قوات إيرانية تقتل حارس حدود عراقيا وتأسر 8 بينهم ضابط ضبطوا باخرة تهرب النفط في شط العرب

طهران تنفي ومحافظ البصرة وقائد حرس الحدود يؤكدان وبغداد تطلب إعادة الأسرى

TT

اكد محافظ البصرة محمد الوائلي ان قوات خفر السواحل الايرانية هاجمت اول من امس زورقين لقوات الحدود العراقية، وقتلت احد افرادها وأسرت ثمانية آخرين بينهم ضابط، خلال قيام قوات الحدود العراقية بالقبض على باخرة كانت تهم بتهريب النفط العراقي في شط العرب. وقال الوائلي لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من مكتبه في البصرة امس، ان «هناك عشرات الاحداث المشابهة قد تكررت، لكن الهجوم الاخير هو الاكبر، كونه تسبب بقتل جندي عراقي، كما ادى الى قيام خفر السواحل الايراني بفتح النار على مخفر السيبة في الجانب العراقي من شط العرب».

واوضح المحافظ ان الباخرة التي تحمل اسم «نور 1» كانت راسية في ميناء ابو الفلوس القريب من السيبة لتعبئة النفط المهرب.

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف امس، مع الدكتور خضير عباس هادي، رئيس ديوان رئاسة الوزراء، لمعرفة موقف الحكومة العراقية من الحادث اعرب هادي عن عدم علمه بالحادث وقال «لم اسمع شيئا عن الحادث، امهلوني ساعة لمعرفة التفاصيل من وزارة الداخلية».

مصدر ملاحي في البصرة افاد لـ«الشرق الأوسط»، بان هذه الحادثة ليست جديدة، فالقوات الايرانية تدخل على القطع البحرية العراقية، كما تدخل الى المياه الإقليمية وتفتش وتصادر ممتلكات الصيادين وتأسر عددا منهم وتعرضهم للضرب والارهاب، مشيرا الى ان الجانب البحري العراقي اثار هذه المشكلة منذ ما يقارب العامين، على المستوى الرسمي وتبودلت الوفود الشعبية، ولكن من دون نتيجة.

وقال ضابط في شرطة جمارك المنطقة الجنوبية، ان القوة البحرية الإيرانية وخفر السواحل يتدخلان كثيرا في عمل القوات العراقية، خاصة عند مطاردة زوارق تهريب الوقود، بغية تأمين الحماية لها والعمل على جعل مناطق الخليج العربي وشط العرب والأنهر المتفرعة منهما، من اهم مناطق التهريب، خاصة المخدرات والمواد المحرمة ودخول وخروج الاشخاص بشكل غير مشروع.

وفي بيان نقلته وكالة رويترز، قالت الحكومة العراقية امس، ان ايران أسرت تسعة من حرس السواحل العراقي، يوم السبت الماضي، بعد حادث يتعلق بالاشتباه في قيام ناقلة بتهريب النفط في الخليج.

وقالت متحدثة في مكتب رئيس الوزراء العراقي، ان حرس السواحل الايراني، أسر ضابطا وثمانية من جنود حرس السواحل العراقي. واضافت انها ليست على علم بما اذا كان جندي من حرس السواحل قد قتل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، ان العراق طلب من ايران امس الافراج عن المحتجزين. واضاف أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثار المسألة في اجتماع كان مقررا من قبل مع السفير الايراني.

من جهته نفى حسن كاظمي قمي القائم بالاعمال الايراني في بغداد امس أن تكون ايران قد احتجزت تسعة من أفراد حرس السواحل العراقي على الحدود المائية بين البلدين يوم السبت. وقال الدبلوماسي الايراني من خلال متحدثة «التقارير عن هذه الواقعة غير صحيحة».

