السفير السعودي لدى أميركا يتسلم 120 ساعة من الشرائط الأرشيفية

تقدر بـ45 مليون دولار وتذهب لمركز الملك فيصل

TT

تسلم الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة أمس، شرائط أرشيفية نادرة تقدر قيمتها بنحو 45 مليون دولار، تسمى «ارشيف فرانكلين» تم اهداؤها لمركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الاسلامية. الشرائط التي لم تعرض من قبل على الجمهور وتحوي 120 ساعة، تم توصيفها عالميا بأنها أفلام لا تقدر بثمن وتعتبر أصلا تاريخيا مهما. وأكد الدكتور كارني جلفين المدير السابق لمتحف السامية بجامعة هارفارد، والذي يشغل حاليا منصب المشرف على سجلات التوثيق التاريخي، أنه: «من المستحيل تقريبا المبالغة في القيمة طويلة المدى لأرشيف أفلام فرانكلين الخاص بالشرق الأوسط، فقد سافرت فرانكلين إلى أماكن لم تصل إليها أي كاميرا، كما كشفت الشرق الأوسط بعيون صحافيين لا تخطئ. ولا يوجد أي جانب من جوانب الحياة الإقليمية لم تقم بتوضيحه، وأنه من المستبعد أن يستطيع أي شخص آخر القيام بهذا النوع من التحقيق الصحافي داخل هذه المناطق في أي وقت قريب».

وقد أنشئ أرشيف أفلام فرانكلين الخاص بالشرق الأوسط في الوقت الذي قامت فيه جو فرانكلين بالتصوير في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1980ـ 1994، حيث قامت بتصوير عدة أفلام تسجيلية نالت استحسانا واسعا، وتم بثها على شبكة بي بي إس، وهي أفلام: «المملكة العربية السعودية» (1981)، و«ممالك النفط» (1983)، و«أيام الغضب: شباب فلسطينيون» (1989)، و«الإسلام: حضارة وفنّها» (1994).

وقد قال الجنرال الأميركي هـ. نورمان شوارزكوف عن فيلم «أيام الغضب»: «لقد ساعد هذا الفيلم في تغيير مجرى التاريخ». كما رحب برنامج «إنترتينمينت تونايت» بهذا الفيلم باعتباره «أكثر الأفلام إثارة للجدل في هذا العقد».

وحصل فيلم «ممالك النفط» على الجائزة الأولى في مهرجان نيويورك الدولي للسينما والتلفزيون. أما مسلسل «المملكة العربية السعودية» المكون من ثلاث حلقات، والذي أطلق عليه كينيث كلارك الناقد بجريدة لوس أنجليس تايمز «عملا عبقريا»، فقد أذيع ليلاقي نجاحا ساحقا وعددا غير مسبوق من الجمهور، كما تمت إعادة إذاعته مرات عدة في إذاعات عالمية. وبالإضافة إلى الأفلام التسجيلية يضم أرشيف أفلام فرانكلين 111 ساعة من اللقطات المتتابعة غير المذاعة، والتي تم الحصول عليها بذهاب المخرج لمدن وقرى وصحارى في الشرق الأوسط لم تصور من قبل، وهو ما يمثل شيئا لم يسبق إليه أحد خلال وقت قصير من الانفتاح النسبي بعد فترة حظر النفط في سبعينيات القرن العشرين وفترة ما قبل تسعينيات القرن العشرين في عملية عاصفة الصحراء، حيث قامت بتوثيق المناظر الطبيعية، كما عقدت مقابلات مع الملوك والرؤساء والنساء والأطفال ورجال الأعمال والبدو والمؤرخين وكبار الزعماء الدينيين حول حياتهم اليومية في جميع المجالات. وأضاف: «إن تسع ساعات فقط من أرشيف أفلام فرانكلين البالغ 120 ساعة هو الذي تم بثه»، وقد فسرت فرانكلين اختيارها لمركز الملك فيصل باعتباره المتلقي الوحيد لنسخة من الأرشيف؛ بقولها: «إنه تاريخهم، وينبغي أن يكون ملكا لهم. إن أكثر آمالي رسوخا هو أن أرى الثقافات المختلفة في العالم وهي تصل إلى تفاهم أفضل وأن تقدر أوجه الاختلاف والتشابه في جهدها نحو السلام. إن مركز الملك فيصل في العالم الإسلامي، الذي يرأسه السفير تركي الفيصل، هو مكان يشترك معي في هذه الرؤية وفي تلك الغاية». ويُعتبر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية، والذي يحوي أكثر من مليون كتاب، ومخطوطات نادرة، ومواد سمعية وبصرية، في مكتباته الأربع المختلفة، المركز المصدر الرئيسي في العالم فيما يتعلق بالحضارة الإسلامية.