قائد القوات البرية الأميركية في العراق يحذر من العقبات التي تنتظر الحكومة العراقية الجديدة

الجنرال فاينز قال إن الخلافات الطائفية تهدد بتحويل قوات الأمن إلى «ميليشيات للإيجار»

TT

عرض قائد القوات البرية الأميركية في العراق تقييما رصينا للعقبات التي تواجه الحكومة العراقية الجديدة، وأعرب عن قلقه من أن الخلافات الطائفية يمكن ان تشل الوزارات الأساسية وتحول قوات الأمن العراقية الجديدة الي «مليشيات للإيجار».

وحذر الليفتنانت جنرال جون فاينز من ان التطورات في وزارتي الدفاع والداخلية اللتين تشرفان على قوات الأمن متخلفة عما تم تحقيقه على صعيد تعبئة وتدريب أكثر من 220 ألف جندي عراقي وضابط شرطة. وأضاف الجنرال فاينز في الحديث الذي أدلى به من مقره خارج بغداد «ان قدرات الوزارات علي دعم القوات، ودفع مرتباتهم وإعادة تمويلهم، وتقديم المياه والذخيرة وقطع الغيار والأسلحة ليست بنفس درجة كفاءة القوات في الميدان». وحذر الجنرال من أن وزارات مهمة أخرى، مثل وزارة النفط والكهرباء يجب ان تدعم نشاطها لإنجاح قوات الأمن.

وتجدر الإشارة الى ان تصريحات الجنرال فاينز الذي كان يخدم من قبل مع قوات العمليات الخاصة في الصومال وقاد القوات الأميركية في أفغانستان، هي أقوى تقييم علني من ضابط اميركي كبير حول التحديات التي تواجه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والحكومة العراقية الجديدة في الشهور القادمة.

وأشار الجنرال الى سلسلة من النجاحات في العام الماضي، بما في ذلك تأسيس قوات الأمن العراقية وتقسيمها الى عدة وحدات متزايدة تتولي المسؤولية في ضمان امن البلاد وإجراء انتخابات مرتين واستفتاء في العام الماضي. لكنه حذر أيضا من احتمال وقوع متاعب في الأسابيع والشهور المقبلة فيما ينظر السنة الى الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة بحثا عن اشارات تدل على وجود إصغاء لأصواتهم واهتمام باحتياجاتهم.

وأوضح الجنرال ان حقيقة ان العراقيين صوتوا بأعداد كبيرة في الانتخابات التي جرت في 15 ديسمبر(كانون الأول) الماضي أمر يبعث على الارتياح، لكنه أعرب عن أسفه لأن التصويت تم من منطلقات دينية وعرقية. وقال الجنرال فاينز ان الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة ما اذا سينجح العرب السنة والشيعة والأكراد في تشكيل حكومة تضم جميع ألوان الطيف السياسي وتحمي كل مواطني العراق. وأضاف قائلا إنهم سيشعرون بقلق إذا لاحظوا أي مؤشرات على التخلص من الكوادر التي تتمتع بالكفاءة في وزارات الأمن لتحل محلهم عناصر مؤيدة لفكر محدد. وبناء على طلب قادة عسكريين اميركيين ومسؤولين مدنيين عراقيين، عجلت وزارة الدفاع العراقية من خطوات تجنيد العرب السنة للالتحاق بالجيش العراقي الذي يغلب على تكوينه حاليا الجنود الشيعة والأكراد. وقال الجنرال فاينز انه يجب ان ينظر الى وزارة الدفاع العراقية كقوة لحماية العراقيين وليس لقمعهم، وأكد ان هذا هو السبب في مراقبة ما يجري بوزارة الدفاع العراقية عن كثب. ويلتقى الجنرال فاينز، الذي يقود قوات قوامها 150000 جندي وضابط اميركي بالإضافة الى 20000 من أفراد قوات الدول الأخرى الحليفة، بنظرائه العراقيين بصورة يومية. وقال فاينز ان تراجع عدد المقاتلين الذين يتسللون الى الأراضي العراقية يعود الى نشر حوالي 20000 جندي عراقي في محافظة الأنبار بالإضافة الى سلسلة العمليات الأميركية في وادي الفرات والتعاون المتزايد من جانب السعودية وسورية في السيطرة على الحدود.

*خدمة «نيويورك تايمز» وكان الجنرال فاينز قد اختلف خلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع القائد العام للقوات الأميركية في العراق، الجنرال جورج كيسي، حول كيفية ومواقع نشر قوات عسكرية لضمان أمن وسلامة الانتخابات. وقال مسؤولون عسكريون كبار، طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم بسبب سرية المعلومات التي وردت في سياق النقاش مع القائد العام، ان الجنرال كيسي يريد إجراء عمليات عسكرية على طول الحدود بين سورية والعراق ووادي الفرات بغرض وقت تسلل الانتحاريين الى بغداد خلال فترة الانتخابات. إلا ان الجنرال فاينز وقادته الميدانيين قالوا إن مركز الجذب يتمثل في العاصمة بغداد والمدن السنية الأخرى مثل الفلوجة. وكان الجنرال فاينز يرغب في نشر المزيد من القوات بهدف زيادة إقبال العرب السنة على الاقتراع، وهو هدف سياسي رئيسي لإدارة الرئيس جورج بوش ووسيلة أيضا للمساعدة في تقليص التمرد. وتوصل كل من فاينز وكيسي في نهاية الأمر الى تسوية نشرت بموجبها القوات في الموقعين.