مسلحون ملثمون يقتلون المرشح السني مزهر الدليمي في دائرته الانتخابية بالرمادي

ارتفاع عدد ضحايا العنف الانتخابي إلى 3 مرشحين وعشرات الأنصار وعمال الدعاية

TT

أكدت وزارة الداخلية العراقية مقتل المرشح السني مزهر ناجي الدليمي، رئيس قائمة «حزب التقدم العراقي الحر» للانتخابات التشريعية العراقية في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، على يد مسلحين مجهولين امس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الوزارة قوله ان «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من طراز (اوبل) ألمانية الصنع، فتحوا اليوم (امس) النار على مزهر الدليمي الذي كان يقود سيارة مع زميل له في مدينة الرمادي أدى الى مقتله وإصابة زميله بجروح خطرة».

وأضاف ان «الدليمي كان في الرمادي لزيارة اهله». وكانت شرطة الرمادي قد اعلنت ان الدليمي قتل أثناء قيامه بحملته الانتخابية في وسط الرمادي وأصيب ثلاثة من حراسه.

وقال ضابط بالشرطة، حسبما نقلت وكالة رويترز، ان مسلحين ملثمين هاجموا الدليمي، وهو يروج لحملته الانتخابية في منطقة البكر بوسط مدينة الرمادي وأطلقوا عليه النار، مما أدى الى وفاته. وأضاف ان الدليمي «توفي قبل وصوله الى المستشفى... وأصيب ثلاثة من افراد حمايته». وكان الدليمي، وهو سياسي سني عربي معروف، قد ظهر على شاشات التلفزيون الليلة قبل الماضية، وهو يحث العراقيين على الادلاء بأصواتهم. وهو يترأس قائمة «حزب التقدم العراقي الحر» التي تخوض الانتخابات في محافظة الانبار التي مركزها مدينة الرمادي. وكان الدليمي قد شارك في اعمال الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي عقد في القاهرة الشهر الماضي برعاية جامعة الدول العربية. وقال في تصريحات لقناة «العربية» بعد ايام من عقد المؤتمر «تسلمت معلومات مفادها ان هناك جهودا من جانب الحكومة وخصوصا من قبل وزارتي الداخلية والدفاع، كي تقدم ملفا ضدي وتعتقلني قبل بدء الانتخابات». وأضاف ان «العسكريين الذين كانوا يقومون بعمليات دهم في مدن الخالدية وحديثة والقائم التابعة لمحافظة الانبار مزقوا العديد من ملصقاتي وصوري التي عثروا عليها على حيطان تلك المدن». وقتل العديد من المرشحين للانتخابات التشريعية التي تجري غدا بينهم مرشح على قائمة «مثال الآلوسي للامة العراقية» ومرشح على «الاتحاد الاسلامي الكردستاني» ومرشح على قائمة «القائمة العراقية الوطنية» بقيادة اياد علاوي. كما قتل وأصيب بضع عشرات من انصار القوائم المتنافسة والعمال المكلفين رفع الملصقات واللافتات الدعائية، وخصوصا في مناطق الوسط والجنوب ذات الاغلبية الشيعية.

من جهته، اعتبر الدكتور عدنان الدليمي، رئيس «جبهة التوافق العراقية»، وهي اكبر قائمة سنية تخوض الانتخابات، ان مزهر الدليمي ربما لا يكون قد قتل لأسباب سياسية، وقال لـ«الشرق الاوسط» في اتصال معه عبر الهاتف من لندن امس ان «مقتل مزهر الدليمي حادث مؤسف، وربما لا يكون سبب القتل سياسيا، فالمنطقة عشائرية وقد تكون الاسباب عداء عشائريا». وأضاف الدليمي قائلا «لا توجد احداث ارهابية او سياسية في مدينة الرمادي والأوضاع هادئة وملصقات قائمة مزهر الدليمي موجودة في كل مكان، كما انه (مزهر) شخصية محبوبة وإنسان مستقيم ورشح عن محافظة الانبار وهو من عشيرة البوخليفة التابعة لعشائر الدليم، وهي عشيرة كبيرة ولها نفوذها في المنطقة».

وكانت خمس مجموعات اصولية مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة» بينها جماعة الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي، أعلنت في بيان الاثنين الماضي انها تعتبر الانتخابات التشريعية العراقية «محرمة شرعا»، وأكدت مواصلتها القتال في العراق لإقامة دولة اسلامية. لكن جماعات اخرى رفضت اتخاذ موقف مماثل، ففي بيان منسوب اليها بث امس، اعلنت جماعة «الجيش الاسلامي في العراق» انها لن تهاجم مراكز الاقتراع خلال الانتخابات، ولكنها قالت ان هذا لا يعني انها تؤيد الانتخابات.