قضى أكثر من 15 حاجا، فيما أصيب أكثر من 39 آخرين في حادث انهيار فندق «لؤلؤة الخير» الواقع في المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف بمكة المكرمة (غزة). ووصفت الحادثة بالكارثية نظراً لكون موقع البناية المنهارة يقع على أحد الشوارع التي تؤدي للحرم وتكتظ بالحجاج والمعتمرين والمارة، إلا ان مشيئة الله حالت دون وقوع الأسوأ، بسبب قيام رجال الأمن في وقت مبكر بإغلاق الشارع كما جرت عليه العادة في مثل هذه المواسم، حيث تقوم قوات الأمن بإغلاق بعض الشوارع قبل وقت أداء الصلاة وبعد الانتهاء منها.
فيما وجه الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري في حادث انهيار الفندق. وأوضح عبد الله الفايز وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، الذي كان يتابع الحادث من موقع الحدث أمس، أن اللجنة تضم كافة الوزارات والجهات ذات العلاقة بالحج بما فيها إمارة منطقة مكة المكرمة، موضحا أن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية يتابع الحادثة شخصيا حيث وجه الجهات المعنية باستنفار كافة الجهود.
وبين الفايز ان معظم الاصابات التي نقلت للمستشفى بسيطة، وهي عبارة عن رضوض وكسور، مشيرا الى ان المبنى الذي انهار مكون من اربعة طوابق ويقع في منطقة غزة بجوار الحرم المكي الشريف.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور حمد المانع وزير الصحة، والدكتور فؤاد فارسي وزير الحج، إضافة إلى الفريق سعد التويجري مدير الدفاع المدني، والدكتور خالد نحاس أمين العاصمة المقدسة حضروا في مكان الحادثة. ومن المقرر أن يصدر بيان تفصيلي في وقت لاحق عن كافة تداعيات انهيار الفندق، والعدد الإجمالي للقتلى والمصابين، حيث سيعقد مدير الدفاع المدني مؤتمرا صحافيا يلقي فيه الضوء على كل ما يتعلق بالحادثة.
وواجهت فرق الإنقاذ في الساعات الأولى صعوبة في التعامل مع المعدات والآليات الخاصة برفع أنقاض المبنى المنهار كليا لإجلاء الضحايا، قبل أن يحضر فنيون متخصصون في التعامل مع رفع الأوزان الثقيلة في الموقع.
وكان مدير الدفاع المدنى بمنطقة مكة المكرمة قد صرح أمس في بيان مقتضب نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن أحد المباني الملحقة بفندق بالقرب من الحرم المكي الشريف قد تعرض للانهيار عند الساعة الواحدة من ظهر أمس، وأن الدفاع المدني باشر والجهات ذات العلاقة فورا عمليات الانقاذ وتنفيذ خطة الإجلاء الطبي المعتمدة، مشيرا إلى أن الحادث وحتى ساعة إعداد البيان (الرابعة والنصف عصرا بالتوقيت المحلي) أدى إلى وفاة 15 وإصابة 39 تم استخراجهم من بين الأنقاض، مؤكدا أن عمليات الإنقاذ في الموقع لا تزال جارية، موضحا أن المستجدات سوف تعلن في حينه.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه عمليات الإنقاذ جارية حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وصف بعض شهود العيان الذين كانوا موجودين في الموقع الحادث بـ«المخيف والمحزن». وقال جمال عمران (مصري الجنسية) «كنت في الفندق المقابل للفندق المنهار مباشرة، وكان ظهري باتجاه موقع الحدث. وعندما سمعت صوت دوي ضخم يهز المكان، التفتُّ فإذا بموجة من الغبار تتجه نحوي، فيما كانت سيارة مسرعة تتجه للفندق الذي أسكنه، الأمر الذي دفعني للتفكير بأنه عمل تخريبي، وبدأت أحسب الدقائق المتبقية من حياتي، قبل أن أكتشف أن صاحب السيارة هو أحد سكان الفندق».
ويضيف عمران الذي يعمل مهندساً كهربائياً «هرعت بعدها لمعرفة ما يدور في الخارج وإذا بي أمام كومة من التراب والدمار الهائل، وسحابة الغبار لا تزال تحيط بالمنطقة مع وجود عدد من المصابين والمتوفين على الأرض وفوق الأنقاض، بدأت حينها بالمساعدة ومحاولة رفع ما يمكن رفعه حتى وصول رجال الدفاع المدني إلى الموقع في وقت قصير جداً».
وشاركت كافة الجهات ذات العلاقة بالحج مثل الدفاع المدني والهلال الأحمر ووزارة الصحة وقوات المجاهدين وقوات الأمن بكافة قطاعاتها في عمليات الانقاذ، بالإضافة إلى مشاركة شعبية من المواطنين والمؤسسات الخيرية مثل مؤسسة عناية وأخرى من دول جنوب شرقي آسيا في عمليات الإجلاء والإنقاذ ومساعدة رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر، وتوزيع مياه الشرب وتنظيم عمليات الإنقاذ.
وكان أكثر من 500 رجل إنقاذ من فرق الطوارئ قد حضروا في الموقع منذ اللحظات الأولى، فيما فرض طوق أمني على موقع الحادثة لمنع التجمهر، في الوقت الذي اضطرت فيه الفنادق والشقق المجاورة لموقع الحادث إلى اغلاق أبوابها لمنع بعض المتطفلين من الصعود لمشاهدة عمليات الإجلاء.