بيان سعودي ـ باكستاني مشترك يؤكد على أهمية تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وحل النزاعات الإقليمية

TT

أكد البيان السعودي ـ الباكستاني المشترك، الذي صدر أمس، في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإسلام أباد، أهمية اللقاءات التاريخية مع القيادة الباكستانية، مشيرا إلى أن الجانبين تبادلا الآراء في محادثات معمقة وشاملة، غطت قطاعا واسعا من الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتسمت بروح من المودة والدفء، وأظهرت تطابقا في الآراء، وتفاهما أخويا في العلاقات بين البلدين.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد البيان أن الجانبين أعربا عن ارتياحهما للتعاون المتنامي بين البلدين، وأكدا على التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية في مجال التجارة والاستثمار وفي هذا الصدد، ورحبا بالتوقيع على خمس اتفاقيات ثنائية بين البلدين، وعبرا عن ثقتهما في أن تساهم هذه الاتفاقيات في تعزيز العلاقات الثنائية في هذه المجالات.

وأضاف أن الجانبين اتفقا على تكثيف تبادل الزيارات الثنائية على كافة المستويات لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون والتفاهم، على كافة الأصعدة بين البلدين، بغية تطوير تعاون مستمر في حقول الاقتصاد والتجارة والاستثمار، كما أكدا على أهمية تشجيع القطاع الخاص لديهما بالسعي لاستغلال الفرص والإمكانات المتاحة في كلا البلدين لخدمة المصلحة المشتركة، واتفقا اعلى عقد اجتماعات دورية ومنتظمة للجنة السعودية ـ الباكستانية المشتركة وتكليفها بمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه خلال هذه الزيارة. وقال إن القيادتين اتفقتا على أن الإرهاب يعتبر آفة تهدد البشرية جمعاء، وعلى الحاجة إلى تكثيف وتنسيق التعاون الثنائي والإقليمي والدولي لمكافحته واجتثاثه من جذوره، واتفقا على تكثيف التعاون لمحاربة الإرهاب والجرائم الدولية الأخرى، مثل غسيل الأموال وتهريب المخدرات والأسلحة على نحو حثيث وشامل، واشار البيان إلى ان البلدين سيقومان ببذل جهود متواصلة لإقرار المقترحات الخاصة بإبرام الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي المطروحة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، الذي أوصى به المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي انعقد في الرياض في شهر فبراير (شباط) 2005، وفقا لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفي مجال التعاون السياسي، أشار البيان إلى أن الجانبين قاما بتبادل الآراء حول التطورات الإقليمية والدولية، وأكدا على التزامهما بمبادئ الشرعية الدولية، وأهمية الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين، واتفقا على العمل سويا لحل النزاعات القائمة في المنطقة على ضوء هذه المبادئ.

وأوضح البيان أن الرئيس مشرف، أطلع خادم الحرمين الشريفين على الحوار القائم بين باكستان والهند، واتفق القائدان على أهمية استمرار الجهود الرامية إلى حل جميع القضايا العالقة بينهما، وعلى الأخص قضية كشمير من خلال المفاوضات.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أوضح البيان أن الطرفين قدرا أهمية الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، والتي جاءت «استجابة لمطالب من أطراف دولية مهمة»، وطالبا بقبول نتائج هذه الانتخابات لكونها «تعبر عن الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني»، والتعامل معها بشكل موضوعي وحكيم، وتجنب الأحكام المسبقة والمواقف المتعجلة، ويعبران عن أملهما في قيام «حماس» بتشكيل حكومة تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وترعى مصالحه والعمل على تحقيق تقدم في عملية السلام.

وفي هذا السياق رأى الجانبان أن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، يعتمد على «إيجاد حل عاجل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، ويؤكدان أهمية مبادرة بيروت العربية للسلام وخريطة الطريق، وأن التكامل فيما بينهما يعد السبيل الأفضل لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ويمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش بأمن وسلام وازدهار في إطار حدود آمنة جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وفيما يتعلق بالوضع في العراق عبر الجانبان عن أملهما في أن تسفر العملية السياسية الجارية عن تشكيل حكومة قادرة على تحقيق وحدة العراق وسلامته الإقليمية، وازدهاره وحريته بمعزل عن التدخلات الخارجية.

وقال البيان المشترك إن قائدي البلدين، عبرا عن ارتياحهما لنتائج قمة مكة المكرمة الإسلامية، وجددا التزامهما بإصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي، لتمكينها من القيام بدورها الفعال في خدمة مصالح العالم الإسلامي، والتعاون في تنفيذ الخطة العشرية التي أقرها المؤتمر.