اتهامات لأطباء شارون بالإهمال

رئيس الوزراء الإسرائيلي يخضع لعملية جراحية أخرى لوقف نزف جديد بالدماغ

TT

بدأت تتعالى أصوات قوية في إسرائيل لانتقاد أطباء واتهامهم بالإهمال في معالجة رئيس الوزراء، أرييل شارون، خلال أزمتيه الصحيتين خلال الأسبوعين الماضيين، وقد اتهموا بالخضوع لتأثير السياسيين وضغوطهم في هذه الفترة.

وجاءت هذه الاتهامات، أمس، في الوقت الذي حصل فيه تدهور جديد في حالة شارون الصحية. ففي الصورة المقطعية التي أجريت له صباح أمس تبين ان هناك نزفا آخر في الدماغ نقل على إثره فورا الى غرفة العمليات. وهناك تمت معالجة النزف وجرى تخفيف الضغط على الدماغ. وقال البروفسور مور يوسف، مدير مستشفيات هداسا عين كارم في القدس المحتلة، حيث يرقد شارون منذ يوم الاربعا ء الماضي، ان الفحوص التي أجريت بعد العملية الأخيرة تشير الى علامات ايجابية، ولكن وضعه ما زال صعبا جدا. وأثار هذا التدهور قلقا شديدا على شارون في اسرائيل. ودعا الحاخام الرئيسي في اسرائيل اليهود الى الصلاة من أجله. يذكر ان شارون كان قد خضع للعلاج في المستشفى أول مرة في هذه الفترة، قبل حوالي أسبوعين، عندما تجاوز جلطة دماغية وُصِفتْ بالخفيفة. وفي حينه، أمضى في المستشفى يوما واحدا فقط، تم تحريره بعدها الى البيت على ان يعود بعد عشرة أيام لإجراء عملية قسطرة، يتم من خلالها فحص شرايين القلب بنحو دقيق وسد الثقب الذي اكتشف في شريان القلب الواصل بين البطين الأيمن والبطين الأيسر. ولكن، وقبل يوم واحد من الموعد، وصل شارون في حالة سيئة الى المستشفى. أما عن الانتقادات الموجهة، فهي تسير في الاتجاهات التالية: لماذا تم تحريره من المستشفى في المرة الأولى؟ فالمريض في مثل هذه السن، 78 سنة، والذي يصاب بجلطة دماغية، ينبغي أن يظل تحت المراقبة ليوم آخر في الأقل. وإذا تم تحريره، كان يجب أن يلزم بالبقاء مرتاحا في البيت لعدة أيام. ولكن ما حصل هو أن مساعدي شارون، خشوا من أن يسود الانطباع في الشارع بأن شارون انسان مريض فيؤثر ذلك في التأييد الشعبي الكبير الذي يحظى به عشية الانتخابات. فراحوا يضغطون من أجل خروجه من المستشفى، وأصروا على أن يغادره سيرا على الأقدام. وراحوا يبثون الأنباء بأن شارون كان يتمازح مع أطبائه. ويبدو أن الأطباء أيضا صدقوا هذه الدعاية. وانجرفوا وراء هذه الأجواء، فتساهلوا مع المرض.

المشكلة الثانية تتعلق بطريقة العلاج، فقد نشرت اتهامات تقول ان النزف الدماغي الذي عانى شارون منه نجم عن حقنه بمادة تمييع الدم. فالمعروف ان هذه المادة تتسبب في مضاعفات، وفي بعض الأحيان تؤدي الى نزف وانفجار في الشرايين الدقيقة. وعندما يُعطى المريض هذه المادة ينبغي إخضاعه للمراقبة.

المشكلة الثالثة تتعلق بالفترة التي استغرقها شارون منذ شعوره بالتعب وحتى وصوله الى المستشفى، فقد ضاع الكثير من الوقت هباء. فهو شعر بالتعب وهو في القدس، فلماذا انتقل الى بيته في النقب، البعيد مسافة ساعة ونصف الساعة قبل أن يراه طبيب؟ وعندما شعر بألم غير مُحتمل في البيت، لماذا لم ينقل الى مستشفى بئر السبع القريب من بيته والذي كان سيصل اليه خلال ربع ساعة؟ وعندما تقرر نقله الى القدس، لماذا لم ينقل بطائرة هليكوبتر واختاروا نقله بسيارة اسعاف؟ ويرى المراقبون ان هذه التساؤلات تشير الى وجود إهمال غير مبرر في معالجة شارون، وأن وقتا ثمينا للغاية ضاع من جراء الإهمال، وانه كان بالإمكان إنقاذه أو التخفيف من حدة اصابته لو انه وصل الى المستشفى وتلقى العلاج في الوقت المناسب.