وزير الدفاع الكويتي: جاهزون لمواجهة أي عدوان

قال لـ«الشرق الأوسط»: إن زيارة رئيس الأركان الأردني لا علاقة لها بالمصالحة مع العراق

TT

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح أن الكويت جاهزة للدفاع عن نفسها بالاعتماد على قدراتها الدفاعية والحلقات المساندة.ونفى الوزير الكويتي في حديث مع «الشرق الأوسط» أن تكون زيارة رئيس الاركان الأردني أخيرا الى الكويت لها علاقة بأي مشروع للمصالحة بين الكويت والعراق، مؤكدا انها مقررة سابقا، في اشارة الى أن الزيارة متفق عليها قبل القمة العربية الأخيرة في عمان.

كما اعتبر أن الوقت لم يحن بعد لمشاركة النساء في الكويت بالسلك العسكري، لكنه قال إن «المرأة موجودة في العمل الاداري (بالوزارة) وتعمل بكفاءة عالية».

* نتائج القمة العربية الأخيرة أظهرت أن الحكومة العراقية لا تريد أن تضمن سلامة الكويت واحترام حدودها، برأيكم ما هي تبعات ذلك على الوضع العسكري في الكويت، وهل مثل ذلك يجعلكم في حالة استنفار دائمة؟

ـ نحن لا نبني أفعالنا واجراءاتنا على مواقف محددة للنظام العراقي وفي مناسبات معينة، انما نتخذ ما نراه مناسبا من اجراءات وفق خطة معدة منذ تحرير البلاد من براثن ذلك الاحتلال البغيض والذي أظهر النيات العدوانية لذلك النظام، وبناء عليه فان القوات المسلحة الكويتية مستمرة في اجراءاتها الاحترازية وفق المعرفة المسبقة بتلك النيات.

* بعد انتهاء قمة عمان زار الكويت رئيس الاركان الأردني، فهل الزيارة تدخل في اطار المساعي للمصالحة بين الكويت والعراق أم أنها تمهيد لتعاون عسكري بين الأردن والكويت؟

ـ هذه الزيارة مقررة منذ أن قام رئيس أركان الجيش الكويتي بزيارة الى المملكة الأردنية الهاشمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهي تأتي في سياق التواصل وتعزيز العلاقات ولا تحتمل أي تفسيرات أخرى.

* ما الخطة الكويتية الجديدة للنهوض بقواتها العسكرية، وتفعيل خطوط الدفاع ضد اي عدوان؟

ـ ان استثمار الروح الوطنية العالية للشعب الكويتي، واستعداده للتضحية من أجل وطنه والتفافه حول قيادته، ورفضه التعامل مع الاحتلال الآثم وروح المقاومة الباسلة ضده هي حجر الزاوية في أي خطة دفاعية، بالاضافة الى عمق العلاقات الاخوية الحميمة مع اخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائنا العرب، ناهيك من علاقات الصداقة القوية المبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم، وفي مقدمتها الدول العظمى، بهذه الرؤية المتكاملة تمت صياغة سياستنا الدفاعية وهي رؤية أتت ثمارها ولله الحمد في ردع أي عدوان.

* هل هناك نية للاستعانة بأفراد عسكريين من جنسيات أخرى؟

ـ تكويت الجيش الكويتي بشكل كامل هو هدفنا منذ التحرير ونحن نسير في هذا الاتجاه، وقد قطعنا شوطا كبيرا في ذلك، واصبحت نسبة غير الكويتيين فيه صغيرة جدا، وان كنا نقدر ونحترم دورهم وعملهم معنا.

* هل هناك أي قيود مفروضة على وزارة الدفاع في مجال صفقات السلاح سواء من مجلس الامة أو غيره؟

ـ الجيش الكويتي يحدد اختياره وفق احتياجاته، ولا توجد أية قيود من أي نوع. ونحن وأعضاء مجلس الأمة تجمعنا أهداف واحدة تتلخص في الحفاظ على الكويت وسيادتها واستقلالها وأمنها وأموالها العامة وسنعمل متعاونيين على تحقيق هذه الأهداف بإذن الله.

* وهل هناك صفقات سلاح او تعاون عسكري جديد؟

ـ لاتزال هناك الكثير من الاحتياجات لاستكمال منظومات التسليح في القوات الثلاث، اضافة الى متطلبات الاسناد القتالي والاداري، وتحقيق أعلى درجات الجاهزية والكفاءة القتالية هو هدفنا، ولذلك فاننا لن نتردد أو نتوقف عن تزويد قواتنا المسلحة باحتياجاتها اللازمة.

* بالمفهوم العسكري هل الكويت جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان؟

ـ أنا لست عسكريا، ولكنني معني بالسياسة الدفاعية ومسؤول عن كفاءة كافة عناصرها، واستطيع القول بكل فخر ان الكويت جاهزة للدفاع عن نفسها وفق المنظومة الدفاعية التي اردناها لأنفسنا وذلك بالاعتماد على قدراتنا الذاتية. ومن ثم بالحلقات الأخرى المساندة والمتمثلة باخواننا في دول المجلس وأشقائنا العرب وأصدقائنا وحلفائنا الذين تربطنا بهم اتفاقات تعاون دفاعي.

* تزور الكويت حاليا مجموعة من كاسحات الالغام الالمانية ترافقها ثلاث كاسحات الغام اخرى من بلجيكا وفرنسا وهولندا، فما طبيعة هذه الزيارة، وهل يفهم منها ان الكويت لاتزال تعاني من الألغام التي خلفتها حرب الخليج؟ والى أي مدى تشعر ان صحراء الكويت آمنة؟

ـ تبادل الزيارات أمر طبيعي، ووجود تلك القطع البحرية العسكرية من دول مختلفة في مياهنا دليل على موقع الكويت في العالم وعلاقاتها المتميزة ولا علاقة لها بالالغام. ومياهنا آمنة ولله الحمد، وكذلك صحراؤنا، الا أن الحذر والاحتياط مطلوبان اذ ان قوات النظام العراقي، كانت قد نشرت ملايين الالغام وتركت خلفها الكثير من الذخائر بعد هروبها وطردها من الكويت.

* ماذا عن آخر أعمال لجنة التحقيق في حادث الطائرة الاميركية التي قصفت موقعا كويتيا اثناء مناورات الأديرع؟

ـ التحقيق انتهى تقريبا ويخضع للاجراءات والمراجعات النهائية تمهيدا لاعلان النتائج.

* وماذا عن مشاركة النساء في الكويت بالسلك العسكري، وهل هناك خطة لذلك ومتى يبدأ تطبيقها؟

ـ المرأة موجودة اليوم وتؤدي الاعمال الادارية بكفاءة عالية، وعمل المرأة في السلك العسكري لم يحن وقته بعد.

* بروز عناصر شبابية في الحكومة الكويتية، ماذا يعني؟ وهل ترى أن الحياة السياسية في الكويت تتجه نحو احلال الشباب؟

ـ مع تسارع متغيرات الحياة وظهور الكثير من التحديات فإن طموحات الكبار وخبراتهم تحتاج الى جهود الشباب لتنفيذها ونقلها الى أرض الواقع بديناميكية ونشاط أكبر، كما أنه من الحكمة ان يبدأ جيل الشباب بالعمل والممارسة وأن يتم إعدادهم وتدريبهم برعاية الكبار وبتوجيهاتهم وبحكمتهم وخبرتهم، اضافة الى أن هذا سيحقق تواصل واستمرار الموروثات والاعراف والتقاليد خاصة على صعيد العمل السياسي.