ويمبلي تتحول إلى مدينة عراقية مع إدلاء العراقيين بأصواتهم

ملصقات الأحزاب السياسية في كل مكان وسط الحي اللندني

TT

عندما يسير المرء في شوارع ويمبلي هذه الايام، يشعر كأنه يسير في احدى المدن العراقية، ينظر اليه المرشحون لمجلس النواب العراقي المقبل، من خلال اللافتات والملصقات، التي ازدحمت في شارع «فورتي أفنيو»، وبينما تسير السيارات الواحدة تلو الأخرى يعلو أكثرها العلم الكردي، والقليل منها يعلوها العلم العراقي، وتضج منها أغاني كردية صاخبة، يتجه العراقيون من كافة الاعمار والفئات الى قاعة مركز أدفيت الثقافي، حيث تنطلق العملية الانتخابية العراقية في العاصمة البريطانية، التي تستمر حتى يوم غد، بالاضافة الى 14 دولة أخرى. وعلى الرغم من ان أجواء الفرح سادت القاعتين الرئيسيتين، الا ان البعض أبدى تخوفات من عدم التنظيم الدقيق لعملية الاقتراع، خاصة ان المشرفين على تسجيل الناخبين لم يطلبوا سوى وثيقة واحدة تثبت هوية الناخب، على عكس الانتخابات السابقة حين طُلبت وثيقتان، ولم تكن هناك سجلات للناخبين، اذ تم تسجيلهم في نفس وقت التصويت.

وطغت حملة «القائمة العراقية الوطنية» بقيادة اياد علاوي على غيرها من القوائم في توزيع الملصقات والمنشورات، بالاضافة الى سيارة لافتة للانتباه تحمل ملصقات لصورة علاوي تسير في الشوارع المؤدية الى مركز الاقتراع. وبينما حرصت «قائمة الائتلاف العراقي» على نشر رقم قائمتها على ملصقات تدل الى مركز الاقتراع، من دون الاعلان عن نفسها، انتشرت صور نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي في محطات الباصات وعلى أعمدة الاضواء. وحرصت المفوضية على اضفاء أجواء من الاستقلالية في قاعتي الاقتراع، اذ منع حمل الاعلام الحزبية أو اطلاق الهتافات داخل القاعة. واستاء بعض موظفي المفوضية، لأنهم منعوا من لبس اللباس الوطني خلال التصويت، بعدما لبس الكثير من الموظفين الاكراد لباسهم الوطني في المفوضية أمس. وبينما سارت العملية الانتخابية بجو منظم وهادئ، تفاجأ الناخبون بعلو اصوات بعض الناخبين بعبارة «عاش العراق» التي تلاها التصفيق مرات عدة. وقالت هاجر الزهرة وردي، التي غادرت العراق منذ 40 عاماً انها قررت التصويت لأنه «واجب على العراقيين».

وكانت المفوضية العليا للانتخابات العراقية قد عولت الكثير على وجود المراقبين الدوليين، للتأكد من نزاهة الانتخابات وشفافيتها، الا انه لم يشرف على محطات الاقتراع الـ18 في لندن سوى خبيرين دوليين، عندما زارت «الشرق الأوسط» القاعتين. وصرح المراقب الدولي جوناثان براونينغ لـ«الشرق الأوسط»، بأن العملية تسير بشكل جيد و«لم نر اية خروقات». ولكنه لم يستطع الادلاء بالمزيد من التفاصيل لانه من غير المسموح للمراقبين التعليق على العملية، الا بعد انتهاء فرز الاصوات وتقديم تقريرهم للمفوضية العليا. وكان وكلاء من الاحزاب السياسية العراقية يشرفون على العملية، الا ان غالبيتهم لم تكن لديه تجربة سابقة في الاشراف على الانتخابات. واعترضت شاناز أحمد، المراقبة من الاتحاد الوطني الكردستاني، على عدم السماح لبعض الناخبين الاكراد من التصويت، لعدم توفر الوثائق التي تحمل صورهم. وقالت صباح أمس، رفض السماح لستة من الاكراد بالتصويت، مضيفة: «يجب ألا يمنع أي عراقي من المشاركة».

وبسبب مشاركة أكثر من 230 كيانا سياسيا في الانتخابات، اضطرت المفوضية لاصدار ورقة اقتراع، من أربع صفحات، تسلم الى الناخب وتستخدم واحدة منها، وتتلف الثلاث الأخرى. وكان خمسة عراقيين ينظمون الانتخاب في كل محطة اقتراع: الاول ينظم الطوابير للاقتراع، واثنان يدققان في هوية الناخب ويسجلان اسمه وتاريخ ميلاده، الرابع يسلم الناخب ورقة الاقتراع والأخير يشرف على ادخال ورقة الاقتراع في صندوق الاقتراع، بينما يتلف الناخب الاوراق الثلاثة التي لم يستخدمها. وعلى الأخير ان يتأكد من وضع ورقة واحدة فقط في صندوق الاقتراع، ويتأكد ايضاً من غمس اصبع السبابة الأيمن للناخب في الحبر للتأكد من عدم اعادة انتخابه. وعلى الشخص نفسه ان يتأكد من اتلاف الموظف المسؤول الأوراق الثلاث الزائدة للأحزاب التي لم يصوت لها والقائها في صندوق للاوراق المتلفة. بدا على عديد من المسؤولين في هذه المرحلة الاخيرة من عملية الاقتراع التعب وعدم المراقبة الدقيقة لكل هذه الاجراءات التي تتم في آن واحد. وقال مصدر يتابع العملية الانتخابية لـ«الشرق الأوسط» انه من الصعب على شخص واحد مراقبة هذه التفاصيل بمفرده، على الرغم من وجود مراقبَين لكل محطة اقتراع يشرفان على العملية بأكملها.