شعث: نصر على التنسيق مع سورية بدون تلازم المسارين في المفاوضات مع إسرائيل

أعلن أن بيريس أبلغ الوفد الفلسطيني في أثينا أنه غير مخول اتخاذ أي قرار

TT

قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث ان الفلسطينيين يصرون على التنسيق والترابط بين المسارين الفلسطيني والسوري، لكنه شدد على ان ذلك لا يعني تلازم المسارين بحال من الاحوال. وكان شعث يتحدث في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في غزة حينما قال ردا على سؤال حول تطور العلاقات الفلسطينية ـ السورية، انه سيكون من الممكن بحث مسألة التلازم في المسارين عندما تصل المفاوضات الى المرحلة النهائية.

واوضح شعث ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من المقرر ان يلتقي حتى الخامس عشر من الشهر الحالي بالرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، مضيفا ان الرئيس الاسد عندما يريد ان يتوجه من دمشق الى اللاذقية فبامكانه التوجه لهناك دون ان يحصل على اذن احد، بينما الجانب الفلسطيني ليس بامكانه التحرك بحرية، الا بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي.

وقال الوزير الفلسطيني ان الحكومة الاسرائيلية تحاول فرض استسلام على الشعب الفلسطيني عبر تصعيد اجراءاتها القمعية، كاشفا النقاب عن ان وزير الخارجية الإسرائيلي شيمعون بيريس اوضح لاعضاء الوفد الفلسطيني في بداية لقاء اثينا الاسبوع الماضي انه غير مخول لاتخاذ اي قرار وانه سيقوم فقط بنقل وجهة النظر الفلسطينية الى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وفي مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس قال شعث ان اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي على توسيع دائرة الاغتيالات ضد الفلسطينيين ومواصلة فرض الحصار عليهم وعمليات التجريف الواسعة تعكس نية مبيتة لدى اسرائيل لفرض املاءات من اجل وقف الانتفاضة من دون الاستجابة لاي من المطالب الفلسطينية. وذكر شعث ان المسؤولين الاسرائيليين الذين يجرون اتصالات مع ممثلي السلطة يصرون على ضرورة قيام الجانب الفلسطيني بـ«وقف العنف»، وبعد ذلك يتم البحث في ما يطرحه الجانب الفلسطيني من مطالب. ووصف شعث المطلب الاسرائيلي بانه «عنصري»، واضاف ان اسرائيل تتبع اساليب العنف والارهاب في مواجهة الشعب الفلسطيني، في حين ان الانتفاضة الفلسطينية هي سلاح الشعب الفلسطيني في مواجهة ما سماه «العنجهية الاسرائيلية».

واكد شعث ان الجانب الفلسطيني لا يصر فقط على المطالبة باعادة الامور الى ما كانت عليه قبل انتفاضة الاقصى، بل يشدد باصرار على معالجة القضايا التي ادت الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، مشيرا الى ان الجانب الفلسطيني يشترط لوقف الانتفاضة توقف إسرائيل عن عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة ووقف عملية التهويد في مدينة القدس، وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، الى جانب الالتزام بالمرجعيات التي حددتها والتي تم الاتفاق عليها، مؤكدا ان الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين تضمن الالتزام بهذه الشروط. وشدد الوزير الفلسطيني على انه في ظل هذا الموقف الحاسم تمت تلبية الدعوة الاوروبية لحضور لقاء اثينا مع وزير الخارجية الاسرائيلية. وفي ضوء هذا الموقف تم عقد اجتماع اللجنة الامنية الفلسطينية ـ الاسرائيلية الاسبوع الماضي. واشار المسؤول الفلسطيني الى ان العالم بدأ يتفهم الموقف الفلسطيني، مثنيا على بيان وزارة الخارجية الفرنسية الذي انتقد العنف الاسرائيلي وقرار حكومة شارون بناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. واكد شعث ان استجابة الجانب الفلسطيني للمبادرات الدولية لا يعني على الاطلاق ان الجانب الفلسطيني ينوي الاسستلام. وانتقد شعث الازدواجية التي تميز خطاب الحكومة الاسرائيلية قائلا ان هناك فرقاً كبيراً بين الموقف الذي يسوقه وزير الخارجية الاسرائيلية والسياسة الفعلية التي ينفذها شارون. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال شعث ان الجانب الفلسطيني لا يشترط استئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت اليها مفاوضات طابا، لان الجانب الفلسطيني لم يوافق على كل ما طرحه الاسرائيليون في طابا، مذكرا ان الوفد الاسرائيلي اقترح ان تتم اقامة ثماني قواعد عسكرية في قلب الضفة الغربية في ظل الحل الدائم، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني بكل قوة. وحول ما نشرته صحيفة «معاريف» امس من ان هناك اتصالات من اجل عقد «صفقة رزمة» قائمة على اتفاقيات «واي» وتفاهمات «قمة شرم الشيخ»، قال شعث ان الجانب الفلسطيني يصر على الارتكاز على كل الاتفاقيات الموقعة وليس على اتفاقيات محددة بشكل انتقائي.