بأخرى.

وعندما كان احد الشهود يدلي بإفادته اول من امس حول قضية الدجيل مرددا اسم صدام، وقف اخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس جهاز الاستخبارات بين 1977 و1983 وتوجه الى رئيس المحكمة رزكار امين «سيادة القاضي، هذا الرجل هو ابو العراق وأمين عام الحزب، وهو ليس فقط ابن عشيرة، فهناك 12 مليون عراقي يقفون وراءه». وأضاف «يا جماعة انصفوا انفسكم وبلدكم وقائدكم».

وأثار احد الشهود سخط صدام حسين عندما قال للقاضي «ان شكواي ضد صدام حسين التكريتي»، فقال له صدام غاضبا «سيادة القاضي انا رئيس دولتك، هل سمعت يوما احدا يناديني باسم صدام حسين التكريتي». وأضاف «لم تسألني يا صدام حسين يا رئيس العراق والقائد العام للقوات المسلحة لمدة 30 عاما هل ضُربت، هل أسيئت معاملتك، وهذا واجبك؟».

وتابع صدام مخاطبا القاضي «انت قاض قديم فلا تقبل الاساءة للعراق والإساءة لصدام حسين، وهو خارج السلطة». وأكد ان «المقصود من كل هذه الشهادات هو الاساءة لمسيرة عمرها 35 عاما بنيناها بدمع العين وأهدابها».

ووصف صدام حسين محاكمته بـ«المسرحية»، وقال «جاءني في احد الايام جنرال اميركي وقال لي سنعمل منك اما موسوليني واما نابليون فقلت له انا صدام حسين».

وعندما دافع طه ياسين رمضان، نائب رئيس الجمهورية السابق، عن نفسه الاثنين الماضي، نافيا ترؤسه لجنة قامت بتجريف الاراضي والبساتين في بلدة الدجيل بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، قال ان «السيد الرئيس (صدام) لم يكلفني أي مهمة، وليس لي علاقة بها، وأنا لم أزر الدجيل أصلا ولم ألتق بأحد، وان كان هذا يشرفني ان كلفني الرئيس بذلك».

وحاول صدام حسين ان يدافع عن نفسه من الاجراءات الأمنية التي تلت محاولة اغتياله في بلدة الدجيل عام 1982، وقال «أليس من حق صدام حسين، وهو رئيس دولة اطلق عليه الرصاص، ان تتابع اجهزته الأمنية الجناة الذين اطلقوا النار؟».

وأعرب عن أسفه للحديث عن تجريف الاراضي والبساتين في الدجيل قائلا «البساتين في كل مكان ومن حق الدولة ان تستملكها وتستملك اي ارض اخرى، وهذا ما حصل بقرار قانوني شمل خمسة بساتين أطلقت منها النار على رئيس الدولة». وتابع «لم نعوض اصحابها تعويضا مجزيا، لكن عندما زارني أهل الدجيل أعدت لهم الاراضي مع التعويض، لذا لا يجوز الاستمرار في هذه اللعبة يا استاذ يا قاضي العراق».