جامعة «كورنيل» الأميركية تفتتح كلية طب بالدوحة باستثمار قطري قدره 750 مليون دولار

TT

أعلنت جامعة «كورنيل» الأميركية أمس انها ستنشئ فرعا لكلية الطب بدولة قطر التي وافقت على إنفاق مبلغ 750 مليون دولار أميركي على هذا المشروع خلال فترة 11 عاما، بما في ذلك رسوم تدفع للجامعة الأم. جدير بالذكر ان برامج الجامعات الأميركية مع عدد من الجامعات الخارجية ظلت خلال السنوات السابقة تشتمل على اتفاقيات التبادل الطلابي وإنشاء مراكز البحث والدراسة بالمراسلة عبر شبكة الإنترنت، غير ان الاتفاق الأخير الذي أبرمته جامعة كورنيل مع قطر يعتبر الأكثر شمولا، إذ سيحصل المتخرجون من فرع كلية الطب بقطر على نفس الدبلوم الذي يحصل عليه الدارسون بالكلية الأم في نيويورك. وصرح هنتر رولينجز، مدير جامعة كورنيل، ان فرع كلية الطب بقطر سينتهج سياسة تقوم على أساس عدم التمييز المتبعة في الجامعة الأم، كما ستقبل الكلية اليهود وحتى الإسرائيليين كطلاب وأعضاء في الكلية. من جهة اخرى صرح عبد الرضا عبد الرحمن، المدير الإداري لمؤسسة قطر، التي تمول المشروع، انهم سينتهجون من جانبهم سياسة عدم التمييز ويحترمونها تماما، وأضاف ان القبول للكلية سيخضع لجامعة كورنيل وان لا صلة له بالجنسيات، مؤكدا على ترحيب الكلية بكل من هو مؤهل لدخولها.

وقال رولينجز ان بعض الأمناء اليهود للجامعة والخريجين أبدوا مخاوف، لكن عندما علموا أكثر عن قطر وطموحاتها أيدوا المشروع.

ويتوقع روبرت زيميسكي، مدير مركز بحوث التعليم العالي بجامعة بنسلفانيا الأميركية، ان السنوات المقبلة ستشهد توسع برامج الجامعات الأميركية باتجاه الخارج معللا ذلك بـ«ظهور سوق عالمية رئيسية في مجال التعليم العالي». وأشار زيميسكي إلى تجارب مثل برنامج ماجستير إدارة الأعمال في سنغافورة وبرشلونة إلى جانب مشروع آخر في سنغافورة تدرب فيه كلية الطب التابعة لجامعة جون هوبكنز أطباء لكي يصبحوا باحثين ولكن من دون منحهم درجة علمية. وأضاف زيميسكي كذلك ان الاتفاق الذي توصلت إليه جامعة كورنيل مع قطر يشير إلى تغلبها على العقبات التي تعترض طريق الجامعات الأميركية التي تسعى إلى الخروج باتجاه العالم الخارجي. فالدراسة في فرع كلية الطب المتوقع افتتاحه في قطر ستكون باللغة الإنجليزية، كما ان قطر ستنفق على المشروع، بالإضافة إلى رغبة الجانب القطري في افتتاح هذه الكلية. جدير بالذكر ان «المؤسسة القطرية»، التي أسسها أمير قطر وترأسها زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، التزمت بدفع حوالي 750 مليون دولار للكلية على مدى فترة 11 عاما، غير ان جامعة كورنيل و«المؤسسة القطرية، لم تناقشا حجم رسوم الإدارة أو تبرع المؤسسة لكلية الطب. وأكد الطرفان ان التبرع ليس عاملا في الاتفاق الذي ابرم بينهما. وطبقا للاتفاق المبرم بين الجانبين، فان جامعة كورنيل ستكون مسؤولة عن الكلية والمناهج وقبول الطلاب وفقا لنظام الاختبارات والمعايير المتبعة في نيويورك. ويذكر ان كلية الطب بجامعة كورنيل تعد من أبرز الكليات التي تدرس الطب في الولايات المتحدة، إذ قبلت الكلية 101 طالبا لهذا العام من جملة 6344 طالبا تقدموا للالتحاق بها. وتعتزم الجامعة بدء الدراسة في فرع كليتها بقطر بحوالي 50 طالبا من قطر نفسها ومن دول أخرى داخل العالم العربي وخارجه، إذ صرح عبد الرضا بأن الاتفاق بين الطرفين ينص على ان يكون 70 بالمائة من طلاب الكلية من القطريين، اما إذا تأهل عدد اقل من الطلاب فان عدد الدارسين سيكون اقل مما هو متوقع. وفي إطار الترتيبات ذات الصلة بهذا المشروع ستنظم جامعة كورنيل برنامجا دراسيا مكثفا للمواد العلمية لإعداد الطلاب للتقديم للكلية، إذ من المقرر ان يبدأ قبول الطلاب في هذا البرنامج الإعدادي اعتبارا من العام المقبل، غير ان إكمال الدراسة في هذا البرنامج لا يعني بالضرورة القبول في الكلية.

وعقب سلسلة من المناقشات والزيارات إلى قطر قرر مسؤولو كلية الطب بجامعة كورنيل المضي قدما في المشروع، إذ تقرر ان يكون هناك 65 عضوا بالكلية في قطر، كما تقرر ان يشغل دانيال اولونسو، خبير علم الأمراض وعميد الشؤون الأكاديمية للكلية بنيويورك، منصب عميد فرع كلية الطب المزمع إنشاؤها في قطر. وقال اولنسو انه يعتزم السفر إلى قطر العام المقبل والبقاء هناك إلى حين تخريج أول دفعة من الكلية عام .2008 وعلق سانفورد ويل، رئيس مجلس المشرفين على الكلية، ان العلاقات العربية ـ اليهودية ليست أمرا أساسيا في المشروع المرتقب، مؤكدا على ان المشروع يتعلق في الأساس بالرعاية الصحية والبحوث الطبية والطب والتعليم وليس بالسياسة.

* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»