اشارت ارقام اولية غير رسمية أمس الى تقدم لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعية في خمس محافظات شيعية في جنوب العراق في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس. والمحافظات الخمس هي النجف وكربلاء والقادسية وميسان وبابل.
واوضحت مصادر في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في محافظة النجف (160 كلم جنوب بغداد) ان «لائحة الائتلاف العراقي الموحد حصلت على نسبة 80 % من اصوات الناخبين من اصل مشاركة 85 % من مجموع الناخبين». وفي محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد) اعلن مصدر في المفوضية ان «الائتلاف العراقي الموحد حصل على 70% من مجموع الناخبين الذين بلغت نسبة مشاركتهم 70 %». واضافت المصادر ان «القائمة العراقية الوطنية» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي حصلت على 17% من مجموع الاصوات في حين حصلت جبهة التوافق العراقية (السنية) على 10% من الاصوات». واكد المصدر ان «عدد الناخبين في المحافظة وصل الى 749 الف ناخب».
وفي محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) افاد مصدر من المفوضية الى ان لائحة «الائتلاف العراقي الموحد» حصلت على نسبة 85 % من مجموع الاصوات. واضاف ان «القائمة العراقية الوطنية لعلاوي حلت في المركز الثاني وقائمة حزب الامة العراقية التي يتزعمها مثال الالوسي في المركز الثالث وكتلة كفاءات التي يتزعمها علي الدباغ في المرتبة الرابعة». واوضح ان نسبة المشاركة في المحافظة بلغت الى 80% من مجموع الناخبين الذين يحق لهم التصويت.
وفي محافظة القادسية (180 كلم جنوب بغداد) ، اوضح مصدر في المفوضية ان «لائحة الائتلاف العراقي الموحد حصلت على نسبة 85% من مجموع الاصوات». وفي محافظة ميسان (366 كلم جنوب بغداد) اكد لطيف عبود مسؤول حزب الدعوة الاسلامية التي يتزعمها رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ان «الائتلاف حصل على 86 % من الاصوات».
وقال مصدر في القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء السابق في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان القائمة رصدت خروقات وعمليات تلاعب في يوم الانتخابات وانها اعدت مذكرة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات خلال الفترة القانونية لتقديم العروضات والطعون.
وكان فريد ايار، عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، قد حذر الكيانات والاحزاب السياسية من اعلان اي نتائج، وقال في مؤتمر صحافي مساء اول من امس «ادعو الى الحذر من الارقام التي قد تصدر من غير المفوضية واعتبارها ارقاما غير رسمية». وقال ايار ان «نتائج الانتخابات ربما تأخذ اسبوعين او اكثر، وربما يتم الاعلان عنها مطلع العام المقبل». ويترأس «الائتلاف العراقي الموحد» عبد العزيز الحكيم وهو مؤلف من 16 كيانا اهمها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة والكتلة الصدرية ومنظمة بدر وحركة «حزب الله» العراقي.
الى ذلك، اعلن ايار ان عدد المشاركين في الانتخابات تراوح بين 10 و11 مليون شخص من اصل عدد اجمالي من الناخبين يقارب 15 مليونا. وقال في مؤتمر صحافي ان «العدد المشارك في الانتخابات يتراوح ما بين 10 و11 مليون ناخب صوتوا فعلا في صناديق الاقتراع» موضحا ان «مجموع عدد الناخبين 15 مليون ناخب في عموم العراق». واذا ما تم التأكد من هذا الرقم فأنه يمثل نسبة مشاركة تبلغ 70% وهو يزيد عن نسبة المشاركة في الانتخابات العامة التي جرت في الثلاثين من يناير (كانون الثاني) التي بلغت 59% وعن نسبة المشاركة في عملية التصويت على مشروع مسودة الدستور العراقي التي جرت في الخامس عشر من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي والتي بلغت 63% .
وشهدت الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعد ان ادى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي الى قيام برلمان كان تمثيلهم فيه ضعيفا جدا. واوضح ايار ان عملية العد والفرز بدأت مساء اول من أمس «في المحطات ثم ستعلن هذه النتائج هناك وترسل الى مركز التدوين في المفوضية لادخالها في المنظومة الحسابية». واكد انه «من مجموع 6246 مركزا انتخابيا في عموم العراق تم فتح 6084 وبواقع 3789 محطة انتخابية»، مشيرا الى انه «تم في محافظة الانبار (السنية) فتح 162 مركزا انتخابيا من مجموع 207 كانت المفوضية تنوي فتحها».
ويتنافس 7655 مرشحا يمثلون 307 كيانات سياسية (افرادا مرشحين واحزابا سياسية) و19 ائتلافا في الانتخابات. الى ذلك حصلت قائمة التحالف الكردستاني على 46 في المائة من الاصوات في العاصمة البريطانية لندن أمس، بحسب النتائج الاولية التي اعلن عنها مكتب المفوضية العليا للانتخابات العراقية أمس. وشارك أكثر من 13 ألف عراقي في الانتخابات في لندن، لتأتي القائمة الكردية في المرتبة الاولى بـ6251 صوتا، تلحقها قائمة الائتلاف العراقي الموحد بـ3700 صوت ولتحل القائمة العراقية الوطنية في المرتبة الثالثة بـ1585.
وشارك أكثر من 30 ألف عراقي في الانتخابات في المملكة المتحدة، وكانت اكبر مشاركة في لندن، اذ صوت 13756 عراقيا، وفي مانشستر 8579 وبرمنغهام 8106 اصوات. ولم تتوفر النتائج للتصويت في المدينتين الأخيرتين، الا ان مصدرا من المفوضية قال لـ«الشرق الأوسط» ان القائمة الكردية حصلت على 80 في المائة من الاصوات في برمنغهام.
وراقب أكثر من 100 مراقب سياسي فرز وعد الاصوات، بينما أشرف 5 من المراقبين الدوليين على العملية التي استغرقت أكثر من 5 ساعات أمس. وساد القاعة جو من الفرح تارة، والمشاحنات، تارة اخرى، بينما حاول 200 موظف لدى المفوضية العليا للانتخابات العراقية فرز الاصوات. واستغرقت عملية التحضير للعد ساعتين.
ووزعت صناديق الاقتراع على 18 طاولة، حملت ارقام محطات الاقتراع، حيث قام خمسة من المفوضين بتولي مهام عد الاصوات في صندوقين لكل محطة. وعن الاعلان عن النتيجة في كل ورقة اقتراع، دقق 3 من الموظفين في النتيجة، كما عرضت الأوراق امام المراقبين. وتحدث المراقبون لـ«الشرق الأوسط» عن ارتياحهم العام لعملية عد الاصوات.