كوندوليزا رايس زارت الموصل سرا لنقل تجارب «أفغانية» حول إعادة الإعمار

أقرت فرقة إعمار لكل محافظة ما عدا المحافظات الكردية سيتم تشكيلها قبل الصيف

TT

قامت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بزيارة غير معلنة الى الموصل في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للشروع بمفهوم جديد لإعادة اعمار البلاد قالت عنه «سيزاوج بين القدرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية في فرق لمساعدة الأجهزة الحكومية في المحافظات على انجاز المهمة».

وركزت الفكرة على إقامة فرق اعادة اعمار محلية، وهو اسلوب نقله الى العراق السفير الأميركي الجديد زلماي خليلزاد الذي كان قد قام بعمليات مماثلة عندما كان سفيرا في افغانستان. وأعلن في نوفمبر الماضي ان مد الوجود الأميركي المنسق الى المحافظات هو «اضافة جديدة لاستراتيجيتنا الهادفة الى تحقيق النجاح في العراق».

وسرعان ما اقيمت ثلاث فرق في الموصل وكركوك والحلة. ولكن يبدو أن الخطة تحيط بها مصاعب، ذلك أن مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع طرحوا سلسلة من الأسئلة الصعبة حول كيفية تمويل هذه الفرق ومن سيديرها وكيف يتوفر لها الأمن، بل وتساءل البعض عما اذا كانت مثل هذه الفرق ستساعد ام تعوق الخطط الرامية الى تقليص عدد القوات الأميركية.

ووفقا للاطار الزمني الأصلي فان 16 من الفرق كان يتعين اقامتها بحلول الصيف الحالي. وذلك يعني وجود فريق في كل محافظة، باستثناء المحافظات الكردية التي سيكون لها فريق إعادة إعمار واحد.

وأكد مسؤولون معنيون بالجدل حول القضية في بغداد وواشنطن على ان الاتفاق الواسع يبقى حول استخدام الفرق لتنسيق المساعدة الأميركية وتقوية الحكومات المحلية التي تتمتع بسلطات محدودة بسبب المركزية المفرطة لنظام الحكم السابق. وتقضي الفكرة بتعزيز الفرق بأخصائيين في قضايا السياسة والتنمية والقانون والشؤون المدنية ممن يمكن أن يساعدوا في تقديم المشورة للمسؤولين المحليين. وإذا ما أخذ بالحسبان عدد حراس الأمن يمكن أن يبلغ العدد 100 شخص في كل موقع. وقال السفير جيمس جيفري، كبير مستشاري رايس حول العراق انه «ما ان نتخذ القرارات الأساسية في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة، سنجد سبيلا للتقدم الى أمام في هذا المشروع المهم».

غير أن وزارة الدفاع تسعى الى تقليص قواتها في العراق، مما يجعل المسؤولين يشعرون بالقلق من مشروع يمكن ان يتطلب نشر قوات في مهمة جديدة.

وعلى الرغم من أن مسؤولي وزارة الخارجية يمكن ان يتحدثوا عن أعداد وأنماط الأخصائيين المتوقعين لتشكيل الفرق فان مسؤولين في وزارة الدفاع قالوا ان تشكيل الفرق يبقى عرضة للتساؤل.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»