تعيين 2000 مستشار أميركي لتدريب وتسليح 135 ألف شرطي عراقي بحلول 2007

واشنطن خصصت مليار دولار واعترفت بأن ضعف الشرطة يقف عائقا أمام سحب قواتها

TT

عيّن قادة الجيش الأميركيون أكثر من 2000 مستشار في ميدان خدمات الشرطة العسكرية، للعمل جنبا إلى جنب مع ضباط الشرطة العراقيين في واحدة من أكبر الجهود الموسعة التي تجمع الأميركيين بالعراقيين العاملين في الحقل الأمني.

وهذه المبادرة التي تحمل معها مخاطر أمنية جديدة للقوات الأميركية، بدأت للتو في بغداد. وستتسع إلى المراكز المحلية على مستوى محافظات العراق الثماني عشرة قبل نهاية هذا الشهر. وهذا سيزيد من حجم وأفق مجال التدريب الذي يقوم به حاليا 500 مستشار مدني دولي للشرطة العراقية وبعض وحدات من الشرطة العسكرية، كما قال مسؤولون عسكريون أميركيون.

وتحقق لحد الآن تدريب وتسليح حوالي 80 ألفا من ضباط الشرطة العراقيين، وهذا يشكل أكثر من نصف الهدف النهائي المحدد بـ 135 ألف شخص مع حلول سنة 2007.

لكن القادة العسكريين الكبار بمن فيهم الجنرال جورج كَيْسي، كبير المسؤولين العسكريين في العراق، قد تعهدوا بجعل 2006 «عام الشرطة» ضمن اعتراف ضمني بأن الفساد وانعدام الكفاءة والتسلل في قوات الشرطة العراقية، تقف عائقا أمام أي خطة يضعها الأميركيون للبدء بسحب قواتهم هذه السنة من العراق.

فعلى سبيل المثال اشتكى القادة العسكريون الأميركيون من تسلل الميليشيات المسلحة الى قسم الشرطة في البصرة التي تعد ثالث أكبر مدينة عراقية. وهم قلقون من تكرار فشل الشرطة المماثل لذلك الذي جرى بالموصل في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) 2004، حيث تخلى 5 آلاف شرطي عن مواقعهم عند وقوع تمرد للناشطين فيها، وهذا ما آل إلى سيادة الفوضى في ثاني أكبر مدينة عراقية.

من جانبه، خصص البنتاغون أكثر من مليار دولار لتدريبات هذه السنة، حيث سيتم بالجزء الأكبر من هذه الأموال تجهيز قوات وزارة الداخلية بالمعدات الضرورية مع تقديم التدريب اللازم لها، حسبما قالت آن برتوشي المتحدثة الرسمية باسم القيادة العسكرية.

وقال ضباط أميركيون كبار إن هدفهم هو أن يتمكن ضباط الشرطة العراقيون من تسلم واجبات فرض القانون خلال الأشهر القادمة من وحدات الجيش العراقي التي أعفت حاليا الوحدات الأميركية من أداء هذا الدور.

وقال الميجور جنرال جوزيف بيترسون، كبير مدربي الشرطة الأميركيين في العراق ضمن مقابلة جرت معه في مقره ببغداد «نحن نحاول تطوير قدرة الشرطة إلى النقطة التي تمكننا من تحويلها إلى مؤسسة أمن مدنية».

وكان عدد من القادة العسكريين قد أعلنوا أنهم سيزيدون بشكل كبير عدد العسكريين الذين يقومون بتقديم النصح لوحدات الكوماندوز التابعة للشرطة العراقية، وهذا يكون جزئيا من أجل المساعدة على إيقاف التجاوزات المشكوك بوقوعها من قبل بعض هذه الوحدات ضد العرب السنّة.

ولكل هذه الجهود هدف مشترك يتمثل في تدريب وتجهيز الجنود العراقيين وحرس الحدود وقوات الشرطة، كي تأخذ مسؤولية أكبر في توفير الحماية لبلدها وللسماح للولايات المتحدة بسحب قواتها البالغ عددها حوالي 150 ألف جندي من العراق.

واعترف الجنرال بيترسون وقادة عسكريون أميركيون آخرون أن هذه الجهود تواجه عقبات عديدة. فهناك المهاجمون الانتحاريون الذين ركزوا على مراكز الشرطة ونقاط التطوع للشرطة، سعيا منهم لترهيب العراقيين من الانضمام إلى المؤسسات الأمنية، وعلى مدربي الشرطة الأميركيين أن يشاركوا العراقيين في هذه المخاطر.

وفي عام 2005 قُتل 1497 ضابط شرطة عراقيا وجرح 3256 منهم، حسبما قالت الناطقة برتوشي، المتحدثة باسم الجنرال بيترسون، وخلال هذا الشهر قتل أكثر من 30 شرطيا عراقيا، حسبما قالت.

من جانب آخر، يرى الكثير من العراقيين أن هناك الكثير من ضباط الشرطة الفاسدين. واعترف في الشهر الماضي الجنرال مارتن دمبسي، كبير المدربين الأميركيين في العراق، بأن هناك مئات من رجال الميليشيا المسلحين قد انضموا إلى وحدات الشرطة في الكثير من مناطق العراق، بينما ظلوا محتفظين بولائهم لقادة ميليشياتهم. وفي الوقت الحالي يتلقى مجندو الشرطة العراقية ما يتراوح بين 8 الى 10 اسابيع من التدريب، في واحدة من أكاديميات الشرطة التسع في العراق والأردن. ويتضمن التدريب 32 ساعة من الدروس في حقوق الانسان وحكم القانون. وعين الخريجون في مراكز الشرطة أو مقراتها، حيث يرافق الوحدات العراقية الجيش الأميركي ومستشارون مدنيون.

وقالت برتوتشي ان فرق الشرطة الانتقالية ستتألف مما يتراوح بين 12 الى 24 فردا، وكل فريق مع شرطة عسكريين ومدربي شرطة مدنيين ولغويين. وسيعين جنود من لواء الشرطة العسكرية التاسع والأربعين، وهو وحدة حرس وطني في الجيش مقرها الرئيسي في فيرفيلد بكاليفورنيا، في مراكز الشرطة في تسع مدن عراقية رئيسية هي بغداد والرمادي والفلوجة والنجف وبابل وكركوك وبعقوبة وسامراء والموصل، وكذلك العشرات من المقرات في المحافظات.

ومن بين ما تركز عليه هذه القوات مساعدة العراقيين على معالجة مواقع الجريمة وإدارة نقاط الحراسة المشتركة مع ضباط عراقيين، وتأكيد عمليات الاعتقال السليمة وأساليب ربط الأيادي بالوثاق، وفقا لما قاله الكابتن جوناثان شيروما، المتحدث باسم اللواء. ومن المتوقع أن يشارك ما يزيد قليلا على ثلثي جنود اللواء البالغ عددهم ثلاثة آلاف، وهم من وحدات مختلفة، في البرنامج.

* خدمة «نيويورك تايمز»