الكويت : استمرار توافد الزعماء والقادة العرب والأجانب لتقديم العزاء

TT

واصلت الكويت أمس مراسم توديع أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح حيث اكتظ قصر بيان الأميري الذي يجري فيه تقبل العزاء بآلاف من المواطنين الذين وقفوا في طوابير طويلة، واضطر المسؤولون الأمنيون الى توفير عشرات الحافلات الكبيرة التي تنقل المواطنين من مواقف السيارات الى صالة العزاء. واصطف عشرات من أبناء الأسرة الحاكمة لتقبل العزاء في ظل أجواء من الحزن الواضح على الوجوه. ولم يتمكن عدد من أبناء الأسرة الحاكمة من حبس دموعهم طيلة فترة تلقي العزاء. وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء على رأس مستقبلي المعزين لغياب الأمير الشيخ سعد العبد الله الصباح بسبب حالته الصحية. وكانت الطوابير الطويلة تتوقف فجأة للسماح بدخول المعزين من الدول العربية والأجنبية. وحين دخل رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري كان يردد على الواقفين في الطوابير التحية العراقية التقليدية «الله بالخير»، وهي التحية التي يستخدمها الكويتيون ايضا.

وكان دخول الرئيس علي عبد الله صالح، والذي رافقه من المطار الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية لافتا، فقد كانت هناك محاولات سياسية لترتيب زيارة للرئيس اليمني للكويت بعد الجفوة الطويلة في العلاقات بين البلدين. إلا أن الموت فرض نفسه على السياسة فكان الترحيب باديا على وجه رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وبقية المعزين.

وكان الرئيس صالح قد قال بعد وصوله الى مطار الكويت إن الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله «كان عنوانا للخير والعطاء من أجل أمته وخدمة قضاياها والعمل على كل ما من شأنه وحدة الصف وتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات وتعزيز التضامن والعمل المشترك بين ابناء الامة ولما فيه خيرها وصلاح احوالها».

واضاف ان اليمن والكويت ظلت تربطهما علاقات اخوية تاريخية متينة ترتكز على قواعد الود والاحترام.

وقال «إن الشعب اليمني سيظل يتذكر بالمزيد من الوفاء والعرفان والتقدير ذلك الدور والسعي الخيِّر الذي قام به الأمير الشيخ جابر الاحمد الصباح من اجل تقريب وجهات النظر بين قيادتي شطري الوطن اليمني عام 1979 وقبل اعادة تحقيق الوحدة المباركة وما أثمر عن ذلك المسعى من التوقيع على اتفاق الكويت الذي ارسى حكما قويا وهاما في صرح المسيرة والجهود التي تواصلت في إعادة تحقيق وحدة الوطن حتى تحقق هذا المنجز الوطني القومي التاريخي الكبير في الـ 22 من مايو (ايار) 1990».

واكد على ان الشعب اليمني يذكر بعرفان المساعدات الأخوية النزيهة التي قدمها شعب الكويت الشقيق وحكومته في مختلف المجالات، والتي تكمن قيمتها واهميتها في كونها قُدمت لشعبنا في ظروف صعبة ومعقدة، وكان لها الاثر الايجابي في عملية البناء الاقتصادي والاجتماعي. وبسبب الأزمة السياسية في لبنان بين الرئاسة والحكومة حضر وفدان لتقديم العزاء؛ فكان هنالك وفد يرأسه الرئيس اميل لحود ووفد نيابي وحكومي مشترك يرأسه نبيه بري وفؤاد السنيورة.

وصلى جموع المسلمين في مساجد الكويت بعد صلاة المغرب امس صلاة الغائب على روح أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، واصدرت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تعميما يدعو لصلاة الغائب.

واحتشد عدد من المصلين في مسجد الدولة الكبير حيث أمّ المصلين أستاذ كلية الشريعة وإمام وخطيب المسجد الكبير، الدكتور وليد العلي. وقال العلي ان من أخيار ائمتكم من تحبونه ويحبكم وتصلون عليه ويصلي عليكم.

وفي باريس، قررت الحكومة الفرنسية إيفاد وزيرة الدفاع ميشال اليو ماري إلى دولة الكويت لتقديم واجب العزاء للحكومة الكويتية. وبعث كل من الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء دومنيك دوفيلبان ووزير الخارجية فيليب دوست بلازي ببرقيات تعاز إلى امير الكويت الحالي الشيخ سعد ورئيس الوزراء ووزير الخارجية في وفاة المغفور له الأمير الراحل. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حزنه العميق لوفاة الشيخ جابر، وقال في برقية تعزية بعث بها إلى الأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح «بحزن عميق تلقيت نبأ وفاة أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح».

ووصف بوتين رحيل القائد الكويتي بأنه «خسارة كبيرة» قائلا «لقد غاب عن الدنيا قائد ذو مكانة مرموقة وزعيم وطني حدد معالم طريق تطور دولة الكويت لمدة طويلة».

ونعى الرئيس السويسري، موريتز لوينبرغر، الشيخ جابر، وأعرب عن عميق حزنه ومواساته للكويت قيادة وشعبا. وقال إن الراحل كان صديقا لسويسرا، مؤكدا عمق العلاقات التي تربط بين بلاده ودولة الكويت.

وأعلنت الهند أمس الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام حدادا على وفاة الشيخ جابر.

وقالت مصادر رسمية إن «الأعلام ستنكس من فوق كل الدوائر والمؤسسات الحكومية، كما ستلغى كل التشريفات الرسمية حزنا على وفاة أمير دولة الكويت».

وفي طوكيو، قال رئيس الوزراء الياباني إن الشيخ جابر لعب دورا مهما لفترات طويلة لصالح ازدهار ورخاء الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال السعي إلى تحقيق السلام العالمي والإقليمي والعمل على تثبيت أسعار أسواق الطاقة العالمية. وأوضح أن الشيخ جابر حول الكويت إلى دولة حديثة واسهم مساهمة كبيرة من اجل استعادة عافيتها عقب تحريرها من الاحتلال العراقي.

وأعرب رئيس الوزراء الياباني عن تمنياته الخالصة بان تستمر الكويت وشعبها على منوال الشيخ جابر في التطوير والرخاء والازدهار، آملا في الوقت ذاته في تحقيق مزيد من الدفع لتعزيز العلاقات الكويتية اليابانية.

وأعرب سفير الولايات المتحدة لدى الكويت، ريتشارد ليبارون، عن حزنه العميق والأسى، وتقدم بالتعزية لعائلة الصباح وحكومة دولة الكويت وشعب الكويت ككل في وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله.

وقال السفير الأميركي «إن المغفور له كان قائدا عظيما في حقبة حرجة وتاريخية، ويكنّ له شعبه وجميع القادة في العالم فائق الاحترام لالتزامه بحياة أفناها في خدمة تقدم الكويت، كما لعب المغفور له دورا مهما في صنع تاريخ حافل بالعلاقات الوطيدة والراسخة بين الولايات المتحدة ودولة الكويت».

وشدد السفير الأميركي على أن التاريخ سيذكر له قيادته ثابتة الخطى خلال تحرير الكويت. والروابط الوطيدة بين دولتينا ستكون إرثه الدائم والشاهد على التزامه بخدمة بلاده.