محافظ البصرة اكد تفاصيل الحادث وقال «كانت الباخرة نور1 ترسو في مياه شط العرب قريبا من مدينة السيبة العراقية، عندما ضبطتها قوة من حرس الحدود العراقي مؤلفة من زورقين، وهي تتزود بوقود مهرب من قبل عصابة تهريب محلية، وعندما صعدت القوة العراقية الى متنها اتصل قائد الباخرة، وهو ايراني، بقوات خفر السواحل الايرانية، التي فتحت النار على القوة العراقية واصابت احدهم، وقد استشهد في ما بعد، واسرت ثمانية آخرين بينهم ضابط، واقتادت الزورقين التابعين للقوات العراقية الى الاراضي الايرانية».

واضاف الوائلي قائلا «هناك عشرات الحوادث مثل هذه تجري، وغالبا ما تقوم قوات خفر السواحل الايرانية بحماية بواخر تهريب الوقود والمهربين مقابل تلقي اموال من عصابات التهريب، او ان يكون الوقود متوجها لايران»، مشيرا الى ان «الخطر في هذه المرة هي قتل شرطي عراقي واسر الاخرين وفتح النار على مخفر شرطة السيبة».

واضاف الوائلي قائلا: «ان التجهيزات الضعيفة لقوات الحدود العراقية ومحدودية اسلحتهم تجعلهم في موقف عاجز عن السيطرة على عصابات التهريب او الرد على خفر السواحل الايراني، الذين يقوم افراده بتقديم الحمايات للمهربين».

وقال محافظ البصرة، «لقد قدمنا شكاوى عديدة، لكن اية اجراءات لم تتخذ، وبقي الوقود يهرب الى خارج العراق بحماية من قوات خفر السواحل الايرانية».

من جانبه قال العميد عباس الموسوي قائد قوات الحدود العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية ان «دورية لحرس الشواطئ العراقية اعترضت سفينة تهرب فيول على بعد 40 كلم جنوب البصرة».

واضاف انه بينما كان جنود الدورية العراقية على متن السفينة وصلت قوات ايرانية على متن زوارق سريعة وفتحت النار، مما ادى الى اصابة جندي عراقي بجروح خطيرة، مشيرا الى انه لا يعرف ما اذا كان المصاب قد بقي على قيد الحياة او توفي متأثرا بجروحه. واوضح ان الجنود الايرانيين انسحبوا لاحقا الى الضفة الايرانية واخذوا معهم الجندي المصاب وثمانية جنود اخرين.

واكد العميد الموسوي، ان الشرطة النهرية التابعة لقوات حرس الحدود اعترضت السفينة العراقية «نور1» عند الضفة العراقية لمجرى شط العرب، فيما كانت تتزود بالفيول (الوقود) من مراكب تهريب صغيرة.

وقال ان الحراس صعدوا الى السفينة ووجدوا ان قبطانها ايراني وهو الذي اتصل لاسلكيا بالقوات الايرانية. واضاف، عندما انسحب الجنود الايرانيون اخذوا معهم كذلك زورقين للشرطة النهرية، وطالب ايران باطلاق سراح المعتقلين واستعادة الزورقين. وقال «ندعو السلطات الايرانية للافراج عن الجنود الذين كانوا يؤدون واجبهم في شط العرب». واضاف «ابلغنا المسؤولين في الدولة (العراقية) وتجري حاليا اتصالات مع الجانب الايراني لحل القضية.

وفي وقت لاحق اعترف رئيس ديوان رئاسة الوزراء بوقوع الحادث وأكد ان البواخر التي تهرب الوقود العراقي هي ايرانية، وقال «لقد تجاوزت القوات الايرانية هذه المرة بشدة على المياه وعلى العراقيين، ولن نسكت على ذلك حيث ستتم مناقشة الموضوع في اجتماع لمجلس الوزراء سيعقد يوم الخميس (غدا)».

واشار الدكتور هادي الى ان وزارة الخارجية العراقية تتابع هذا الموضوع عن كثب ولا بد «للحكومة العراقية ان تضع حدا لهذه التصرفات».