ألمانيا أحبطت عملية تفجير خططت لها شبكة تابعة لابن لادن

TT

ذكر وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي ان اعتقال الجزائري المتهم بالعمل لصالح شبكة اسامة بن لادن يوم الخميس الماضي في فرانكفورت واعتقال المجموعة الارهابية التابعة لذات التنظيم في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي احبط محاولة تفجير خططت لها المنظمة «في اخر لحظة». واذ عبر الوزير في اول تصريح رسمي له حول الموضوع عن قناعته بان المخابرات الالمانية حققت انتصارا «صغيرا» على المنظمة الارهابية فانه اكد ايضا على ان المانيا «لا تسيطر على كامل تفاصيل اللوحة» حتى الان. من ناحيته اعتبر ايرنست اورلاو، المستشار الامني للمستشار جيرهارد شرودر، محاولات بن لادن العمل من على الارض الالمانية بانه «اكبر تحد نواجهه» منذ تسلم تحالف الحزب الديمقراطي الاجتماعي زمام الحكم في المانيا عام .1998 واكد اورلاو ان نتائج التحقيق الاولية تشير الى ان المجموعة كانت تعمل على «تجنيد» الاسلاميين اللاجئين للعمل لصالحها مما يدل على ان تقديم اعضاء المنظمة الارهابية للجوء في المانيا لم يكن مجرد «سياحة قصيرة». الى ذلك كشفت مجلة «دير شبيجل» الواسعة الانتشار في عددها امس تفاصيل مثيرة عن عدد اعضاء الشبكة واساليب عملهم ونتائج المداهمات التي نفذتها القوات الالمانية الخاصة GSG على الشقق السكنية التي كانت المجموعة تستخدمها في فرانكفورت وبافاريا. وكشفت المجلة ان اسم الشاب الجزائري المعتقل هو سمير ك. ( 33 عاما ) الذي كان يسكن في شقة في شبور شتراسة 204 رغم ان رفض لجوئه يحكم عليه السكن في معسكر اللاجئين المخصص له في فرانكفورت. وسبق للمحكمة الادارية في فرانكفورت ان رفضت قبول طلب اللجوء الذي تقدم به ك. في المانيا الا انها شملته بقرار وقف الترحيل القسري الى بلاده خشية تعرض حياته للخطر هناك. وحسب معلومات «دير شبيجل» فان اعتقال سمير ك. يوم الخميس الماضي سبقته حملة للشرطة على مسكن جزائري اخر في مدينة فرايسنغ (بافاريا) اضافة الى 4 شقق اخرى في محيط ميونخ وفرانكفورت تعود الى عرب من «شمال افريقيا» وجه الادعاء العام لهم تهمة «دعم نشاط منظمة ارهابية». ورفض الاربعة الذين اعتقلوا في اليوم الاول من اعياد الميلاد 2000 في فرانكفورت الاعتراف حتى الان بانتمائهم الى تنظيم بن لادن رغم انه ثبت ان احدهم كان يقيم في باريس ويعمل في صحيفة «الانصار» التي تصدر هناك. وقد اعترف احدهم وهو العروبي ب. (25 عاما) بتورطه في تجارة المخدرات وبعض اعمال السطو في بعض المدن الالمانية. وسبق لرجال القوات الخاصة ان عثروا في شقة العروبي على 8 صفائح ملأى بالحشيشة اضافة الى عدد من الوثائق المزورة. وحسب تعبير المصادر الامنية الالمانية فقد تمت مصادرة ترسانة اسلحة كاملة من شقق الاربعة المعتقلين تحتوي على الرشاشات والمسدسات والقنابل اليدوية وكواتم الصوت اضافة الى الكراريس التي تشرح باللغة العربية كيفية صناعة وتركيب القنابل والمتفجرات. وجلب انتباه المحققين وجود قدور الضغط اضافة الى كمية كبيرة من المسامير والمواد الكيماوية التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات. وتذكر هذه المواد بقنبلة انفجرت في باريس عام 1995 واستخدم المنفذون فيها قدور الضغط المحشية بالمواد المتفجرة والمسامير. وتثبت ملاحقة رجال الشرطة لرجال المجموعة انهم كانوا يحاولون الحصول على المواد المتفجرة من داخل المانيا، اذ قاموا بشراء حوالي 30 كغم من مادة برمنجنات الكاليوم، التي تدخل في صناعة المتفجرات، من عدد من الصيدليات الالمانية، دون وصفة بالطبع، بحجة ارسالها الى طبيب يعمل في احدى دول الشمال الافريقي. وكان الاربعة يستخدمون بطاقات بنوك مزورة لشراء افضل الملابس والتجهيزات ويستأجرون سيارات الاجرة الانيقة للتنقل بين ميونخ وفرانكفورت وهامبورج وكارلسروهة (مقر الادعاء الاتحادي العام). كما تم العثور في احدى الشقق على اشرطة فيديو صورها الاربعة لتفاصيل الطريق بين مدينة بادن بادن الالمانية وساحة كليبر في باريس عبر منطقة الالزاس واستخدموا الموسيقى العربية الثورية كخلفية لفيلم. ويعتقد رجال التحقيق، على هذا الاساس، ان الاربعة كانوا يهيئون لعملية في باريس انطلاقا من الارض الالمانية.